‬اعتقال انفصالية في إسبانيا يفضح ارتباطات عصابة البوليساريو بالإرهاب

ذكرت تقارير إعلامية في إسبانيا أن سلطات هذا البلد الأوروبي قامت مؤخرًا بإلقاء القبض على ناشطة انفصالية مؤيدة لجبهة البوليساريو في جزيرة مينوركا، إحدى جزر البليار، وذلك بناءً على أدلة تثبت تورطها في الإشادة والتحضير لأنشطة إرهابية تستهدف المصالح المغربية، ونشر دعوات لـ”الجهاد” ضد المغرب على وسائل التواصل الاجتماعي، وأشارت إلى أن عمليات التفتيش والتحقيق كشفت عن محتويات إلكترونية لجأت إليها المعنية بالأمر للحصول على مواد لاستخدامها في عمليات إرهابية.

هذه الحادثة تعزز المخاوف من الروابط المتزايدة بين جبهة البوليساريو وأنشطة الجماعات الإرهابية، وبين الخطاب الانفصالي والأيديولوجيات المتطرفة، والتهديد الذي يشكله ذلك للأمن الإقليمي. إذ أكدت مجموعة من التقارير وجود تواطؤ بين الجبهة الانفصالية في تندوف والتنظيمات الإرهابية في الساحل، من خلال الجهادي المسمى “أبو الوليد الصحراوي”، زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى”، الذي نشأ في مخيمات تندوف، والمسؤول عن عدد من الهجمات الدامية في الساحل، قبل أن يُقتل على يد الجيش الفرنسي في سبتمبر من العام 2021.

تعليقًا على ذلك قال رمضان مسعود، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدريد، إن “بروز هذا النوع من الخطاب المتطرف لدى المؤيدين للبوليساريو هو نتيجة حتمية لتحريض قيادات الجبهة الانفصالية على العنف والكراهية الذي ذهب ضحيته عدد من سكان مخيمات تندوف”، مشيرًا إلى وجود عدد من “النشطاء” الموالين لهذا التنظيم في عدد من الدول الأوروبية ممن يتبنون خطابًا تحريضيًّا للقيام بأعمال عدائية ضد المغرب على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف مسعود، في تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، أن “مثل هذه الحوادث سبق أن تكررت في إسبانيا، منها حادثة المسمى فيصل ولد باهية الذي سلمته السلطات في مدريد للمغرب بعد تحريضه على أعمال العنف والقتل عبر الوسائط الرقمية”، مؤكدًا أن “تنامي هذا الخطاب مرده إلى التجييش الممارس على المتعاطفين من طرف البوليساريو التي أصبحت فيروسًا حقيقيًّا يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وأورد المتحدث ذاته أن “هذا التجييش هو الذي دفع عددًا من شباب مخيمات تندوف إلى الانضمام لصفوف التنظيمات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل الإفريقي، بمباركة من قيادة الجبهة، وهذا مثبت وواقع”، مشددًا على أن “الدول الأوروبية يجب أن تنتبه إلى هذا الخطر المحدق بأمنها القومي وأمن شمال إفريقيا الذي يعد جزءًا من أمنها، وتعمل على اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل وقف تمدد هذا الخطاب الذي يروج له ممثلو البوليساريو على أراضيها وبعض المتعاطفين معها”.

وحول أوجه ارتباطات البوليساريو بالإرهاب أوضح محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن “ارتماء الجبهة الانفصالية في حضن التنظيمات الإرهابية المسلحة مرده أولاً إلى ضعف الدعاية الانفصالية، وتراجع العقيدة القتالية لعناصر الجبهة، وفشلها في تجنيد المزيد من المقاتلين في صفوفها، الأمر الذي يحيل على تفكك الجبهة الداخلية للبوليساريو في مخيمات تندوف، بحيث باتت تعيش على وضع الترهل والانشقاقات، ارتباطًا بالتطورات التي تشهدها قضية الصحراء، ويطبعها توالي الهزائم المتتالية للمشروع الانفصالي في مقابل الانتصارات الدبلوماسية والميدانية التي يحققها المغرب”.

وتابع عبد الفتاح بأن “هذا الوضع يدفع الجبهة إلى إفساح المجال والاستعانة بالمجموعات الإرهابية التي توظف الخطاب الديني المتطرف لأجل مساعدتها على ضبط التوازنات الاجتماعية والقبلية داخل المخيمات، من خلال تأطير الأطفال والشباب لتزكية الخطاب الانفصالي في عقولهم”، مشيرًا إلى أن “البوليساريو تتيح أيضًا لهذه التنظيمات المنتشرة في بلدان الساحل تأطير قاطني المخيمات وترحيلهم إلى بؤر التوتر في بلدان المنطقة، حيث يتم توظيفهم كوقود للأعمال المسلحة، وهو ما يحيل على الأدوار المدمرة للأمن والاستقرار التي تتطلع إليها الجبهة في المنطقة”.

وبين المصرح لجريدة النهار أن “هذه الأدوار تشير إليها عدد من التقارير الدولية، لاسيما تقارير المبعوث الأممي إلى الصحراء، الذي يشير إلى تصاعد المخاطر الأمنية المرتبطة بالجماعات المسلحة في مناطق تواجد البوليساريو”، مشددًا في الوقت نفسه على أن “هذه الأخيرة تتشارك مع الجماعات الإرهابية في أنشطة غير قانونية كتهريب البشر والسلاح والمخدرات، إذ تعد هذه الجماعات الزبون والمساهم الأول في تمويل الصناديق السوداء التي تعتمد عليها البوليساريو في تمويل أنشطتها السياسية والعسكرية والإعلامية”.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News
زر الذهاب إلى الأعلى