في مشهد بطولي هزَّ مشاعر الكثيرين في إسبانيا، تمكن شاب مغربي من إنقاذ حياة عجوز إسباني من الغرق خلال الفيضانات العارمة التي ضربت المدينة قبل حوالي شهر تقريبا. ما فعله مهدي، الذي كان يواجه مصيراً مجهولاً كبقية المهاجرين في إسبانيا، حوله من شاب عادي إلى بطل يحظى بإعجاب الجميع ويستحق التكريم.
ما فعله مهدي، الذي كان يواجه مصيراً مجهولاً كبقية المهاجرين في إسبانيا، حوله من شاب عادي إلى بطل يحظى بإعجاب الجميع ويستحق التكريم.
لحظات دراماتيكية على حافة الموت
كانت لورا غراسيا، إحدى الناجيات من الحادث، شاهدة على اللحظات العصيبة. تقول: “اعتقدنا أننا سنفقد إنريكي مع المياه المتصاعدة بسرعة. لكن ما فعله مهدي كان خارقاً. لولا تدخله الشجاع، لما نجا إنريكي”.
مهدي، الذي يواجه ظروفاً قانونية صعبة في إسبانيا كمهاجر غير شرعي، لم يتردد في المجازفة بحياته لإنقاذ إنريكي الذي كان عالقاً وسط المياه الموحلة. فور نجاحه في إنقاذ الرجل العجوز، شعر مهدي بتأثير الفيضانات عليه، حيث أصيب بانخفاض شديد في درجة حرارة جسمه بعد فقدانه سترته. لكن، ورغم معاناته، بقي صامداً إلى أن انخفض منسوب المياه ونجح الجميع في الوصول إلى مكان آمن.
رفض رجل آخر الإنقاذ وواجه مصيره
في مشهد آخر، حاول مهدي إقناع رجل آخر عالق في نفس الموقع بالانضمام إليهم إلى بر الأمان، لكنه رفض وقال: “اتركوني، سأترك نفسي مع التيار”، ليختفي بعد ذلك في المياه.
تعاطف واسع ودعوات لتسوية وضعه القانوني
لا تقتصر هذه القصة، التي تناولتها العديد من الصحف الاسبانية، على الحادثة البطولية فقط، بل أصبحت مصدر إلهام ودعوات لتسوية وضع مهدي القانوني. فقد أثار عمله الشجاع موجة من التعاطف في إسبانيا، حيث بدأ المواطنون والجمعيات مثل “فالنسيا أكول” حملة للمطالبة بإنصافه.
إنريكي، الذي لم يتعافَ بعد من الحادث، أكد قائلاً: “هذا الشاب أنقذ حياتي. يجب أن يُكافأ على إنسانيته، ويجب أن يُعترف به ليس فقط كبطل بل كإنسان يستحق حياة أفضل”.
إن قصة مهدي لم تكن مجرد إنقاذ حياة، بل تحولت إلى رمز لتحدي المهاجرين في إسبانيا الذين يعانون من ظروف صعبة. وهو لا يحتاج فقط إلى تقدير الناس، بل يستحق فرصة جديدة لتسوية وضعه القانوني في إسبانيا، كي يتمكن من العيش بحرية وكرامة، كما فعل مع إنريكي.