تقرير: التطرف يرتفع بالساحل والغرب الإفريقي وينحسر في شمال القارة
رصد تقرير حديث لمركز “إفريقيا للدراسات الاستراتيجية” تزايد التهديدات التي تشكلها الجماعات الإسلامية المتشددة في القارة الإفريقية خلال العقد الماضي، مسجلا ارتفاع أعداد الوفيات المرتبطة بالعنف الإسلامي المتشدد في هذه القارة بنحو 60 في المائة منذ عام 2021، لافتا في الوقت ذاته إلى اختلاف مسارات التهديد والجهات الفاعلة وأهدافها من منطقة إلى أخرى داخل الفضاء الإفريقي.
في سياق مماثل، أشار المصدر ذاته إلى أن عدد الوفيات المرتبطة بنشاط الجماعات الإسلامية المتطرفة في منطقة الساحل من المتوقع أن يبلغ 11 ألفا و200 حالة وفاة خلال العام الجاري، موردا أنه “قبل عقد من الزمان، كان حوض بحيرة تشاد هو النقطة المحورية للتهديد المتطرف العنيف، حيث بلغ حينها عدد الوفيات السنوية في هذه الرقعة الجغرافية 13 ألفا و670 متبوعة بمنطقة شمال إفريقيا في المرتبة الثانية بحوالي 3 آلاف و650 حالة وفاة”؛ غير أن هذه المنطقة تسجل، حاليا، أقل عدد من الوفيات المبلغ عنها في مجموعة مناطق إفريقيا.
وأكد مركز الأبحاث عينه أن بوركينافاسو تستحوذ لوحدها على ما نسبته 48 في المائة من أحداث العنف في الساحل، وعلى 62 في المائة من الوفيات المرتبطة بنشاط لجماعات الإسلامية المتشددة التي تنشط في المنطقة، مشيرا على صعيد آخر إلى أن “السلطات العسكرية في دول الساحل تسببت، العام الماضي، في وفاة 2430 مدنيا؛ وهو رقم أعلى من عدد الوفيات التي تسببت فيها الجماعات المتشددة والذي بلغ 2050 وفاة”.
ولفت مركز “إفريقيا للدراسات الاستراتيجية” إلى امتداد الهجمات العنيفة التي تشنها الجماعات المتطرفة من الساحل، وانطلاقا من المناطق الجنوبية في مالي وبوركينا فاسو، إلى غرب إفريقيا حيث تم تسجيل من أكثر من 500 حدث متطرف عنيف في الأشهر الـ12 الماضية، مشددا على أن “الهجمات المتطرفة العنيفة في بنين وتوغو شكلت في سنة 2024 حوالي 7 في المائة من أحداث العنف المُبّلغ عنها في مسرح غرب إفريقيا”.
وأفاد التقرير ذاته بأن “الصومال هي المسرح الأكثر ديمومة لنشاط الجماعات الإسلامية المتشددة في إفريقيا، إذ يستحوذ هذا البلد على ما يقرب من ثلث الوفيات المرتبطة بالمتشددين الإسلاميين في القارة؛ مما يجعلها ثاني أكثر المسارح نشاطا بعد الساحل”، مشيرا إلى تسجيل 6 آلاف و590 حالة وفاة في المسرح الصومالي خلال العام الجاري، أي بزيادة بأكثر من الضعف مقارنة بالأرقام المسجلة في عام 2020.
في السياق نفسه، أوضح المصدر ذاته أن هذا الارتفاع في عدد القتلى يُعزى إلى الهجمات المضادة لحركة الشباب ردا على هجمات القوات الحكومية الصومالية، لافتا إلى توسع رقعة العنف الإسلامي المتشدد في العديد من الدول الإفريقية على غرار الكاميرون ونيجيريا وتشاد وموزمبيق.
في المقابل، رصد التقرير سالف الذكر انخفاضا مطردا في أحداث العنف والوفيات المرتبطة بالجماعات الإسلامية المتشددة في شمال إفريقيا، إذ أفاد بأن “هذا العام يمثل العام الأول الذي لم تشهد فيه مصر أية أحداث عنف مرتبطة بجماعات إسلامية متشددة منذ سنة 2010″، لافتا إلى الإبلاغ عن 5 أحداث في مسرح شمال إفريقيا على مدى الأشهر الـ12 الماضية؛ أربعة منها في الجزائر، وواحد في ليبيا، ولم يتم تسجيل أي حادث في المغرب.
وفسر مركز التفكير ذاته هذا الانخفاض بمجموعة من العوامل؛ أبرزها الضغط الذي تمارسه السلطات الأمنية في دول المنطقة على المتطرفين وافتقار التطرف إلى الدعم الشعبي، مبينا أن “الأمم المتحدة تعتقد أن تنظيم داعش والقاعدة في ليبيا لا يزالان يتوفران على مقاتلين في الجزء الجنوبي من البلاد”؛ وهو ما يؤكد على أهمية رفع مستوى اليقظة في هذه المنطقة.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News