عمور تنبه إلى “خطأ” التركيز فقط على المدن المحتضنة لمباريات المونديال

أكدت فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أنه “من الخطأ الاهتمام بالعرض السياحي في المدن المرشحة لاستضافة حدث مونديال 2030″، موضحة أنه “يجب أن نتأكد من عدم التركيز فقط على المدن التي ستستضيف المباريات، حيث سيكون ذلك خطأ؛ فدور خارطة الطريق القطاعية هو إبراز كل ما يمكن أن يقدمه المغرب”، مشددة على وجود مساحة للعمل حتى وصول موعد الحدث الرياضي المذكور، خاصة فيما يتعلق بزيادة سعة الفنادق.

وأفادت عمور، في جلسة حوارية خلال افتتاح منتدى “موروكان شو كايس” بأحد فنادق الدار البيضاء، بالقول: “نحن فخورون جدا بالمشاركة في استضافة كأس العالم إلى جانب إسبانيا والبرتغال. هذه المرة الأولى للمغرب، وهو إنجاز كبير اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا. تعلمنا الكثير من تجارب هذين البلدين السابقة، وعلينا أن نتذكر أن الوقت يمر بسرعة. الجميع في المملكة متحفزون لضمان نجاح هذا الحدث”.

وكشفت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، في تصريح لجريدة النهار على هامش المنتدى، عن مشاركة أزيد من 300 مستثمر وفاعل في القطاع السياحي من 20 بلدا في الحدث الذي سيقام على مدى يومين بالعاصمة الاقتصادية، حيث سيعمل الجانب المغربي على استعراض فرص الاستثمار في السوق السياحية الوطنية والتحفيزات المقدمة من قبل الدولة، خصوصا في إطار الاستعداد لتنظيم حدث كأس العالم لكرة القدم 2030، والدينامية التي أحدثتها هذه التظاهرة بالقطاع حاليا.

من جهته، أوضح عماد برقاد، مدير عام الشركة المغربية للهندسة السياحية، في تصريح آخر للجريدة، أن “التظاهرة المنظمة اليوم ستوفر رؤية مستقبلية حول آفاق نشاط السلطات في مجال تطوير العرض السياحي، خصوصا أن المغرب على وشك تنظيم تظاهرات رياضية كبيرة ودولية؛ وبالتالي فالاستثمار السياحي هو شق مهم بالنسبة إلى هذا النوع من التظاهرات”.

وشدد برقاد على أن أشغال منتدى “موروكان شو كايس”، التي ستستمر على مدى يومين، ستشهد تدخل 65 مستثمرا ومهندسا سياحيا؛ وهو ما سيوفر زخما مهنيا ومعرفيا، من خلال استعراضهم لخبراتهم ورؤاهم حول إمكانيات تحسين المردودية الاستثمارية في القطاع السياحي، وسبل استقطاب أكبر عدد من المستثمرين.

وشهد الحدث جلسة حوارية أخرى، جمعت بين ألان دوبار، الرئيس الشريك في الاستثمار وتدبير الرصيد العقاري لدى HV5، وراوول غونزاليس، الرئيس التنفيذي للمجموعة الفندقية “بارصيلو”، حول وضعية المجموعة الإسبانية في السوق المغربية، ومشاريعها المستقبلية وطموحاتها في أفق 2030، تاريخ تنظيم حدث كأس العالم لكرة القدم.

وفي هذا الصدد، أكد المسؤول الأول عن هذه المجموعة، في تصريح لجريدة النهار عقب اللقاء، تركيز إدارته على إعادة تجديد وتأهيل وحداتها الفندقية المملكة، والتركيز على الشراكات والاستثمار في خدمات التسيير الفندقي خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن مجموعته لا تفكر حاليا في الاستثمار بواسطة “الفرانشايز” وتفويت علامتها لمستثمرين آخرين في المغرب.

وخلال الجلسة الافتتاحية، استعرضت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني مجموعة من الأرقام حول وضعية القطاع السياحي حاليا، موضحة أن “المغرب يشهد، حاليا، زحما كبيرا. ونرى ذلك في الأرقام، فبحلول نهاية أكتوبر الماضي، استقبلنا 14.6 ملايين سائح، وهو أكثر من الأرقام المسجلة خلال 23 سنة كاملة. وبصراحة، نحن متحمسون جد لهذا الرقم”.

وأضافت المسؤولة الحكومية ذاتها أن التقدم المحرز في تطوير القطاع السياحي هو نتاج ثلاثة عوامل رئيسية، تتعلق بالاستثمارات الاستراتيجية التي قامت بها الحكومة تحت قيادة الملك محمد السادس في قطاع السياحة، خصوصا خطة الطوارئ بقيمة 200 مليون دولار بعد أزمة كوفيد 19، ودعم مناصب الشغل وضمان إعادة فتح الفنادق في أفضل الظروف، من خلال الاستثمار الثاني الذي بلغت قيمته 600 مليون دولار للفترة 2023-2026، ناهيك عن عامل ثان متمثل في قدرة البلاد على التكيف مع الأزمات، وهو ما ظهر من خلال المحافظة على تدفق السياح رغم زلزال الثامن من شتنبر 2023، بالإضافة إلى عامل ثالث يبرز في تقدم المغرب الملحوظ في مجالات عديدة.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News
زر الذهاب إلى الأعلى