يشكل مرض الكيس المائي، الناتج عن الطفيلي Echinococcus granulosus، تهديدا خطيرا للصحة العامة، خاصة في إقليم زاكورة. فهذا المرض عادة ما يكون بدون أعراض، مما يستدعي اليقظة الشديدة لرفع الوعي به.
فرغم كونه غير معروف بشكل كبير، يمثل مرض الكيس المائي الطفيلي تحديا رئيسيا للصحة العامة، خاصة في مناطق مثل زاكورة، فهذا الطفيلي يتطور بشكل غير ظاهر وغالبا ما يكون بدون أعراض، ففي هذا السياق، مثل اللقاء التوعوي الذي نظم، يوم الجمعة الأخير، في زاكورة خطوة حاسمة للتأكيد على ضرورة التعبئة الجماعية لمنع انتشاره وتحسين رعاية المرضى.
هذا الحدث، الذي نظمته المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بالتعاون مع المجلس الإقليمي، كان الهدف منه توعية السكان بتأثير الكيس المائي الطفيلي على الصحة، حيث كان الحدث الأول من نوعه في المنطقة، جمع بين الجهات الصحية والسلطات المحلية وأعضاء المجتمع المدني، ما يعزز النسيج المجتمعي حول هذه المشكلة.
ما هو الكيس المائي الطفيلي؟
يشكل مرض الكيس المائي الطفيلي، الناتج عن الطفيلي Echinococcus granulosus، مشكلة صحية كبيرة. تمر هذه الديدان المسطحة بدورة حياة تشمل مضيفين نهائيين مثل الكلاب ومضيفين وسيطين مثل الأغنام، مما يؤدي إلى تكوين أكياس في العديد من الأعضاء، خصوصا الكبد والرئتين.
إذ ينتقل المرض عادة عن طريق تناول أكياس موجودة في فضلات الكلاب المصابة. يوضح الدكتور عصام حمرالراس، أخصائي الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمي، أهمية الوضع قائلا: “نشهد زيادة كبيرة في عدد المرضى الذين يصابون بداء أكياس الكبد المائية، وكذلك تزايد العمليات الجراحية لهذا المرض”.
كما تثير الزيادة في الحالات التي يلاحظها الأطباء في ممارساتهم اليومية الحاجة إلى اتخاذ تدابير وقائية مناسبة. ومن أكثر جوانب هذا المرض إثارة للقلق طبيعته غير الظاهرة، حيث أنه مرض يتطور ببطء شديد، وغالبا بدون أعراض، إذ أن حوالي 70 في المائة من الحالات يتم اكتشافها بشكل عرضي أثناء الفحوصات لأمراض أخرى. في حين، تختلف الأعراض حسب العضو المصاب، حيث “يبقى الكبد العضو الأكثر تضررا في 81 في المائة من الحالات، تليه الرئتان في 15 في المائة”.
ووفقا لما قاله الدكتور حمرالراس، فإن الأساليب التشخيصية، بما في ذلك الفحص بالأشعة فوق الصوتية والتصوير المقطعي، تعد ضرورية، لكن عدم الوعي بالمرض وتساهل المرضى يزيدان من الحاجة إلى تعزيز الوعي بين السكان.
التكاليف والتحديات العلاجية
يمثل علاج الكيس المائي الطفيلي تحديا ماليا ولوجستيا. يقول الدكتور حمرالراس “إنه يمثل مشكلة صحية عامة ومرضا ثقيلا، بتكاليف علاج مرتفعة وإقامة مطولة في المستشفى حسب المضاعفات”.
ويعتبر العلاج الجراحي هو الخط الأول في الدفاع، لكن هناك أساليب أقل تدخلا، مثل تقنية الشفط والإزالة (PAIR)، والتي تقتصر على حالات معينة. وأضاف الأخصائي أن “معدل الانتكاس بعد العلاج مرتفع، مما يعزز أهمية النهج الوقائي، خاصة في المناطق التي يتوطن فيها المرض. وفي مواجهة هذه المشكلة، تظهر الوقاية كحل لا غنى عنه للحد من انتشار العدوى بالطفيلي”.
ويشير الأخصائي إلى أن التعبئة الجماعية ضرورية، وتشمل ليس فقط المتخصصين في الصحة، بل أيضا الأطباء البيطريين، والسلطات المحلية، وأعضاء المجتمع المدني، ووفقا لمحدثنا فإن الاستراتيجيات الوقائية يجب أن تشمل:
النظافة الشخصية: تشجيع غسل اليدين بعد أي اتصال مع الحيوانات، خاصة الكلاب.
غسل الخضار والفواكه: يمكن أن توجد بويضات الطفيلي على هذه الأطعمة. إذ يساعد الالتزام بالنظافة الغذائية الجيدة على تقليل خطر الإصابة.
علاج الكلاب بالديدان: يُنصح بشدة بتقديم العلاج الطفيلي للكلاب، بالإضافة إلى التحكم في أعداد الكلاب الضالة التي قد تكون ناقلة للمرض.
مراقبة الذبح: ضمان حرق الأعضاء المصابة عند الحيوانات المصابة.
التوعية الصحية: زيادة الوعي بين المجتمعات بالمخاطر وطرق الوقاية. ينبغي أن تشمل حملات التوعية جميع أنحاء المغرب.