“منبت الأحرار” .. كتاب يكشف دوافع علي الصقلي في نظم النشيد الوطني

ترد قصةُ اعتماد النشيد الوطني المغربي الذي نظمه الشاعر البارز الراحل علي الصقلي في كتاب يقرأ تجارب شعرية مغربية، من بينها تجربة كاتب النشيد الوطني، صدر عن منشورات النادي الجراري، أعرق النوادي الثقافية المغربية.

“صوت الشعر والشاعر – إضاءات بلون الوجدان والاعتراف” كتاب للباحث مصطفى الجوهري، يهتم بشخصيات شعرية مغربية وأخرى تمغربت؛ من بينها: محمد بن الراضي، ومحمد حكم، وعبد الله بن العباس الجراري، وعبد اللطيف أحمد خالص، ومصطفى الشليح، وعبد العزيز عثمان التويجري، والحسن الحسيني، وحمادي التونسي.

وكتب مصطفى الجوهري أن الشاعر عليًّا الصقلي “صاحب إنتاج شعري غزير، ترك دواوين شعرية كثيرة، أكثر من 41 ديوانا أغلبها لم يرَ النور بعد”، وهو “واحد من شعراء المغرب الكبار” وقال فيه الأكاديمي البارز الراحل عباس الجراري المعروف بـ”عميد الأدب المغربي”: “فاْهنأ أخي بالتاج رُصع لؤلؤا… ولأنت بالإجماع أنت الأشْعر”.

وأضاف الكاتب أن الشاعر، الذي اعتقله الاحتلال الأجنبي مرتين وحكم عليه بالسجن ونفاه إلى إقليم بولمان وقلبه بين قضبان مدن متعددة بسبب مشاركته يافعا في “مظاهرات فاس” ثم في “انتفاضة ثورة الملك والشعب”، عُرف وهو ما قبْل سن الشباب بنظمه الشعر الذي يبكي حال أمته المغربية ويفضح خونتها وعداها؛ بل سبق أن حُكم بسنة سجنا لقراءته بمبادرة فردية قصيدة وطنية نظمها، إثر صلاة جمعة بجامع الأندلس في العاصمة العلمية.

هذا الشاعر استجاب للمباراة التي فتحتها وزارة الشباب والرياضة في عهد الوزير بدر الدين السنوسي، بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني، لاستقبال قصائد “من يأنس في نفسه الاستعداد لتأليف كلمات نشيد وطني”، شرط مطابقة كلماته بلحن محدد سالفا.

وخضع “إبداع الشاعر علي الصقلي لتقييم لجنتين”، وفق كتاب الجوهري، ضمت إحداهما “كبار الفنانين أمثال أحمد البيضاوي، وعبد القادر الراشدي، وعبد الوهاب أكومي”، وضمت الأخرى “كبار الأدباء والمثقفين، وهم: محمد الفاسي، ومحمد المكي الناصري، والحاج محمد اباحنيني، وعبد الهادي بوطالب، وبدر الدين السنوسي”.

وتابع: “اتفق هؤلاء الفطاحل وأجمعوا على موافقتهم الكاملة على النشيد المكتوب. إلى جانب أعضاء اللجنتين تحت إشراف الملك الحسن الثاني، الذي كان له رأي آخر أو ملاحظة على كلمة وردت في أحد الأبيات: مقترحا اعتماد كلمة أخرى رآها هي المناسبة، وهي كلمة ‘ذكْر كل لسان’، عوض ‘عطْر كل لسان’، فثبتت في النص كلمة ذكر عوض عطر”.

وهكذا، ذكر الجوهري، وُلد “نشيدٌ وطني مغربي يردده ليس فقط أبناء الوطن، بل يتردد في المحافل والمناسبات الدولية”، وصار “رمز الأمة المغربية”، بعدما نظمه الشاعر علي الصقلي، الراحل في سنة 2018؛ وتوفق “في انتقاء كلماته العذبة، وعباراته الصافية التي تنفذ إلى القلب”، مع “براعة دقيقة في التوفيق بين اللحن الموضوع، والكلام الموزون بذوق رفيع”.

Exit mobile version