المغرب من أكبر المستوردين الأفارقة للمنتجات الطبية والصيدلانية الروسية

تزود روسيا أكثر من 150 دولة في العالم بمنتجاتها من الأدوية والأجهزة الطبية الحيوية. وتعد المملكة المغربية، إلى جانب الجزائر وأوغندا والكونغو ونيجيريا، من أهم المشترين الرئيسيين للأدوية الروسية التي بلغت قيمة صادراتها إلى إفريقيا خلال العام الماضي حوالي 72 مليون دولار أمريكي، حسب ما أفادت به وكالة “إنترفاكس” نقلاً عن إيكاترينا بريزيفا، نائبة وزير الصناعة والتجارة في الاتحاد الروسي.

وأكدت بريزيفا، في كلمة لها على هامش انعقاد المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة بين روسيا وإفريقيا، أن “صناعة الأدوية في الاتحاد الروسي لا تغطي فقط معظم احتياجات السوق المحلية؛ ولكنها أيضاً موجهة بشكل واضح إلى التصدير، ولديها إمكانات تصديرية كبيرة”.

وأوضحت المسؤولة الروسية: “يتم توفير منتجات الشركات المصنعة للأدوية في روسيا لأكثر من 150 دولة حول العالم، ونحن مستعدون لتوسيع هذا التعاون مع شركائنا الأجانب”، مبرزة أن “شركات الأدوية الروسية يمكن أن تقدم لزبائنها الأدوية الأكثر ابتكاراً، خاصة أدوية السرطان وأمراض القلب والأوعية ومضادات الميكروبات والفيروسات، فضلاً عن الأجهزة الطبية الحيوية ومختلف الوسائل التقنية الحديثة في هذا الشأن”، لافتة إلى أن هذه الشركات “يمكن أيضاً أن توفر للدول معدات مخصصة لحديثي الولادة، إذ يتم إنتاج حاضنات للعناية المركزة لحديثي الولادة في روسيا”.

وذكرت “إنترفاكس” أن صادرات المنتجات الطبية والصيدلانية الموجهة إلى البلدان الإفريقية تتكون أساساً من لقاحات الحمى الصفراء وأدوية الوقاية من الأمراض المعدية إضافة إلى مضادات الفيروسات والبكتيريا.

وفي أكتوبر الماضي، استوردت المملكة المغربية من إحدى شركات الأدوية والأجهزة الطبية في مدينة كورسك أكثر من 8آلاف و500 جرعة من “التوبركولين” كدفعة أولى، حسب ما أفاد به بيان صادر عن خدمة الإدارة الفيدرالية للرقابة البيطرية والصحة النباتية بمنطقتي “أوريول” و”كورسك”، التي أكدت شحن هذا المنتج الطبي إلى المغرب وفقاً للمتطلبات البيطرية للبلد المستورد ومرفقاً بشهادة بيطرية تثبت سلامة وجودة المنتج المُصدر.

وحسب أرقام رسمية صادرة عن وزارة الصناعة والتجارة في موسكو، فإن قيمة واردات الدول الإفريقية من المنتجات الطبية الروسية بلغت خلال سنة 2022 أزيد من 62 مليون دولار، مشيرة إلى أن دول المغرب والنيجر والكونغو وأوغندا كانت من بين أهم المستوردين خلال هذا العام؛ فيما أكد مسؤولون روس استعداد بلادهم “ليس فقط لتوريد الأدوية الجاهزة إلى الدول الإفريقية؛ ولكن أيضاً لمشاركة تقنيات التصنيع مع هذه الدول وافتتاح وحدات للإنتاج بها”.

واستناداً إلى بيانات صادرة عن دائرة الإحصاء الفيدرالية في روسيا، فإن قيمة مبيعات سوق صناعة الأدوية في العالم عند نهاية سنة 2022 بلغت أكثر من 1.4 تريليونات دولار، إذ تستحوذ الولايات المتحدة الأمريكية على 40 في المائة منها، تليها الصين ثم الهند واليابان وألمانيا، بينما تبلغ حصة موسكو من هذه السوق 2.2 في المائة محتلة بذلك المركز التاسع عالمياً في قائمة موردي الأدوية العالميين.

وأقرت الحكومة الروسية برنامجاً لتطوير الصناعات الدوائية والطبية، يستهدف مضاعفة الإنتاج المحلي ليصل إلى 1.5 تريليونات روبل بحلول سنة 2030. وحسب تقارير متخصصة، فإنه تنشط في الوقت الحالي أكثر من 500 شركة دواء في هذا البلد في وقت تراهن فيه على الحفاظ على معدل نمو صناعة الأدوية في البلاد؛ على الرغم من تأثير العقوبات الغربية على هذا القطاع.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News
زر الذهاب إلى الأعلى