سكان دوار “أناغو” بجماعة إملشيل يطالبون الجهات المسؤولة بالماء الشروب لوقف عطش السكان والدواب
يترقب مجموع سكان دوار “أناغو” بجماعة إملشيل، التابع لإقليم ميدلت، تدخل الجهات المعنية، من مختلف مستوياتها في تولي تدبير المسؤولية، محليا وإقليميا وجهويا ومركزيا، لتلبية مطالب السكان الرامية إلى تمتيعهم بحقهم في الولوج إلى الماء الشروب، بسبب حالة العطش التي يعاني منها السكان نتيجة جفاف عين الجبل القريب من موقع سكناهم.
وفي هذا الصدد، يشدد السكان المتضررون، في حديث لهم مع “الصحراء المغربية”، على ضرورة التحرك العاجل لوقف معاناتهم مع البحث عن الماء الشروب، كونهم يضطرون إلى قطع العديد من الكيلومترات إلى منطقة تابعة في التقسيم الترابي لأزيلال لجلب الماء. هذا الماء يتطلب منهم قضاء يوم كامل، يهدر زمنه في عملية التنقل ذهابا على ظهور الدواب أو باستخدام وسائل النقل، ثم ملء الحاويات بالماء قبل أخذ رحلة العودة لمئات الكيلومترات، مشيا على الأقدام، أو فوق الدواب، والقليل منهم على وسيلة نقل، ما يشكل عبئا شاقا بدنيا ونفسيا واجتماعيا على الأسر المتضررة، توضح المصادر نفسها.
وتفاقمت هذه المعاناة في ظل استمرار الجفاف الذي يضرب المنطقة، ما أدى إلى انخفاض حاد في منسوب المياه الجوفية والسطحية. ويتجلى التأثير الأكبر في ضعف البنية التحتية المائية، التي تعجز عن تلبية احتياجات السكان، وتزداد حدة الأزمة مع زيادة الطلب على الموارد المائية لتفادي عطش السكان والماشية، علما أن الدور السكنية غير مرتبطة بشبكة الماء الشروب، ما يجعل من عين الجبل، الجافة حاليا، والتي كانت مصدر التزود بالماء، رغم المخاطر المحدقة بهم عند استعمال مياهها لأجل الشرب، في ظل استعمال مياه العين، أيضا، في قضاء حوائج منزلية أخرى، مثل التصبين، تقول المصادر.
وشكلت هذه المعاناة موضوع طلبات تدخل موجهة إلى عدد من الجهات المسؤولة، اطلعت “الصحراء المغربية” على نسخة منها، تضم مطالب للولوج إلى خدمات أساسية وذات طبيعة حيوية في الحياة اليومية لسكان هذه الدواوير في إملشيل. تتعلق بالحق في الولوج إلى الماء الشروب والكهرباء، بالإضافة إلى تحسين الوصول إلى المدرسة ومد الطريق بين دوار “أناغو” ومنطقة “الريزو” لتخفيف المشاكل التي يعانيها أفراد هذه الأسر، والتي تحول دون وصولهم العادل إلى خدمات التنقل عبر الطرق المعبدة، والولوج إلى الماء الشروب للإنسان والمواشي، ثم الكهرباء التي لها أدوار مختلفة في تيسير قضاء الحاجيات اليومية للسكان.
وتفاعلا مع هذه الوضعية، لم يجد السكان بدا من الخروج للتعبير عن مظالمهم وإسماع صوتهم، حاملين الأعلام ومرددين شعارات تدعو الجهات المسؤولة، بجميع فئاتها ومواقعها، إلى الالتفات العاجل لمطالبهم لفك العزلة عنهم، وتيسير حوائجهم، وتخفيف المعاناة التي تواجههم عند بحثهم عن الماء والكهرباء والطريق. ويعزى هذا التحرك إلى حالة الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأسر، ما يجعل الاستجابة الفورية لمطالبهم أمرا ملحا للمحافظة على حياتهم في هذه المنطقة الجبلية النائية وعلى حياة مواشيهم التي تعد موردهم الاقتصادي ومعاشهم في المنطقة.