بعد يوم فقط من افتتاح ثاني مصنع لها على مستوى منطقة التسريع الصناعي في تكنوبوليس ضواحي مدينة سلا، عززت مجموعة “FORVIA”، سابع أكبر مورد لتكنولوجيا ومعدات السيارات في العالم، حضورها في المملكة المغربية بتدشين بنية تحتية جديدة خضعت للتوسعة في موقعها الإنتاجي، القائم والمشغل منذ سنة 2019، في “المنطقة الحرة للتصدير” بالقنيطرة.
تضم المنشأة الصناعية لـ”فورفيا” مصنعا مخصصا للتصميم الداخلي ومعدات السيارات، فيما تعد توسعة الموقع بـ10 آلاف متر مربع جديدة، التي حضرها مسؤولو الشركة وأطرها ومستخدموها، أمس الخميس، تعزيزا لقدرتها الصناعية في المغرب قصد خدمة زبائنها الذين تتعامل معهم في الأسواق الأوروبية والمغربية.
وفي كلمة ألقتها خلال بداية حفل التدشين نيابة عن الوزير رياض مزور، جددت مديرة صناعة السيارات بوزارة الصناعة والتجارة، عايدة فتحي، أهمية مشروع توسعة مساحة الإنتاج في منطقة التسريع الصناعي المخصصة لأنشطة التصدير الحرة في القنيطرة.
وقالت فتحي: “إننا اليوم نحتفي بثمرة خمسة عشر عاما من الالتزام لشركة فورفيا تجاه المغرب، بحكم أنها تعمل منذ عام 2008، وتسهم في تشغيل ما يقرب من 4000 شخص ولاحقا قرابة 6000، مما يساهم بشكل فعال في تطوير صناعة السيارات في بلادنا”، لافتة إلى أن الوزارة الوصية “فخورة وسعيدة بمواكبة مشاريع استثمارية هائلة تسعى لمزيد من التطور والارتقاء بمنظومة الصناعة الوطنية للسيارات”، التي بدأت تحتل مكانة مهمة في هرمية القيمة المضافة وخلق مناصب العمل، فضلا عن الجاذبية الاستثمارية وتدعيم أداء الصادرات.
مضاعفة المساحة والمبيعات
باتريك كولر، المدير العام لشركة “فورفيا”، لم يخف سعادته العارمة بهذا الحدث الذي أبرز أنه “افتتاح بعد توسعة هذا المصنع الداخلي، بعدما تمت إضافة 10 آلاف متر مربع، مما يرفع مساحته الإجمالية إلى نحو 27 ألف متر مربع”، مفيدا في تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية بأنه “على مدار العامين المقبلين، سنضاعف مبيعاتنا ورقم معاملاتنا عبر هذا المصنع، كما سنضيف أكثر من 400 وظيفة جديدة في هذا الموقع التصنيعي”.
إجمالا، تفاءل المدير العام للمجموعة ذاتها بمستقبل حضورها في المنظومة الصناعية المغربية للسيارات، قائلا: “سيكون لدينا في المغرب أكثر من 6 آلاف موظف متعاون بحلول عام 2027، وهو نمو كبير للغاية إذا أخذنا في الاعتبار أننا أنشأنا الشركة في القنيطرة لأول مرة في عام 2008 بأقل من 100 شخص”. وزاد شارحا: “هذه ليست نهاية قصتنا في المغرب.. سنواصل الاستثمار عبر محاولة الاستفادة من معدل ساعات العمل الجذاب للغاية. والآن نحن مهتمون بالذكاء المنتج في المغرب، وبالتالي بالمهندسين والتقنيين الذين يمكننا توظيفهم هنا، والذين سيمكنوننا أيضا من الابتكار”.
وفق معطيات رسمية توفرت لجريدة النهار، فإن “المنشأتين الإنتاجيتين الجديدتين في كل منطقتي القنيطرة وسلا حركتـا استثمارا للمجموعة بقيمة 30 مليون يورو”، ويعتبر ذلك بمثابة “عامل دفع قوي” للتوظيف ودينامية التشغيل في قطاع صناعة السيارات في المغرب.
وتتوقع “فورفيا” أن يتم توفير نحو “ألفيْ فرصة عمل جديدة خلال الفترة 2024-2027″، مؤكدة أنه “بفضل الطاقة الإنتاجية التي ستزيد المبيعات المحلية (رقم معاملات محلي) بنسبة 45 في المائة تقريبا، يؤكد هذان الموقعان على مكانة فورفيا في قلب منظومة تصنيع السيارات المغربية”.
بدوره، أكد جان بول ميشيل، نائب الرئيس التنفيذي مسؤول عن أنشطة “فورفيا” للتصميم الداخلي في جميع أنحاء العالم، أهمية حدث التوسعة في القنيطرة بكونه مدشنا لفائدة “الشركة الرائدة عالميا في مجال التصميمات الداخلية للسيارات؛ بما يشمل ألواح الأبواب ولوحات العدادات والقيادة وكل ما يمكن لركاب السيارة رؤيته أو لمسه عندما يكونون داخل سيارتهم”، وفق تعبيره.
وأضاف ميشيل، في تصريح لجريدة النهار على هامش الحدث، أن “موقع القنيطرة يستهدف أولا وقبل كل شيء المنظومة المغربية بأكملها. لذا، فإن طموحنا هو خدمة جميع مصنعي السيارات المتوطنين في المغرب”، موردا: “نستخدم أيضا مواردنا المغربية لتزويد المصنعين الآخرين ومواقع فورفيا الأخرى في فرنسا وإسبانيا بمكونات تصنيع معينة. لذا، فهو بالتأكيد عمل محلي، ولكنه يتمتع أيضا بإمكانيات تصدير عالية جدا. أعتقد أن قاعدة التكلفة المغربية مهمة للغاية بالنسبة للقدرة التنافسية لأي شركة في منظومة السيارات الأوروبية”.
من جانبه، أكد توفيق العميري، مدير العمليات بشركة “FORVIA” بالمغرب ومنطقة شمال إفريقيا، في تصريح لجريدة النهار، أن “القيمة المضافة لمصنعي السيارات في المغرب هي إتاحة شراء وتصنيع الأجزاء في مواقع الشركة هنا محليا”، معتبرا أن ذلك بفضل انتقال المساحة من 17 ألفا إلى 27 ألف متر مربع، وبموارد بشرية مؤهلة وعالية التقنية والتكوين داخليا لدينا عبر التكوين المستمر، تقدر بـ1100 بين مهندسين وتقنيين وعاملين”، ما يسمح بتلبية “متطلبات كل زبون وكل سيارة على حدة، خصوصا من حيث التصميم الداخلي وتقنيات لوحات القيادة”.
يشار إلى أنه منذ عام 2019، تمتلك “FORVIA” مصنعا في القنيطرة متخصصا في إنتاج لوحات العدادات وألواح الأبواب والديكورات الداخلية للسيارات. كما يقوم الموقع أيضا بالتجميع النهائي لأنظمة المعالجة اللاحقة لغاز العادم التي تعمل على تحسين الأداء الصوتي للسيارات، وفق معاينة جريدة النهار.
وبعد مرور خمس سنوات على بدء الإنتاج، أكدت المجموعة الرائدة عالميا “زيادة طاقتها الإنتاجية المخصصة للتصاميم الداخلية للسيارات بنسبة 35% تقريبا، لتصل المساحة الإجمالية إلى أكثر من 27.000 متر مربع. ومن خلال هذا التوسع، سيزيد مصنع القنيطرة من توريد الأجزاء إلى مواقع فورفيا الأخرى وتسليم أنظمة كاملة مباشرة إلى شركات صناعة السيارات الموجودة في المغرب، وبالتالي الاندماج بشكل مثالي في المنظومة المغربية للسيارات”، كاشفة في السياق أن “موقع القنيطرة في طور الحصول على شهادة LEED الذهبية، وهي ضمانة للتميز في الأداء البيئي والطاقي”.