“منتدى الاستثمار الإفريقي” يراهن على الاستفادة من الشراكات المبتكِرة

بهدف واضح هو “الاستفادة من الشراكات المبتكِرة لأجل توسيع نطاقها” الذي يشكل شعار الدورة الخامسة لـ”المنتدى الإفريقي للاستثمار” المفتتح اليوم بالرباط والمستمرة فعالياته إلى غاية الجمعة 6 دجنبر الجاري، يلتئم قادة الأعمال من إفريقيا ودول أخرى لنقاش فرص التمويل التنموي التحويلي في القارة الإفريقية.

وعلى مدى ثلاثة أيام، يعرف الحدث تجمّع آلاف المستثمرين العالميين وقادة الأعمال الأفارقة وممثلي الحكومات لحضور “أيام السوق للمنتدى الإفريقي للاستثمار لعام 2024″، التي تشكل “منصة رائدة في القارة للشراكة والاستثمار لتعزيز المشاريع ذات التأثير العالي وتعزيز التواصل بين القادة العالميين في مجال الأعمال والتنمية”، وفقا للمنظمين، الذين أعلنوا أن “المنتدى الإفريقي للاستثمار ملتزم بالاستفادة المشتركة من الاستثمارات والفرص لتحقيق النمو المستدام طويل الأجل للقارة”.

180 مليار دولار

أكينوومي أديسينا، رئيس مجموعة البنك الإفريقي للتنمية (AfDB)، الذي تحدَّث خلال جلسة الافتتاح بصفته رئيس المنتدى، أكد أهمية الأخير وانعقاده في المغرب تحت رعاية ملكية سامية، بهدف العمل خلال “أيام السوق Market days” لعام 2024 على حشد أصحاب المصلحة لتوسيع نطاق الاستثمارات التحويلية في جميع أنحاء القارة، مستحضرا أنه “منذ تأسيسه في عام 2018، اجتذب المنتدى أكثر من 180 مليار دولار من اهتمامات الاستثمار والرغبات المعبّر عنها في هذا الإطار؛ وهو ما شكل دفعة قوية لدينامية التغيير التحويلي عبر القارة الأكثر شبابا في العالم”.

واعتبر المسؤول المالي الإفريقي أن “توجيه الموارد (المالية) إلى قطاعات اقتصادية واستثمارية حيوية وعالية القيمة، في الآن نفسه، مثل الطاقة والبنيات التحتية، وكذا الرعاية الصحية والزراعة، مفيدٌ جدا لإفريقيا وساكنتها الآخذة في التوسع الديمغرافي، بهيمنة شبابية واضحة”.

ومن العاصمة المغربية، دعا رئيس مجموعة البنك الإفريقي للتنمية “أصحابَ المصلحة ومختلف الأطراف وصناديق التمويل والاستثمارات إلى توسيع نطاق الاستثمارات التحويلية في جميع مناطق وبلدان القارة وإطلاق العنان للإمكانات الاقتصادية الهائلة لإفريقيا، “كي لا تتخلّف عن رَكب العالَم”، وفق تعبيره.

وزاد المتحدث مستدلا على ذلك بآفاق استشرافية واعدة توفرها مؤهلات استثمارية إفريقية خالصة يجب أن تواكب سوقا ستصل إلى 2,5 مليارات شخص في بلدان القارة بحلول عام 2050، وفق أحدث التوقعات.

“تعاون ونمو تحويلي”

خلال جلسة أعقبت الافتتاح الرسمي للحدث الاستثماري متعدد الأطراف في إفريقيا، شَرَح الشركاء المؤسّسون لمنتدى الاستثمار في إفريقيا “كيفية مساهمة التعاون مع القطاعين الخاص والعام”، مبرزين دور “المصارف والبنوك الإنمائية المتعددة الأطراف، في تقاسم الموارد والخبرات والتآزر القوي الذي أدى إلى نمو تحويلي”.

المنتدى يعدّ مبادرة من 9 مؤسسات تمويل إنمائي؛ وهي “مجموعة البنك الإفريقي للتنمية”، ومنصة “أفريقيا 50″، و”البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير”، و”بنك التنمية لجنوب إفريقيا”، و”مؤسسة التمويل الإفريقية”، و”البنك الأوروبي للاستثمار”، و”بنك التجارة والتنمية”، و”البنك الإسلامي للتنمية”، ثم “المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا”.

ويعدّ المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا آخر الشركاء المُنضَمّين الحاملين لصفة “مؤسس” ويرأسُه حاليا الخبير الاقتصادي الموريتاني سيدي ولد التاه؛ فيما رَحّب المشاركون بانضمامه مؤخرا، كما ورد ذلك، أيضا، على لسان وزيرة الاقتصاد والمالية المغربية، خلال حديثها للمشاركين.

محاور المناقشات

وأجمعت مداخلات النقاش، التي عاينتها جريدة جريدة النهار الإلكترونية، من مختلف المشاركين وممثلي المؤسسات المالية الإقليمية والدولية، على ضرورة “تركيز المجهود الاستثماري على الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم”، فضلا عن دعوة صريحة إلى “تحرير المزيد من الموارد من أجل إفريقيا عبر استراتيجيات الحد من المخاطر وخلق القيمة”، و”تسريع الوصول إلى الطاقة المستدامة: الاستثمار في الشراكات المبتكرة”.

ويراهن قادة الأعمال الأفارقة والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم على “مجالات حاسمة للنمو التحويلي”؛ مثل “الرأسمال البشري، والاستدامة، والتمويل، والتكنولوجيا” لتسريع نمو هذه الشركات في القارة، والتواصل مع المستثمرين المؤسساتيين والمموّلين وممثلي الحكومات وأكثر من 500 شركة إفريقية صغيرة ومتوسطة، مما “يمهد الطريق للتعاون المؤثر”.

كما ستركز المناقشات الرئيسية للمنتدى في دورة 2024 على تدارس النتائج التي خلصت إليها دراسة حديثة أجراها الاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM)، بتمويل من البنك الإفريقي للتنمية، مستكشِفة “فرص تعزيز سيادة إفريقيا في قطاعات الغذاء والطاقة والصحة؛ وآليات تحويل السلع لتعزيز القيمة المضافة وخلق فرص العمل”.

أما بخصوص الوصول إلى المشاريع القابلة للتمويل”، فيحاول المشاركون “اكتساب رؤى وتصورات بشأن مجموعة من فرص الاستثمار المنظَّمة عالية التأثير في قطاعات متنوعة”.

يشار إلى أن منتدى الاستثمار الإفريقي يسعى نحو “إبرام الصفقات في الوقت الفعلي”، من خلال “المشاركة في جلسات الاجتماعات المنظمة للمشاركة المباشرة بين المستثمرين ورعاة المشروع وتسهيل الالتزامات والشراكات السريعة”؛ بينما تركز “المبادرات الرائدة” على “استكشاف برامج مثل [النساء أبطال للاستثمار]، و”الصناعات الإبداعية”، و”الرياضة كمحفز للأعمال” لتسخير نقاط القوة الفريدة لإفريقيا.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News
زر الذهاب إلى الأعلى