تتجه الأنظار إلى دورة الألعاب البارالمبية الموجهة للرياضيين في وضعية إعاقة، التي ستقام بالعاصمة الفرنسية باريس، من ـ28 من غشت الجاري إلى 8 شتنبر القادم، وسط توقعات بأن يواصل الرياضيون المغاربة مسار حصد الميداليات رغم الصعوبات، خاصة بعد إخفاق الرياضة الوطنية في أولمبياد باريس الأخير، وما رافق ذلك من غضب شعبي واسع، باستثناء برونزية المنتخب الأولمبي لكرة القدم وذهبية العداء سفيان البقالي.
وحقق البارالمبيون المغاربة إنجازات مهمة في دورات الألعاب البارالمبية الأخيرة، خاصة في دورة طوكيو التي تمكنوا فيها من احتلال المركز الـ28 في الترتيب العام بعد الظفر بأربع ميداليات ذهبية وأخرى فضية، إضافة إلى ثلاث ميداليات برونزية، في العديد من الرياضات.
في هذا الإطار أكد العداء أيوب السادني، بطل بارالمبي مغربي، ضمن تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، أن “الرياضيين البارالمبيين الذين سيشاركون في دورة باريس مرشحون لتحقيق إنجازات أكثر من الدورة السابقة في اليابان رغم الصعوبات التي تواجههم”.
وأضاف السادني أن “مسار التتويج ومراكمة الإنجازات وتمثيل البلاد أحسن تمثيل ليس سهلا، إذ هناك بعض الصعوبات والعراقيل التي تواجهه، إلا أن ذلك لا يمنع من التضحية من أجل اعتلاء منصة التتويج ورفع علم المغرب عاليا”، مؤكدا في الوقت ذاته أن “الرياضيين البارالمبيين المغاربة يضحون هم وعائلاتهم بالكثير في سبيل تحقيق هذا الهدف”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن “توفير الإمكانيات والوسائل اللازمة لهؤلاء الرياضيين وتذليل الصعوبات أمامهم من طرف الجهات المسؤولة كان سيساهم في توسيع المشاركة المغربية في الألعاب البارالمبية بباريس، لتشمل مختلف الرياضات أخرى”، مسجلا أن “مشاركة المغاربة يقتصر في الغالب على ألعاب القوى وكرة المضرب وبعض الرياضيات، عكس دول أخرى يشارك رياضيوها في جميع المنافسات”.
وقال منير خير الله، باحث في مجال الإعاقة، في تصريح لجريدة النهار، إن “الرياضيين المغاربة حققوا في دورات الألعاب البارالمبية السابقة إنجازات مهمة وفازوا بميداليات عديدة بفضل بمجهودات فردية، سواء من خلال الأشخاص أو الجمعيات، في حين تبقى مساهمة الدولة من خلال مؤسساتها في هذا الصدد غير واضحة”.
وسجل المتحدث ذاته أن “المنتظر هو أن يحقق الرياضيون المغاربة المزيد من الإنجازات والألقاب خلال دورة الألعاب البارالمبية في باريس، وأن يواصلوا هذا النهج التصاعدي، بالنظر إلى تميزهم في العديد من المسابقات والمنافسات الدولية والوطنية”، مشيرا إلى أن “النتائج ستكون جيدة وسيفرح الشعب المغربي، غير أن هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن الأوضاع الاجتماعية لهؤلاء الرياضيين جيدة بدورها”.
وأورد خير الله أن “الإشكال يكمن في مدى متابعة المتفرجين المغاربة للرياضيين من أبناء بلدهم وحضور المنافسات لتشجيعهم، أي أن نفرح بهم وهم يلعبون وليس بعد أن يتم تتويجهم”، داعيا إلى “مواكبة ومتابعة مباريات هؤلاء الأبطال لأنه إذا كانت تعجبنا الرياضة بالفعل فيجب أن تعجبنا بغض النظر عمن يمارسها”.