إقليم الحوز يتعافى بعد مرور سنة على زلزال 8 شتنبر ووتيرة إعادة الإعمار في تصاعد

تتواصل عملية إعادة الاعمار والبناء بإقليم الحوز، الذي تضرر بشكل كبير جراء زلزال 8 شتنبر 2023، تحت إشراف السلطات المحلية واللجان التقنية المكلفة بالتتبع والمواكبة، من أجل السهر على احترام المعايير الهندسية المعتمدة، وطرق البناء الملائمة، واستعمال الآليات المناسبة، لتمكين الأسر المتضررة من العودة إلى منازلها واستئناف حياتها الطبيعية.

وتجري أشغال إعادة الإعمار، التي تطلبت دعما استثنائيا للساكنة المتضررة ومواكبتهم في مختلف المراحل لتسريع وتيرة البناء التي تهم أزيد من 39 جماعة ترابية، في احترام تام للبعد البيئي والتراثي ونمط العيش الخاص بهذه المنطقة.

وفي انتظار استكمال أشغال إعادة بناء وتأهيل المنازل المتضررة، أفادت بعض الأسر في تصريحات ل”الصحراء المغربية”، بأنها تقطن لدى الأقارب أو الجيران، في حين قامت أسر أخرى باكتراء منازل بفضل الدعم الشهري المقدم لها، في وقت لا زالت فيه بعض الأسر تقطن في الخيام.

وحسب المعطيات التي حصلت عليها “الصحراء المغربية”، فإن عدد البنايات المتضررة من زلزال الحوز، التي جرى جردها بلغت  23 ألف بناية متضررة تستدعي إعادة البناء الكلي وحوالي 1500 منزل تستدعي التدعيم وإعادة الإصلاح، في حين بلغت عدد أساسات المنازل المنتهية 8500  أساس  و5000 هيكل بناء.

وأضافت المصادر نفسها، أن مجموع الرخص التي جرى إصدارها إلى حدود بداية الشهر الحالي أزيد من  25 ألف رخصة، أغلبها رخص تهم إعادة البناء، فيما الباقي رخص تدعيم البنايات، في الوقت الذي جرى تصنيف حوالي 193 دوارا من أصل أكثر من 1300 دوار بالمنطقة، ضمن مناطق ممنوعة البناء أو البناء بشروط صارمة، إذ يجري حاليا البحث عن حلول ميدانية ملائمة لها.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن حوالي ألف مسكن انتهت بها الأشغال  بما في ذلك أشغال الصباغة والتبليط، بينما يوجد باقي المساكن في طور الانجاز ومساكن أخرى في مراحلها النهائية، وذلك بفضل التعبئة المستمرة التي أبانت عنها جميع الأطراف المعنية، وكذا روح التعاون والتفاعل الإيجابيين للساكنة المستهدفة.

وأفادت مصادر “الصحراء المغربية”، أن 25 ألف أسرة بالإقليم استفادت من مبلغ 20 ألف درهم كدفعة أولى من الدعم المالي المخصص لإعادة بناء و تأهيل المنازل المتضررة بشكل كلي أو جزئي من الزلزال، وأن 26500 أسرة تستفيد شهريا من مبلغ 2500 درهم، في إطار المساعدات المالية التي تصرف لمدة سنة للساكنة التي انهارت منازلها كليا أو جزئيا.

وأشار الحسن العبيدي، رئيس مصلحة بالوكالة الحضرية لمدينة مراكش، إلى إصدار 99 في المائة من الرخص الخاصة بالساكنة المتضررة، وأن نسب التقدم في البناء تختلف، مؤكدا أن هناك من وضع الأساسات وآخرون انتهوا من وضع هيكل المنزل، وهناك من أتم البناء وأصبح منزله جاهزا للسكن.

وأوضح العبيدي في اتصال ب”الصحراء المغربية”، أن عددا من الدواوير جرى تصنيفها ضمن مناطق ممنوعة البناء أو البناء بشروط صارمة، وأن البحث يجري عن حلول لهذه المناطق.

وأشار إلى أن التراخيص تمر عبر مراحل مختلفة، أولها ترخيص الطوبوغرافي الذي يجري منحه للمهندس المعماري الذي يعمل على إعداد تصميم يمنحه لمهندس الخرسانة من أجل إعداد تصميم الخرسانة.

من جانبه، قال أنس البصراوي رئيس قسم التجهيزات بعمالة إقليم الحوز، إن عملية إعادة تأهيل المنازل المهدمة جزئيا أو كليا تتقدم بإيقاع مدعم، مؤكدا أنه منذ الأيام الأولى بعد الزلزال، تم بذل جهود ضخمة لضمان حسن سير هذه الأوراش المفتوحة وتأمين، في الآجال المحددة، وإعادة إسكان المتضررين، وفك العزلة عن الدواوير وإعادة تأهيل الطرق.

وعبر حسن الوزتيني، وهو من ساكنة دوار البور بجماعة ويرغان أحد المستفيدين من عملية إعادة بناء المساكن المتضررة من الزلزال بإقليم الحوز عن سعادته وارتياحه للتقدم المحرز في أعمال إعادة الإعمار، مشيرا إلى أن هذا العمل لم يكن من الممكن أن يكتمل لولا الالتزام الثابت من جانب السلطات المحلية وباقي الأطراف المعنية.

وأضاف أن هذه العملية واسعة النطاق تتواصل في ظروف جيدة، مشيدا بالعمل الكبير الذي تقوم به السلطات المحلية على مستوى التتبع الدقيق للأشغال والاستعداد الدائم لتقديم العون للمواطنين في هذه الظروف الاستثنائية.

وأعرب إبراهيم آيت وراح، أحد ساكنة الدوار نفسه، عن فرحته وارتياحه الكبيرين بعد تمكنه من العودة إلى مسكنه الذي تمت إعادة بنائه حديثا، قائلا ” هذه البنايات الجديدة متينة وتستجيب لكافة المعايير المطلوبة.

وعبر عن امتنانه العميق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على الاهتمام الكبير الذي يحيط به جلالته الأشخاص المتضررين من هذه الكارثة الطبيعية، مشيدا بالدور الهام الذي تضطلع به السلطات الإقليمية بشكل يومي لإنجاز هذا الورش.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News
زر الذهاب إلى الأعلى