شعراء وإعلاميون يكرمون سعيد كوبريت

كرّم “بيت الشعر بالمغرب” تجربة الشاعر والإعلامي المغربي سعيد كوبريت، الاثنين بالعاصمة الرباط، بشهادات، وأشعار، وموسيقى، وحضور ضمّ شعراء وأدباء وأكاديميين وإعلاميين وسياسيين ووزراء ودبلوماسيين، من بينهم سفير دولة فلسطين بالمملكة.

الشاعر كوبريت الذي يرأس بيت الصحافة بطنجة، خُصِّصت لشعره أمسية برواق فنونِ صندوق الإيداع والتدبير، نظمها “بيت الشعر”، واختار في كلمته بعد شهادات، وأمام حضور كبير، التعبير عن “الاطمئنان”، بعد أرَقِ سؤال، وعن كونه قَدِم “لينثر من الحبّ فيضا”.

وفي حفل التكريم، قالت الإعلامية أسمهان عمور إن كوبريت تجتمع “حول محبته” شهادات مثقفين ومثقفات وفاعلين من الحقول الحقوقية والنقابية والإعلامية، مردفة: “هو أخ، وزميل في المهنة، وصديق، ومن الوجوه اللامعة لمؤسسة إعلامية عتيدة، هي إذاعة طنجة (…) ينتمي إلى جيل التحق به وانتمى إليه من بين وجوهه خالد مشبال وشفيقة الصباح، وهي أسماء لها رونق إعلامي ومشهود لها بالكفاءة”.

كوبريت، وفق أسمهان عمور: “ظل وفيا للمكان، والإذاعة، ولم يركب موجة البعض جريا نحو الشهرة، بل انتزع شهرته من الإذاعة (…) وانتمى إلى الجامعة بالتدريس، بعد أطروحة دكتوراه ناقشها سنة 2004 حول الخطاب الثقافي في السمعي البصري بالمغرب. عزز صورته الإعلامية من خلال التكوين الأكاديمي، وقدم برامج كثيرة، عرف بعضها بالواقع الثقافي والأدب المعاصر ببلادنا، وكنوزه، كما كان طابع أخرى العرفان للإعلاميين، بوقوف عند مسارات مثل مسار الراحل محمد الأشهب، الذي كان يكتب افتتاحيات عميقة جدا”.

كوبريت أيضا “نقابي منتم إلى مؤسسة عتيدة هي النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وقد انتمى للنضال النقابي، وهو رئيس بيت الصحافة؛ الأفق الواسع للصحافيين وكل السياسيين، الذي رفع فيه السقف عاليا بمواضيع شائكة”.

كوبريت حسب الشاهدة “لا يؤمن بالحدود الجغرافية للمكان؛ امتدت جغرافيته في الإذاعة والنقابة وبيت الصحافة، ويحمل هم ثقافة الاعتراف، وكثيرٌ منا أحيل على التقاعد وشطب على اسمه، فالإدارة للأسف لا تعترف بعطاءات الكل، لكن سعيداً احتفى بالكثيرين، من بينهم السيدة ليلى، وأمينة السوسي وأجيال متلاحقة من الإعلاميين”.

الشاعر والباحث محمد العناز ذكر من جهته أن المكرم سعيد كوبريت من “معدن أصيل”، و”شاعر يتمتع بميزة أن يكون”، وهو “الطالع من أسطورة مدينة وزان الشريفة، يجمع في شخصه بين الوداعة والصرامة؛ فهو وديع بأخلاق نشر المحبة والمودة من حوله، ومد اليد إلى من يحب العون، وصارم في المبدأ والشعر”.

كوبريت، حسب الشاهد، متشبث بإنصاف القصيدة، بشخصيته التي “بصفاء العشّاق”؛ “يكتب قصيدة تصدر عن تفكير حي في كيانه الجسدي والروحي، بعيدا عن أي انفجار عاطفي، أو رغبة في بناء نوع من التماسك بين العشق والذاكرة والهوية والاختلاف”.

ثم واصل: “كوبريت شاعر يكتب الشعر خالصا (…) من خبرته الروحية التي يتماهى فيها الشعر بالعشق، ويترجم شرارة الشوق الأولى (…) فالشعر والعشق صنوان”.

وفي ديوان “أرق من عناق”، ذكر العناز أن سعيد كوبريت يمثل مجهودات الحلم والحزن، ويفتحهما على اشتباكات الأنا والألم والعشق، وانشطار (…) يمثل “شعرية تفكر في عوالم الذات المنهارة”، تحول “الأنا الغنائية إلى أنا ممكنة؛ تحررها من عجزها، بالجمع بين المتناقضات دون الذوبان في أنا واحدة”، وفي هذه القصائد يكون “الشجن تعبيرا جوانيا عما يقلق كينونة الشاعر”، وتكون “القصيدة تيها في الذات، للكشف عن خباياها الملتبسة، وموقفها الثائر على الرتابة”؛ حتى “يصير النص هو ما يفكر”.

يذكر أن سعيد كوبريت شاعر باللغة العربية، ترجمت أشعارٌ له إلى لغات من بينها الإسبانية والفرنسية، ومن بين دواوينه: “الباحات”، و”مواعيد مؤجلة”، و”مثل عاشق يلاحق الريح”، و”أسير إليك سيرا لسرّك”، و”لا أنتظر أحدا سواي”، وأحدث مجاميعه الشعرية ديوان “أرقّ من عناق”.

Exit mobile version