طلبة الطب والصيدلة يقاطعون الامتحانات للمرة الـ 5 ومؤسسة الوسيط تدخل على الخط

في ظل التصعيد، الذي تشهده كليات الطب والصيدلة العمومية بالمغرب، وبعد أن شهدت امتحانات الدورة الاستدراكية للفصل الأول التي انطلقت اليوم الخميس، مقاطعة شبه تامة من قبل الطلبة والطالبات، تدخلت مؤسسة وسيط المملكة ودعت أعضاء اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان إلى اجتماع في اليوم نفسه لمناقشة الوضع الطارئ وتدارس الحلول الكفيلة للخروج من الأزمة المستعصية.

 ووفقا لإفادة ياسر عاكف، ممثل مكتب طلبة الطب والصيدلة بالرباط وعضو اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب، فإن الطلبة بعدما استنفدوا جميع الوسائل والوساطات لتقريب وجهات النظر وحل النقاط الخلافية مع الجهات الوصية، ووسط تزايد الإحباط في صفوفهم، قرروا اللجوء إلى مؤسسة الوسيط باعتبارها مؤسسة دستورية تحظى بالاحترام، من أجل إيجاد حلول مناسبة للأزمة الحالية، معربا عن أمله أن تسفر هذه الخطوة عن نتائج إيجابية وملموسة تساهم في تسوية الخلافات وتعيد السير العادي للدراسة في كليات الطب والصيدلة.

وفي السياق ذاته، أوضح عاكف في تصريح لـ”الصحراء المغربية” أن الطلبة مصرون على مقاطعة الامتحانات لخامس مرة على التوالي، مقاطعة بطعم الحرقة، وفقا لتعبيره، وذلك احتجاجا على برمجة هذه الاختبارات في ظل ما وصفه بـ”الضبابية” التي تكتنف مستقبلهم الأكاديمي وعدم استقرار أوضاع الدراسة الطبية الناتجة عما أسماه بـ”القرارات العبثية” التي اتخذتها الوزارتان الوصيتان في إطار الإصلاحات المتعلقة بمنظومة التكوين الطبي، محملا الوزارتين مسؤولية تعميق الأزمة.

وعبر عاكف عن موقف عموم الطلبة الذين يرفضون “المساومة” عبر شرط اجتياز الامتحانات الاستدراكية للدورة الخريفية المقررة الخميس، لمنحهم الحق في دورة استثنائية أخرى، دون توضيح مآل الطلبة الموقوفين الذين لا يزالون في موضع “رهينة” لدى المسؤولين الإداريين، ولم يتم إلى حدود اليوم البت في مصيرهم النهائي، مسجلا في هذا السياق، أن السماح باجتياز الامتحانات لا يعني إلغاء التوقيفات، وهو أمر واضح لدى الطلبة المتشبثين بمطلب إلغاء العقوبات التأديبية الصادرة عن مجالس كليات الطب والصيدلة، وإعفاء الدفعات الخمس الأولى من قرار تقليص سنوات الدراسة، والاستجابة المطلوبة لباقي النقاط الأساسية في الملف المطلبي، قبل اجتياز الامتحانات.

وفي سياق متصل، وجه عاكف انتقادات للجنة الحوار الممثلة للفرق البرلمانية والتي تدخلت في إطار الوساطة والحوار مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وقال إن الوساطة البرلمانية الأخيرة جانبت “الحيادية”، مشيرا إلى أن الطلبة لم يلمسوا الجدية في كيفية تعاملها مع قضيتهم، كما تمت مخالفة الوعود التي تم التصريح بها لأولياء أمور الطلبة في اللقاء الذي جمعهم، حيث تم التأكيد على استفادة الطلبة من فرصتين لاجتياز الامتحانات وكذا حل مشكل الخلافات الزمنية بالنسبة للدفعات الخمس الحالية، وهو ما لم يترجم على أرض الواقع، يؤكد عاكف ممثل الطلبة.

وفي ختام حديثه لـ”الصحراء المغربية” جدد عاكف دعوته للعقول الرشيدة من أجل التدخل لحلحلة الإشكاليات المطروحة من أجل إنقاذ السنة الجامعية من الضياع وإنقاذ مستقبل 25 ألف طالب وطالبة الذين خرجوا مكرهين للاحتجاج دفاعا عن جودة التكوينات الطبية وحفاظا على كفاءة وجودة خريجي كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان العمومية.

يشار إلى أن طلبة الطب والصيدلة نظموا، أول أمس الأربعاء، وقفة سلمية بكلية الطب والصيدلة بجامعة محمد الخامس بالرباط، وكان مقررا أن يخوضها الطلبة في بهو الكلية غير أن السلطات منعتهم من ولوج الكلية وتم نقل الوقفة الاحتجاجية إلى منطقة مجاورة لكليتهم، وهي الوقفة التي عرفت مشاركة مهمة من طلبة الطب والصيدلة وتم دعمها بحضور آباء وأمهات وأولياء أمور الطلبة.
 

Exit mobile version