جمعية تصون ذاكرة الموسيقى الأندلسية

صيانة للذاكرة الموسيقية والشعرية المغربية الأندلسية، تحضر في أنطولوجيا جديدة رأت النور بعنوان “أنطولوجيا الموسيقى الأندلسية – المغربية الآلة”، ضمن “مُستوعَب” أصدرته “جمعية هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب” يؤرّخ لـ”موسيقى الآلة”، وأعلامها البارزين، ويعرّف بالنوبات الأندلسية، ويقدّم تدوينها الصولفائي، مع تقطيع لأشعارها باللغة العربية، وتقديم لتدوينات مُنَقحرة (مدوّنة بالأحرف اللاتينية).

هذه المحطّة الجديدة في صيانة الموسيقى الأندلسية المغربية المعروفة بـ”الآلة” تتمثّل أهميتها، وفق معلومات توصلت بها جريدة النهار من الجهة المشرفة، في “التوثيق بالصوت؛ حيث تضافرت جهود سبع مجموعات موسيقية من مدن مختلفة من المملكة لتسجيل الأنطولوجيا التي تقدر مدتها الإجمالية بـ 131 ساعة”.

ومن بين ما تقدّمه الأنطولوجيا الجديدة “الصنعات المفقودة”؛ باجتهاد مجموعات البحث لتقديم الصنعات الغابرة التي لم تتضمنها “أنطولوجية الآلة” الصادرة عن وزارة الثقافة سنة 1992، مع تقديم “نوبة بشعرها الأصلي”؛ في اجتهاد غير مسبوق تناول نوبة رمل الماية بأشعارها الأصلية، وأطلق عليها اسم: “نوبة رمل الماية الغزلية”.

أما في ما يخص “التدوين الصولفائي”، فقد قامت جميع المجموعات بـ”المشاركة بالكتابة الموسيقية للنوبة أو النوبات التي سهرت على تسجيلها”، علما أن في تسجيلها قد “حرصت جمعية الهواة على تحقيق أعلى جودة لمنتوجه؛ من خلال توظيف كافة الإمكانات اللازمة، واستخدام الآليات الحديثة لمعالجة الصوت، مما يضمن إدماجه بطريقة مثالية في اللوحة الإلكترونية التفاعلية”.

ويشمل مستوعَب “أنطولوجيا الموسيقى الأندلسية المغربية”، حسب المعلومات ذاتها، “مجموعة من الكتب المتخصصة ولوحة إلكترونية تفاعلية”، من بين مكوّناتها “كتاب أنيق بحجم كبير، يتناول فكرة المشروع بشكل موجز، ويستعرض تاريخ موسيقى الآلة، مع تعريف ببعض أعلامها البارزين، كما يؤكد على الإنجازات التاريخية لجمعية هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب. وبالإضافة إلى ذلك، يقدم الكتاب تعريفًا مختصرًا لكل نوبة ويعرض معلومات موجزة عن الأجواق التي ساهمت بالتسجيل الكامل للنوبات الإحدى عشرة، بالإضافة إلى نوبة رمل الماية الغزلية، والمشالية الكبيرة، والتواشي السبع مخللة بالإنشادات، وميزاني قدام الجديد وقدام بواكر الماية.”

ومن بين ما يستوعبه صندوق موسيقى الآلة، “كتبٌ للتدوين الصولفائي: تتضمن تدوين النوبات مع تقطيع دقيق لأشعارها باللغة العربية، عبر 13 كتابًا، ويشمل 14 كتابا بالحروف اللاتينية”، إلى جانب كتابَي أشعار يتضمّنان “جميع الأشعار المغناة” باللغة العربية وبالنّقحرة، مقابل “كناش الحايك”، المرجع الأبرز القديم لأشعار الآلة.

أما اللوحة الإلكترونية التفاعلية، فتشمل “تطبيقا يسمح بالاستماع إلى تسجيل النوبات مع قراءة الأشعار والطراطين مقطعة تقطيعًا دقيقًا مطابقًا للجمل المغناة”، و”تطبيقا يتيح الاستماع إلى تسجيل النوبات مع مشاهدة صور متنوعة ذات علاقة بالموروث الأندلسي-المغربي”، فضلا عن صور لكل الكتب التي عنت بالكتابة الموسيقية للنوبات، وصور لكتب الأشعار (الحايك).

وتروم الأنطولوجيا “الحفاظ على تراث موسيقى الآلة في أبهى صوره، مع التركيز على أصالة الهوية الفنية المغربية وإبراز قيمها الثقافية العريقة، كما يهدف هذا المشروع إلى إبراز الجمالية والتقنيات والمهارات التي تتميز بها موسيقى الآلة، مع الحفاظ على جوهرها الثقافي والفني، وضمان انتقالها بسلاسة إلى الأجيال القادمة.”

ويؤكّد العمل “أهمية حماية هذا التراث الغني، وتقديمه بأفضل صورة تعكس قيمه وتاريخه العريق”، مع “تقديم أدوات تعليمية حديثة تروم توفير مناهج ديداكتيكية رقمية وعصرية لكل من يرغب في دراسة وتعلم أو ممارسة هذا الفن الموسيقي العالمي”.

ومن الأهداف الأساسية لهذا المشروع الذي رأى النور صيف سنة 2024 الجاري، “جعل الموسيقى الأندلسية المغربية في متناول الجميع، سواء كانوا مبتدئين أو محترفين، من خلال توفير مواد تعليمية حديثة تساعد على فهم وتطبيق هذا الفن بطريقة ميسرة وشاملة”، تتميما لـ”المشروع الكبير الذي قامت به وزارة الثقافة بمعية دور الثقافات العالمية بين سنتي 1989 و1992.”

Exit mobile version