رئيس جامعة المصارعة: لم أعد بميدالية أولمبية .. وبعض الانتقادات “إجرامية”

خرج فؤاد المسكوت، رئيس الجامعة الملكية المغربية للمصارعة، عن صمته تجاه الانتقادات التي وجهّت إليه ومختلف رؤساء الجامعات الأخرى، بعد حصيلة المشاركة المغربية في أولمبياد باريس، مؤكدا أنه لم يعد الجماهير أو الجهات الرسمية منذ البداية بتحقيق الميداليات الأولمبية؛ بل فقط التأهل إلى البطولات الدولية.

“الاستقالة والضغط”

قال المسكوت في تصريح لجريدة النهار إن “دفتر التعهدات الذي يهمّ جامعة المصارعة لم يشمل على الإطلاق أهداف تحقيق الميداليات، بقدر ما بقي منحصرا في التأهل للأولمبياد، ومختلف المحطات الرياضية الدولية، وهو ما تم تحقيقه طيلة ولايته”.

وشدد المتحدث عينه على أن تقديم الاستقالة ثقافة هو شخصيا متشبّع بها، “وتكون وفق قناعات وأسس، وأسباب”، وفي فترة رئاسته الدفاع الحسني الجديدي قدّمها “في غمرة الفرحة بعد رحلة ألم وحرب ضارية”، مشيرا إلى أن “رفع الراية البيضاء لا يكون حاليا تحت الضغط الرهيب وغير العقلاني، مقابل السعي نحو إبراز الحقائق والإنجازات” التي تم تحقيقها خلال ولايته، “وسط احترام دولي”، مستدركا بأنه إذا كان المشرفون والمسؤولون عن الشأن الرياضي يرون أنه سبب الأزمة فهو مستعد لـ”رفع الراية البيضاء”.

وأورد رئيس الجامعة الملكية المغربية للمصارعة أن “كل صنف رياضي له خصوصياته، وأرضية يرتكز عليها على مستوى الخريطة الرياضية الوطنية، إذ يتطلب إعداد رياضي قادر على أن يحضر الراية المغربية داخل منافسات الألعاب الأولمبية، وثانيا الصعود إلى البوديوم، وهذا الأمر دفع كل صنف إلى التعاقد مع الوزارة الوصية، ومن ثمّ تحديد الأهداف، وطبقا لذلك يتم تسطير جلسات للمتابعة والمحاسبة والتقييم”.

وفي حالة رياضة المصارعة تابع المسكوت: “هي المؤسّسة للحركة الأولمبية العالمية، وفيها توليّت المسؤولية في ظل غياب مغربي عن الأولمبياد لمدة 25 سنة، ومنذ البداية لم نبع الوهم للمغاربة أو الوزارة الوصية وقلنا إننا سنحقق الميدالية الأولمبية”، مشيرا إلى أن “رياضة المصارعة حققت في المقابل ميداليات عربيا في عهده، ومن جهة أخرى رسّخت وضع الخريطة المغربية بما يشمل صحراء المملكة على قمصان الرياضيين ضدا في أعداء الوحدة الترابية”، وفق تعبيره.

وزاد المتحدث ذاته: “في ظل ما يتم الترويج له مؤخرا بشأن أرقام مالية كبيرة استفادت منها الجامعات يجب القول إن المصارعة لم تحصل ولو على عشرة دراهم من هذه الأموال من برنامج التأهل للأولمبياد أو الإعداد له”، مبينا أن جامعته “حققت الأهداف المسطّرة من خلال التأهل إلى البطولات القارية والدولية”.

“حصلنا على البوديوم الثالث عالميا من خلال سياسة التشبيب، والاعتماد على أبناء المهاجرين المغاربة، مع توفير برامج صناعة البطل داخل المركز الدولي للمصارعة، واستقدام بطل كوبي أولمبي إلى قلب هذا المركز لمدة سنتين لتكوين المغاربة والأفارقة، وحققنا من خلاله تأهل أول بطلة مغربية لسن أقل من 17 سنة بالأولمبياد إلى الأرجنتين، والوصول ببطل أولمبي آخر ليحتل المرتبة السابعة عالميا”، يورد المسؤول ذاته.

ونفى المسكوت توليه المسؤولية على رأس الجامعة لمدة 14 سنة، مؤكدا أن “العدد الحقيقي هو 12 سنة، وليس كما تم الترويج له مؤخرا، وهي فترة عرفت نجاحا في الانتقال من مستوى إلى آخر، ومواجهة العديد من العراقيل والإشكاليات المطروحة على مستوى الانتقال إلى الفكر الاحترافي”.

“حملة إجرامية”

استطرد المسكوت بأن “بعض الجماهير والمتتبعين العقلاء طرحوا نقاشا عادلا بسبب غيرتهم وقلقهم على الرياضة الوطنية”، معتبرا أن “الحملة التي خاضتها بعض الجماهير المغربية بمواقع التواصل ضد رؤساء الجامعات وصلت إلى حد نهج حملات محاكم التفتيش من قبل نشطاء مشكوك في أمرهم، ويرتكبون جرائم التشهير من خلال حسابات مجهولة الهوية”، وموردا أن “هؤلاء يجلسون في المقاهي وبعضهم يدخنون ‘الحشيش’ دون إظهار هويتهم، ويختصّون في الإجرام الذي يمسّ بالأشخاص، وقرينة البراءة، والاعتبار الشخصي، ويتصرفون ضدا على القانون الجنائي المغربي”، وزاد أنهم “(بلا خدمة وبلا ردمة) ينتظرون الفرصة للتأجيج وصناعة الأزمة”، وفق تعبيره.

وواصل المتحدث ذاته انتقاد “الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، مردفا بأن “هذه الفئة تجب معاقبتها إذ تزرع سموما في حق عائلات وأشخاص، متناسية أن لهم حق الرد للدفاع عن أنفسهم؛ فيما كان من الأحرى وضع سؤال جماعي منطقي عن أسباب الفشل، ومكامن الخلل، وتفعيل نقاش صحي حول المنظومة الرياضية”، مضيفا أن “هناك عصابات في طريق أي مسؤول أو شخص يحاول إنجاز مهمته”، على حد قوله.

“تدوينة البيتزا”

في ما يتعلق بجدل “تدوينة” له، أخيرا، إبان فشل الرياضيين المغاربة في تحقيق ميداليات في الأولمبياد، وطلبه عامل “بيتزا”، شدد المسؤول عينه على أن “الأمن الوطني هو من يحدد طبيعة التدوينات، ومصادرها”، وزاد: “شخصيا تمت قرصنة حسابه الشخصي لغرض هذه التدوينة، واستعمل فيها اسمي بالعربية عوض الفرنسية لأغراض إجرامية، والأمن يبت في هذا الأمر، وله القدرة على تحديد الفاعل”، لافتا إلى أن الشخص الذي قرصن حسابه استعمل كلمة البيتزا، ووضع رقم هاتفه الشخصي، مع الترويج لتصريحات تخصه في حوار صحافي سابق حول حصيلة جامعة المصارعة، ليس له علاقة بالوقت الراهن.

وحول إستراتيجية الجامعة بعد نتائج الأولمبياد أورد المسكوت: “الذهاب نحو تكوين أبطال للوصول إلى البوديوم العالمي، وإحضار بطل أولمبي كوبي إلى الأراضي المغربية، وتحقيق التأهل إلى العديد من البطولات الدولية، والقارية. وبعد أولمبياد باريس نرى أن التطور يكون عبر منظور شمولي، ينهي إشكاليات عديدة، مثل الرؤية المجتمعية للرياضة، وخوف العائلات من ممارسات أبنائهم الرياضة، وتأثير ذلك على تحصيلهم الدراسي”، خاتما: “إستراتيجية جامعة كرة القدم يجب كخلاصة أن تنتقل إلى جميع الرياضات الأخرى”.

Exit mobile version