الجمعية المغربية للخصوبة ووسائل منع الحمل تقدم توصيات بتعزيز الكشف المبكر عن السرطانات

اختتمت أشغال المؤتمر العلمي الثاني والأربعين للجمعية المغربية للخصوبة ووسائل منع الحمل (SMFC)، الذي احتضنته مدينة الدار البيضاء، أخيرا، حيث قدمت توصيات علمية مهمة تهدف إلى تعزيز الكشف المبكر عن السرطانات وتطوير التكوين المستمر للأطباء على أحدث التقنيات في الجراحة، لتلبية الاحتياجات الصحية للنساء والرجال بطرق أكثر فعالية ونجاعة، على المستوى الطبي والإنساني.

وجاءت هذه التوصيات عقب تركيز المؤتمر على مناقشة مجموعة من المواضيع المتنوعة التي تضمنت إدخال التقنيات الحديثة للتشخيص المبكر لسرطان الثدي في الممارسات الطبية اليومية بالمغرب، إذ جاء ذلك متزامنا مع إحياء المجتمع الطبي المغربي لمناسبة “أكتوبر الوردي”، باعتبارها المبادرة العالمية للتوعية بسرطان الثدي. كما تم التطرق إلى أهمية استخدام التقنيات الرقمية في طب النساء وتحديثات حول التنظير المهبلي.
وتميزت أشغال المؤتمر العلمي بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين، من المغرب ودول أوروبية، يمثلون مئات المشاركين من الأطباء والباحثين والممارسين في مجالات الطب والجراحة، شاركوا تجاربهم ومعارفهم الأكاديمية والعلمية والتجارب الميدانية مع مختلف الحاضرين والمشاركين من تخصصات طبية واهتمامات طبية متنوعة.
وتبعا لذلك، سلطت البرمجة العلمية للمؤتمر الضوء على التقدم المحرز في مجالات علم الوراثة والذكورة، ما يعد بفتح آفاق جديدة للعلاجات الشخصية التي تستجيب لاحتياجات المرضى بشكل أدق، إلى جانب تدارس وتبادل الأفكار والتجارب ونتائج الأبحاث في جلسات علمية متنوعة تطرقت إلى المساعدة الطبية على الإنجاب، والانتباذ البطاني الرحمي، والجراحة، واختتمت باقتراح توصيات لتعزيز الصحة الإنجابية، إذ جمع النقاش ما بين التشخيص الطبي وعرض التقنيات الجديدة وتبادل المعلومات حول استراتيجيات الوقاية والقضايا الأخلاقية.
وفي هذا الصدد، تحدث الدكتور عبد الجواد برانون، رئيس الجمعية المغربية للخصوبة ووسائل منع الحمل، عن أهمية المؤتمر باعتباره حدثا علميا يتيح فرصة فريدة لتبادل المعرفة والتجارب بين الأطباء والباحثين، حيث يسهم النقاش العلمي في تحويل الأفكار إلى أفعال ملموسة لتحسين حياة المرضى، إلى جانب كونه فضاء علميا يتيح التفاعل حول اكتشافات الأطباء، ومقارنة ممارساتهم، وتبادل المكتسبات الميدانية مع مناقشة التحديات التي يواجهها الممارسون في تنفيذ مهنتهم بشكل يومي. 
وفي هذا السياق، أفصح الدكتور برانون عن مشروع طموح للجمعية العلمية، يتمثل في تنظيم يوم للتفكير في مستقبل طب النساء، في ظل التشتت غير المسبوق للمجتمعات العلمية في واقع الممارسة المغربية، وذلك باقتراح البدء بعملية التفاهم بين هذه المجتمعات العلمية، وخلق مجموعة تفكير تأخذ بعين الاعتبار وجهات النظر المختلفة وتوحيد الرؤى، للوصول إلى أهداف مرسومة ضمن برنامج مشترك، ومن ثم مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، يؤكد رئيس الجمعية العلمية.
تجدر الإشارة إلى أن فعاليات المؤتمر العلمي نظمت تحت الرئاسة الشرفية للبروفيسور الحسين ماعوني، تكريما للأعمال الذي ساهمت بها هذه الشخصية في عالم الطب المغربي، بما في ذلك مساهماته في القطاع الصحي خلال فترة رئاسته للمجلس الوطني لهيئة الأطباء، إذ تمكن من بناء علاقات قوية ومحددة بوضوح بهدف تحسين الحياة اليومية للطبيب، يقول رئيس الجمعية المغربية للخصوبة ووسائل منع الحمل. وبالموازاة مع ذلك، تولى رئاسة المؤتمر كل من البروفيسور أحمد موساوي والدكتور محمد الزاهي، اللذين رافقا الجمعية العلمية منذ نشأتها، وفقا لإفادات الدكتور برانون، الذي نوه بمساهماتهما الكبيرة في تطوير العلاقات المهنية بين الأطباء وتحسين ظروف العمل.

Exit mobile version