أجمع المشاركون في ندوة علمية حول التغطية الإعلامية لداء فقدان المناعة البشري المكتسب “السيدا” بالعاصمة الرباط، على ضرورة “تسهيل الفهم لدى عموم المواطنين وتغيير سلوكياتهم المؤدية لخطر الإصابة بالمرض من خلال تثقيفهم، كسبيل ورهان للتمكن من القضاء عليه في أفق سنة 2030”.
وفي هذا الصدد، أكد المشاركون في الندوة التي نظمت من طرف جمعية محاربة السيدا بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالرباط، مساء الخميس، حول موضوع “دور التغطية الإعلامية ومساهمتها الفعالة في الوقاية من داء فقدان المناعة البشري المكتسب “السيدا”، على أهمية التدقيق في المعلومات والمعطيات التي تنشر في وسائل الإعلام والصيغ البيداغوجية التي تطرح بها المواضيع الصحفية المرتبطة بداء “السيدا”، والتي من شأنها تفادي الآثار السلبية التي تعمق الجهل بموضوع هذا الداء.
وفي هذا الاتجاه، قال يونس مجاهد، رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر بالمغرب، أن معالجة قضايا الصحة بصفة عامة من طرف الإعلاميين تتطلب الخبرة والمعرفة، كما يجب اللجوء إلى المختصين والخبراء والمجلات العلمية المختصة التي لها مصداقية، معتبرا أن موضوع “السيدا” يعتبر من الطابوهات، وأن معالجته الصحفية تشترط مجموعة من الاحترازات الأخلاقية، بعيدا عن الوصم وترويج معلومات خاطئة، وكذا الاشتغال حوله بمسؤولية وبمنطق أخلاقي على غرار باقي المواضيع.
عبد الكبير اخشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، شدد على أن الإعلام يلعب دورا مفصليا لا يقل أهمية عن التدخلات الطبية سواء العلاجية أو الحمائية من خلال الربط بين ما هو إعلامي وصحي وحقوقي في مواجهة داء فقدان المناعة البشري المكتسب وبالتالي يعبر عن الوعي بضرورة الالتقائية والتقاطعية في مكافحة الوباء، مشيرا إلى أن هذه التقاطعية تتأطر في أفق حقوقي واضح لا يتضمن فقط الحق في الحياة والسلامة الصحية، ولكن أيضا الحق في المعلومة الصحيحة والمساواة الفعلية ومكافحة كل أشكال التمييز والوصم، مبرزا أن الواجب الإعلامي يفرض على الصحافة الوطنية الانخراط الجاد والمسؤول في كل ما يتعلق بالصحة العامة.
وفي مداخلته الافتتاحية للندوة، قال مهدي قرقوري، رئيس جمعية محاربة السيدا، أن داء فقدان المناعة البشري المكتسب يعتبر من بين أبرز القضايا الصحية والاجتماعية التي تواجه مجتمعها الحاضر، مضيفا أن هذا الداء ليس فقط تحديا صحيا وطبيا، بل أيضا مجتمعيا يتطلب منا كأفراد ومؤسسات مواجهته بتضافر الجهود وبعزم، وهو موضوع الندوة، إذ يأتي دور الإعلام كعنصر أساسي وحيوي في هذه المعركة.
واعتبر قرقوري أن الاعلام ليس مجرد أداة لنقل الأخبار والمعلومات، وإنما هو وسيلة فعالة لتجديد الوعي العام وتغيير السلوكيات وكسر الصمت الذي يحيط بمواضيع حساسة مثل داء السيدا.
وأكد رئيس الجمعية أن المغرب شهد تقدما كبيرا في مجال هذا الداء بفضل الاستراتيجية الوطنية لمحاربة السيدا، والتعاون الوثيق بين مختلف الفاعلين في هذا المجال، لافتا إلى أن هذا التقدم يجب أن تصاحبه مواكبة إعلامية من أجل نشر الوعي والمعلومات الدقيقة والحقائق العلمية التي تساهم في تغيير المفاهيم الخاطئة والحد من الوصم الاجتماعي.
واختتم اللقاء العلمي بالإعلان عن تنظيم مسابقة وطنية مع جائزة لأحسن عمل صحفي حول “السيدا وحقوق الانسان” لفائدة الإعلاميين.