إذا كنت تشعر بالملل من الأماكن التجارية التقليدية وتبحث عن بيئة عصرية ومتجددة، فإن مرس السلطان هو المكان الذي سيشعل شغفك ويعيد لك الإحساس بالأصالة والإبداع في قلب مدينة عالمية، مثل الدار البيضاء.
هذه الحقيقة، تصدرت عناوين العديد من الصحف العالمية، خلال الأسبوع الأخير، ومن ضمنها مجلة TimeOut الإنجليزية، وهي مجلة عالمية شهيرة تصدر في العديد من المدن الكبرى حول العالم، وتركز على مجالات الثقافة، والترفيه، والسفر، والمجتمع.
منذ بضعة أيام، نشرت هذه المجلة، التي تعد واحدة من أهم المراجع للبحث عن أحدث الأماكن، والأنشطة، والمناسبات الثقافية في المدن، تصنيفها السنوي للأحياء الأكثر جاذبية للشباب في العالم، حيث احتل مرس السلطان المرتبة الثانية ضمن لائحة ضمت 38 حيًا على مستوى العالم.
يقع هذا الحي في قلب الدار البيضاء ويتميز بأصالته وتنوعه الثقافي. ما يجعله مختلفًا بطابعه الفريد الذي يجمع بين الحداثة والأصالة، فهو ليس مكانا تجاريا مزدحما بالمحلات الكبرى، بل هو حي يتيح لك الشعور بروح “كزاوا” الحقيقيين، خصوصا داخل مقاهيه البسيطة والفريدة من نوعها، حيث يمكنك الجلوس والاستمتاع بجلسة مريحة أو لقاء أصدقاء لديهم نفس الاهتمامات، مثل مقهى الشانزليزيه.
أصالة تحاكي المستقبل
في عصر تسعى فيه المدن الكبرى لجذب انتباه العالم من خلال بناياتها الفخمة ومجمعاتها التجارية الراقية، يأتي مرس السلطان ليقدم شيئًا مختلفًا. هنا، لا تبحث عن ناطحات السحاب أو المولات الضخمة، بل عن الزوايا الخفية التي تشع بالروح والحيوية. فالحي يجمع بين الأزقة القديمة والبنايات الكلاسيكية التي تم ترميمها، مما يمنح الزوار إحساسا بالأصالة والدفء، وهو ما يعكس حياة الدار البيضاء الحقيقية بعيدًا عن المظاهر.
لكن الحي يوفر أيضا مساحة كبرى للشباب، مثل ساحة نيفادا للتزلج، وجردة مردوخ. فإذا كنت من عشاق الفن، فإنك ستجد هنا جدرانا مزينة بالجداريات الفنية التي تعكس إبداع الفنانين المحليين والعالميين.
وإن كنت من محبي الأماكن التاريخية والملهمة، فهنا مدرسة مرس السلطان التي شيدت عام 1916 ومبني الحرية، (17 طابقا) الذي تم بناؤه عام 1949 من قبل المهندس المعماري رينيه موراندي، وفاز بها في مسابقة أعلى بناية في 1949، وبناية ماريشال أمزيان، وسوق “زيفاكو” بزنقة أكادير..
إن هذه التوليفة تجعل مرس السلطان وجهة مثالية للشباب الذين يبحثون عن بيئة تجمع بين العمل والراحة في نفس الوقت.
تصنيف عالمي وفخر محلي
إن حصول مرس السلطان على المركز الثاني عالميًا كأحد الأحياء الأكثر عصرية لم يكن مجرد صدفة. هذا الإنجاز يؤكد على أن الدار البيضاء، والمغرب بصفة عامة، أصبحت وجهة عالمية للابتكار والإبداع. وقد ركزت قائمة TimeOut لأكثر الأحياء عصرية ركزت على عوامل مثل الأصالة، والإبداع، وروح المجتمع، وكل هذه العوامل تتجسد بوضوح في مرس السلطان.
ومع عدم تواجد أي حي من البلدان القريبة منا، مثل إسبانيا والبرتغال في التصنيف، يُصبح مرس السلطان وجهة جديدة ومثيرة للشباب من مختلف دول العالم، خصوصا أنه يوجد في مدينة تستعد لاحتضان مباريات كأس العالم 2030.
وهذا التصنيف ليس فقط فخرا للدار البيضاء، بل هو أيضا رسالة إلى الشباب بأن المغرب يمتلك إمكانيات هائلة لتطوير مساحات حضرية تحتضن الإبداع الفني والتنوع الثقافي.