بعد انتظار دام لأكثر من عشر سنوات، يستعد سكان الدار البيضاء أخيرًا لافتتاح حديقة الحيوانات بعين السبع خلال سنة 2025، ولكن بدلًا من أن تكون لحظة فرح وترقب، أثارت الأسعار المقترحة للدخول جدلًا واسعًا بين المواطنين.
تم تحديد أسعار الدخول بـ 80 درهمًا للبالغين و50 درهمًا للأطفال، على أن ترتفع إلى 100 درهم و60 درهمًا بحلول عام 2029، وهو ما اعتبره العديد من سكان المدينة “مبالغًا فيه” وغير ملائم لظروفهم المعيشية. وأثار هذا الجدل خصوصًا بين العائلات ذات الدخل المحدود، التي قد تجد نفسها غير قادرة على تحمل هذه التكلفة للاستمتاع بزيارة مرفق عام.
مشروع طال انتظاره
من المقرر أن يناقش مجلس مدينة الدار البيضاء يوم 28 نوفمبر 2024 العقد المبرم مع شركة Dream Village، التي ستتولى إدارة وصيانة الحديقة. ويهدف المشروع إلى إحياء هذا المرفق الترفيهي الذي سيحتضن حوالي 320 حيوانًا موزعين على 75 نوعًا مختلفًا.
إضافة إلى ذلك، حددت رسوم ركن السيارات بـ 15 درهمًا، بينما ستؤول أرباح المطاعم والمحلات التجارية بالكامل للشركة المديرة. ومع هذه المعطيات، يشعر العديد من السكان بأن المشروع الذي تم تمويله من المال العام يتحول تدريجيًا إلى مرفق خاص يضع القيود على الفئات ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
التزامات الشركة المسيرة
تتعهد شركة Dream Village بالالتزام بالقوانين المتعلقة بحماية الحيوانات (القانون 29.05) وضمان رعاية الحيوانات وصيانة البنية التحتية للحديقة. كما أنها مطالبة بإحضار أنواع حيوانية إضافية خلال الأشهر الستة المقبلة لتلبية متطلبات التنوع البيئي للحديقة.
خيبة أمل رغم الإمكانيات
على الرغم من أهمية المشروع كواجهة سياحية، يتساءل المواطنون عما إذا كانت هذه الأسعار المرتفعة ستعزز الانفتاح على مختلف الشرائح الاجتماعية. ويرى الكثيرون أن هذا التوجه يعكس سياسة خصخصة المرافق العامة في مدينة تعاني أصلًا من نقص في المساحات الترفيهية ذات الأسعار المعقولة.
أمام هذا الجدل، ستواجه إدارة حديقة عين السبع تحديًا كبيرًا لتحقيق التوازن بين تحقيق الأرباح وضمان أن تظل الحديقة متاحة للجميع.