الوجهة المغربية تجذب مراكز النداء العالمية بالرقمنة واللغات والتنافسية
تُواصل مؤسسات دولية وهيئات استشارية ومراكز متخصصة في مختلف المجالات في بيان أوجه التفوق المغربي في كل تخصص على حدة؛ فبعد صناعة السيارات وصناعة الطيران والطاقات المتجددة يبدو أن المغرب يقدم نفسه كذلك كـ”وجهة مميزة للشركات المُشغلة لمراكز النداء أو Centres d’appels”.
في هذا الصدد كشف تقرير حديث “غُدوَّ المغرب وجهة مميزة لفائدة الشركات المسيرة لمراكز الاتصال أو النداء، إذ سرعان ما وضعت المملكة الواقعة شمال إفريقيا نفسها كمركز جديد للاتصالات في إفريقيا، ما يجذب الشركات العالمية الكبرى نظير عدد من المزايا المساهمة في إحداث طفرة في هذا الصدد.
التقرير الصادر عن “بارادا فيزويال”، المنصة المتخصصة في خدمات العملاء، بيّن أن “أول عامل مساهم في هذه الطفرة هو موهبة التحدث بلغات مختلفة لدى المغاربة، إذ تتميز القوى المغربية العاملة الشابة بتعددية اللغات، بما يوفر بذلك أرضية خصبة لمراكز الاتصال الراغبة في الاستثمار في البلد، إذ يجيد المغاربة مجموعة واسعة من اللغات، بما فيها الفرنسية والاسبانية والعربية والإنجليزية، ما يسهل التواصل مع العملاء”.
كما ذكر المصدر ذاته أن “البنية التحتية الوطنية هي الأخرى ساهمت في جعل المغرب قبلةً للشركات الأجنبية المسيرة لمراكز الاتصال، إذ استثمرت البلاد بشكل كبير في تحسين بنيتها التحتية وضمان اتصال أنترنت عالي السرعة، وشبكة اتصالات قوية؛ فضلا عن كون تكاليف التشغيل بالمملكة أقل بكثير مما هي عليه في بلدان أوروبية أو بأمريكا الشمالية”.
ولم يقف التقرير عند هذا الحد، بل لفت كذلك إلى أن “عاملا آخر يساهم بدوره في هذا الصدد، وهو المتعلق ببيئة العمل المواتية، إذ نفذت الحكومة المغربية سلسلة من الإصلاحات لخلق بيئة أعمال أكثر جاذبية وتسهيل الاستثمار الأجنبي، في وقت تقدم المناطق الصناعية الحرة حوافز ضريبية وجمركية للشركات التي تؤسس نفسها في الدولة ذاتها”.
وبحسب المصدر ذاته فإن “الاستقرار الثقافي والسياسي يظل بدوره من العوامل المساهمة في تأسيس مراكز النداء الأجنبية بالمغرب، إذ تتمتع المملكة باستقرار سياسي يوفر بيئة آمنة ومطمئنة للشركات؛ هذا إلى جانب معطى آخر يتعلق بالتأثير الثقافي الفرنسي على البلاد الذي يسهل على الشركات الأجنبية التكيف”.
وعاد تقرير “بارادا فيزويال” ليؤكد أن “المغرب أصبح الوجهة المفضلة للشركات التي تتطلع إلى الاستعانة بمصادر خارجية لخدمات مراكز الاتصال بها، وذلك بالنظر إلى التداول السلس للغات وتطور البنية التحتية والبيئة التنافسية التي تجعل من المملكة رقما رئيسيا في مشهد مراكز الاتصال العالمية”، خالصا إلى أن “المغرب يبقى الحل الأمثل لكل فاعل في مال مراكز النداء في العالم من أجل توسيع نشاطاته”.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News