تقرير: تحولات ربع قرن تضع المغرب في مصاف أقوى الدول الإفريقية النامية
“التحول والتحديث، مضاعفة الاستثمارات، تطوير البنية التحتية، تنويع الاقتصاد، التقدم الكبير على الصعيدين الاجتماعي والثقافي”، هذا ما رصدته وكالة الأنباء الدولية “إيكوفين” خلال تقييمها التحولات التي شهدتها المملكة على كافة المستوّيات طيلة 25 سنة من حكم الملك محمد السادس.
وفي تقرير بعنوان “عيد العرش: 25 سنة من التحولات في المغرب” وقفت الوكالة المتخصصة في المعلومات الاقتصادية الإفريقية عند مختلف الطفرات التي أحدثتها السياسات المتبعة في العهد الجديد، وأهلت البلاد لأن “تحقق تقدما اجتماعيًا واقتصاديًا هاما، وتصبح من أكثر الدول نموا في إفريقيا”.
وكشف الوكالة أن المغرب أولى خلال ربع قرن الماضي أهمية بالغة للاستثمارات في مختلف قطاعات البنية التحتية الاقتصادية، مخصصا لها 11.2% من ناتجه المحلي الإجمالي، مشيرة إلى “ميناء طنجة المتوسط، الذي أصبح أحد أكبر المراكز اللوجستية في العالم، وشبكة القطارات فائقة السرعة، مع خط البراق الذي يربط بين طنجة والدار البيضاء؛ بالموازاة مع تطوير شبكة الطرق والسكك الحديدية وشبكات الترام والحافلات السريعة في المدن الكبرى، فضلا عن الاستثمارات في البنية التحتية للطاقة والمياه”.
واعتبر تقرير المصدر عينه أن المشاريع المذكورة شكلت “الدعائم الأساسية لتحديث البلاد، وأحدثت أثرا عميقا على التصنيع والتطور الاقتصادي في المغرب”، مؤكدا أن المملكة “نجحت في تنويع اقتصادها، والتحول إلى اقتصاد أكثر تصنيعا وتقدما تكنولوجيا، بحيث أصبح قطاع صناعة السيارات ركيزة أساسية، خاصة مع وجود مصنعين تابعين للمصنعين العالميين رونو وستيلانتيس، وبلوغ صادرات القطاع 111 مليار درهم، وهو ما مثل حوالي 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي”، وأضاف: “شهدت صناعة الطيران أيضًا نموًا ملحوظًا، ما جذب استثمارات من كبرى الشركات الأجنبية مثل بوينغ وسافران”.
وفي سياق آخر أوضح تقرير الوكالة أن المغرب في ظل حكم الملك محمد السادس شهد تطورا ملحوظا على المستوى الاجتماعي، بفضل البرامج والإصلاحات المستهدفة، مشيرا إلى أنه في مجال الصحة “ساهم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض (AMO) ونظام المساعدة الطبية (RAMED) وإصلاحات أخرى في تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية؛ إذ بلغ عدد المستفيدين من ‘راميد’ 11 مليون شخص عام 2022″، فيما شهدت فترة الجائحة “تعبئة وطنية مكثفة تحت قيادة محمد السادس، ما مكن من تلقي 23.4 مليون شخص الجرعة الثانية من اللقاح”.
وفي ما يخص التعليم رصدت “إيكوفين” أن ميزانية القطاع بالمغرب “ارتفعت سنويًا بنسبة 7.15% بين عامي 2001 و2013″، مشيرة إلى أن الرؤية الإستراتيجية لإصلاح التعليم التي أقرتها المملكة سنة 2015 “استهدفت تحسين الأداء التعليمي، مع التركيز على إدماج الفتيات والمساواة في الفرص”.
وعلاقة بتقليص الفجوات بين الجنسين ذكرت الوكالة أيضا أن إصلاح المغرب مدونة الأسرة سنة 2004 وإقراره البرنامج الوطني المندمج للتمكين الاقتصادي للنساء سنة 2020 ساهما في “تقدم كبير” في هذا الإطار، معتبرة أن إشراف الملك منذ عدة شهور على المشروع الحالي لتعديل المدونة يدخل في إطار التزامه بالروح الإصلاحية.
وعلى صعيد آخر أوضحت الوكالة أن المغرب في عهد الملك محمد السادس ظلّ وجهة ثقافية وروحية بارزة؛ إذ “جذب عددًا متزايدًا من السياح، فقد انتقل من 2.4 مليون عام 1999 إلى 14.5 مليون عام 2023، بفضل الاستثمارات في البنية التحتية الثقافية والسياحية، وإنشاء وتوسيع المهرجانات والفعاليات الثقافية”.
وهي تستعرض البنية التحتية الثقافية للمملكة أشارت “إيكوفين” إلى “المسرح الكبير في الدار البيضاء، الذي صممته المهندسة العراقية زها حديد، ومتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر في الرباط”، موردة أن الحكومة استثمرت في ترميم المعالم التاريخية، مثل المداخل القديمة بالمدن المدرجة ضمن التراث العالمي لليونسكو، كفاس ومراكش وتطوان.
ولفت المصدر ذاته في سياق جرده المبادرات التي حفزت السياحة والاقتصاد المحلي المغربي إلى الدور الحيوي للمهرجانات في الترويج للثقافة المغربية، مشيرا إلى “قيّام مهرجان الفيلم الدولي بمراكش، الذي أُسس عام 2001، بجذب النجوم الدوليين، وتعزيز مهرجان فاس للموسيقى المقدسة من جميع أنحاء العالم الحوار بين الثقافات والأديان”.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News