مراكش .. 12 مليون متر مكعب من المياه العادمة المعالجة سنويا لسقي المساحات الخضراء
شكلت محطة معالجة وإعادة استعمال المياه العادمة بمدينة مراكش، التي تشرف عليها الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، نموذجا مؤسسا على ترشيد واقتصاد الموارد المائية ومواجهة الإجهاد المائي الذي تعرفه المدينة الحمراء، من أجل جعلها مدينة مستدامة.
ويضطلع هذا المشروع الطموح المحدث تنفيدا للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى التخفيف من أثر الإجهاد المائي، بدور أساسي في سقي المساحات الخضراء بالمدينة، بما في ذلك واحة النخيل وملاعب الغولف الـ14 بمراكش.
وتتيح محطة معالجة وإعادة استعمال المياه العادمة التي أنجزت على مرحلتين على مساحة تقدر بـ 17 هكتارا، معالجة مجموع المياه العادمة للمدينة الحمراء، وتثمين الغاز الحيوي المنتج عن طريق عملية توليد الطاقة المتجددة بالمحطة.
ويشكل هذا المشروع الكبير، والمندرج في إطار التنمية المستدامة بجهة مراكش أسفي، نموذجا متكاملا فيما يخص عملية تثمين المياه المصفاة والطاقة المنتجة داخل المحطة.
ومنذ شروعها في الخدمة، مكنت هذه المحطة من إعادة استعمال ما يقرب من 12 مليون متر مكعب من المياه المعالجة في السنة لسقي المساحات الخضراء ضمنها ملاعب الغولف وواحات النخيل، كما ساهمت بشكل ملحوظ في الحفاظ على الموارد من المياه الصالحة للشرب من خلال الحد من استخدامها لأغراض غير ضرورية.
وفي هذا الصدد، قال عادل الداودي المدير الإداري والمالي بالوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش، إن مشروع معالجة وإعادة استعمال المياه العادمة يندرج ضمن التوجه الرامي للتخفيف من أثر الإجهاد المائي بمراكش.
وأوضح داودي، أن هذا المشروع لا يهدف إلى سقي المساحات الخضراء وواحات النخيل فقط، ولكن أيضا ملاعب الغولف الـ 14 بالمدينة، مع تزويد حالي يبلغ 12 مليون متر مكعب من الماء في السنة موجه لهذه الاستخدامات، مشيرا الى أن الوكالة تعتزم توسيع قدراتها لبلوغ 35 مليون متر مكعب من المياه بحلول سنة 2030، من خلال تعبئة المياه العادمة المعالجة أيضا في مشاريع صناعية بهدف المساهمة في التنمية الاقتصادية في احترام للبيئة.
من جانبه، أكد محسن بنشيخ المسؤول عن شبكة إعادة الاستعمال بالمحطة، على الدور المحوري الذي تضطلع به مشاريع من هذا النوع في التدبير المستدام للمياه بمدينة مراكش، مشيرا إلى أن المحطة تعد نموذجا يحتذى به بالنسبة لمدن أخرى تواجه تحديات مماثلة.
وأشار إلى أن هذه المقاربة المبتكرة تتماشى مع التوجيهات الملكية السامية للحفاظ على الموارد المائية ومواجهة إشكالية الإجهاد المائي، مشددا على الضرورة الملحة لترشيد واستخدام المياه بشكل معقلن من أجل مواكبة مختلف التدابير المتخذة في هذا الإطار.
بدوره، قال خالد بشوري، مهندس دولة بجماعة مراكش، إن هذه الأخيرة أبرمت اتفاقيات مع الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء لتجنب استخدام المياه الجوفية في سقي المساحات الخضراء، مؤكدا أنه يجري الى حدود اليوم سقي 50 في المائة من هذه المساحات بالمياه المعالجة القادمة من هذه المحطات، وسيجري دمج المساحات المتبقية في هذا النظام في المستقبل القريب.
وتماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، تم إطلاق مجموعة من الأوراش الاستراتيجية للاستجابة للتحديات التي تطرحها إشكالية ندرة المياه في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي (2020 -2027) الذي ر صد له غلاف مالي بقيمة 115 مليار درهم.
كما واكب هذه الأوراش تنفيذ العديد من الإجراءات العاجلة، التي تم إطلاقها منذ سنة 2020، والهادفة بالأساس إلى تأمين تزويد جميع سكان المملكة بالماء الصالح للشرب، ولاسيما إنجاز العديد من مشاريع إعادة استعمال المياه العادمة التي مكنت من بلوغ حجم 37 مليون متر مكعب في السنة لسقي 31 ملعبا لرياضة الغولف والمساحات الخضراء ب17 مدينة، وإطلاق برنامج تكميلي جد طموح لتعبئة 137 مليون متر مكعب في أفق سنة 2027 بهدف سقي 19 ملعبا للغولف المتبقية، إلى جانب مشاريع أخرى ذات استخدامات فلاحية وصناعية.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News