كرّس المغربي سفيان البقالي نفسه نجما دون منازع لسباق 3 آلاف متر موانع، بعد احتفاظه بذهبية الألعاب الأولمبية، مساء اليوم الأربعاء، في دورة “باريس 2024”.
وحسم البقالي، البالغ 28 عاما، بذكاء سباقا تنافسيا بتسجيله 8:06.05 دقائق هو الأفضل له هذا الموسم، متفوّقا على الأمريكي كينيث روكس (8:06.41 د) والكيني أبراهام كيبيووت (8:06.47 د).
وإلى ذهبيتي الأولمبياد، يملك البقالي في رصيده ذهبيتي بطولة العالم في يوجين 2022 وبودابست 2023، وفضية في لندن 2017، وبرونزية في الدوحة 2019.
والبقالي هو ثاني عداء يدافع عن لقبه في 3 آلاف متر موانع ضمن الألعاب الأولمبية، بعد الفنلندي فولماري ايسو-هولو في 1932 و1936.
وأعرب البقالي عن سعادته الكبيرة عقب التتويج، وقال والدموع تنهر من عينيه لقناة “بي إن سبورتس”: “نجحت وعملت واستعددت جيدا للفوز بهذه الميدالية. لم تكن هذه السنة سهلة بالنسبة لي كنت أعاني من إصابة واستطعت تجاوزها”.
وأضاف: “السباق لم يكن سهلا. كانت هناك خطة إثيوبية، والحمد لله إن مواطني تيندوفت كان موجودا معي وطلبت منه أثناء السباق أن يفعل أي شيء لمساعدتي؛ فانطلق نحو المقدمة ورفع الإيقاع لفك التكتل الإثيوبي”.
وتابع: “مررت بمرحلة صعبة، وكنت في طريقي إلى أن أقرّر عدم المشاركة في الألعاب الأولمبية؛ لكنني نجحت، بفضل مساعدة مدربي والاتحاد المغربي على تجاوز محنتي والتعافي”.
أصبح ثالث رياضي عربي يتوّج مرّتين في الألعاب الأولمبية بعد مواطنه هشام الكروج (1500 متر و5 آلاف متر في أثينا 2004) والسباح التونسي أسامة الملولي (1500 متر حرة في بكين 2008 و10 كيلومتر في المياه الحرّة في لندن 2012).
كما أصبح في أولمبياد طوكيو، الذي تأجّل سنة بسبب جائحة “كوفيد-19″، أول عداء غير كيني منذ 1980 يحرز ذهبية هذه المسافة المعقدة.
“سامحوني”
علق البقالي على دموعه قائلا: “سامحوني، فأنا الآن أستوعب ما فعلته، دخلت التاريخ بهذا اللقب الأولمبي الثاني تواليا وأنا مدين به إلى الجماهير المغربية التي لم تتوقف عن مساندتي برسائلها التي لم أكن أستطع الرد عليها، وإلى الأبطال الحاليين والسابقين”، معلنا إعداء هذه الميدالية الذهبية الأولمبية إلى الملك محمد السادس.
ووجّه البقالي نداء إلى المنتقدين مطالبا إياهم بعدم “الحقد على الرياضيين الذين يبذلون كل ما في وسعهم من أجل تحقيق النتائج الجيدة، ويجب أن نساندهم في محنتهم”.
وأردف قائلا: “هذه التتويجات ثمر عمل على مدى طويل وبعيد، وليس الآن. منذ 2021 وأنا طامح إلى رفع المشعل والسيطرة على هذا السباق، والحمد لله أنا ناجح حتى الآن”.
وختم: “يجب ألا أنسى دور أبي وأمي؛ فمن دونهما لم أكن لأحقق أي شيء”.
ورفع البقالي “رصيد العرب” إلى ثماني ميداليات في الألعاب الأولمبية ضمن دورتها الحالية المقامة في فرنسا؛ بينها ثلاث ذهبيات.
وكانت الجزائرية كايليا نمور خطفت الذهبية الأولى في مسابقة العارضتين مختلفتي الارتفاع في منافسات الجمباز، ثم العداءة البحرينية وينفريد يافي في سباق 3 آلاف متر موانع، أمس الثلاثاء.
كما آلت ميدالية فضية لمبارز الحسام التونسي فارس فرجاني، وبرونزيتان لمبارز السيف المصري محمد السيد ولاعب التايكوندو التونسي محمد خليل الجندوبي؛ في وزن -58 كيلوغراما.
وضمنت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف فضية على الأقل في وزن 66 كيلوغراما، وأحد المنتخبين المصري والمغربي برونزية في مسابقة كرة القدم للرجال.