بعد تسلّق “إلبروس” .. الطفل المغربي يوسف التازي يتحدى قمم العالم السبع
نجح يوسف التازي، وهو طفل مغربي يبلغ من العمر 13 عاماً، في الوصول، أمس السبت، إلى أعلى نقطة في القارة الأوروبية، قمة جبل إلبروس (روسيا) البالغ ارتفاعه 5642 مترا، رفقة والده عمر التازي، بعد رحلة صعود دامت 6 أيام وصفها بلاغ بـ”الشاقة”.
وببلوغه هذه القمة وقبلها أعلى قمة جبلية في تركيا (أرارات 5165 مترا) في غشت الماضي و”سقف أفريقيا” قمة جبل كلمنجارو (5895 مترا) في يناير الماضي، يكون التازي قد حقّق لقب أصغر طفل عربي وأفريقي يتحدى القمم السبع الأعلى عالميا.
وحسب البلاغ الذي توصلت به جريدة النهار من أسرة المتسلّق المغربي، فإن رحلة روسيا الجبلية “تحدى فيها البطل يوسف التازي كثيرا من العراقيل والصعوبات؛ أبرزها التعب الشديد، البرد القارس، قلة الأوكسجين، المرض، ضعف الشهية، الرياح القوية، المنحدرات الجبلية الشديدة وصعوبة المشي فوق الثلج السميك”.
ويُعد تسلق جبل إلبروس ثاني خطوة في مشروع التازي لتسلق القمم السبع الأعلى في العالم، والوصول إلى أعلى قمة في كل القارات السبع”Seven Summits Challenge” ، الذي يطمح إلى إكماله بتسلق جبل إيفرست، أعلى قمة في العالم بعلو 8848 مترا، ورفع العلم المغربي فوقها.
وعن صعود أعلى قمة بأوروبا قال يوسف التازي إن “هذا الإنجاز يملؤني بالعزيمة والطموح لمواصلة مشواري في تحدي القمم السبع، وتسلق جبل إيفرست أعلى قمة في العالم”، مضيفا “أنا جد سعيد وفخور بأنني رفعت عاليا راية مملكتنا المغربية الشريفة وشرفت أطفال وشباب بلدنا الحبيب. أهدي هذا الإنجاز إلى كافة الشعب المغربي، وعلى رأسه جلالة الملك محمد السادس نصره الله”.
وتابع قائلا: “كما أهدي هذا الإنجاز إلى أطفال غزة والشعب الفلسطيني بأكمله، وأدعو إلى وقف الحرب في غزة، وأطالب بحماية أطفالها كي يتمتعوا بحقوقهم كجميع أطفال العالم. كما أشكر بهذه المناسبة أسرتي وأبي، الذي رافقني في هذه المغامرة، وكل من ساندني لتحقيق هذا الحلم”.
ويقول عمر التازي إنه لاحظ اهتماماً من قبل ابنه يوسف بتسلق القمم منذ كان في الرابعة من عمره، مشيرا إلى أنه كان يرافقه في رحلات نزهة بالغابات قبل أن يصعد أول قمة جبل يُدعى بوهدلي بضواحي تازة، وبعدها عدة قمم بالمنطقة إلى غاية تمكّنه من تسلق قمة جبل توبقال وهو في سن العاشرة.
وأضاف التازي، في تصريح لجريدة النهار، “من خلال هذه القمم التي رافقته فيها لمست فيه الموهبة وقوة التحمل، لاسيما على المستوى الذهني، حيث يواجه المتسلّق عدة وضعيات، من بينها انخفاض درجة الحرارة، ويكون عليه التكيف معها”.
وبالرّغم من المخاطرة التي ينطوي عليها تسلّق هذه القمم، فإن الإقدام على تنفيذ إحداها لا يتم، حسب والد الطفل المتسلّق، “إلا بعد اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية، من استعدادات وتداريب ومتابعة طبية منتظمة واستشارات مع المتسلّقين المغربيين المحترفين عادل الطيبي وبشرى بيبانو واختيار الألبسة والأحذية واقتناء اللوازم المناسبة من خارج المغرب”. قبل أن يضيف “ما نقوم به فيه شيء من المغامرة، لكنه خال من التهور. هذا ابني وجزء مني، ومن الطبيعي ألا أرغب بأن يصيبه مكروه”.
ويؤمن التازي بأن لدى نجله إمكانيات لتحقيق تحدي “Seven Summits Challenge”، فهو “اختار شعار المستحيل ليس مغربيا ولديه صلابة ذهنية تجعله لا يتراجع، غير أنه لتحقيق ذلك يحتاج إلى تكوين خارج المغرب، وهو ما لا أقوى على تحمّل تكالفيه، حيث تواصلنا مع مختلف الوزارات المعنية بهذه الرياضة والجامعة المغربية لرياضة التزحلق ورياضات الجبل، وقدّمنا ملفاً لدعم تسلّق قمة إلبروس، لكن، للأسف، ذهبنا في النهاية بإمكانياتنا الخاصة”.
ودعا التازي إلى تمكين ابنه من رعاية حكومية من أجل تحقيق لقب أصغر “أفريقي يتسلّق جبل إيفرست”، مذكّراً بأن “الطفل يمثّل راية المغرب وبات يُطلق عليه إعلامياً فتى المغرب”.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News