“نتائج متواضعة” تلك التي حصدها الرياضيون المغاربة في أولى أيام أولمبياد باريس. ومازالت الميداليات غائبة إلى حدود الساعة، وسط انتقادات ومخاوف من تكرار السيناريوهات الصفرية السابقة.
وتظهر نتائج يومي السبت والأحد الماضيين، وبداية اليوم الإثنين، حضور الإقصاء مقابل الفوز بالميداليات. ومن جهة أخرى تبقى الآمال معلّقة على الرياضيين المتبقين ضمن غمار المنافسة؛ وكل هذا يعيد إلى أذهان نشطاء مغاربة، وخبراء رياضيين، سيناريوهات نسخ الأولمبياد السابقة.
ومن جهة أخرى عادت من جديد موجة انتقادات نشطاء مغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقال أحدهم: “نتائج الرياضيين المغاربة في أولمبياد باريس إلى حد الآن يقصى/ تقصى؛ تهزم/ ينهزم؛ يخرج/ تخرج”.
وفي المقابل طرح خبراء في المجال الرياضي ضرورة استحضار هاجس صعوبة الألعاب الأولمبية في ظل “غياب التخصص المغربي”، ومن جهة “استعجال ربط المسؤولية بالمحاسبة”.
وقال عزيز بلبودالي، خبير رياضي، إن “النتائج في هذه الأيام الأولى كانت كارثية بشكل واضح، وتعيد للأذهان السيناريوهات السابقة التي كانت مؤلمة بالنسبة للمغاربة”.
وأضاف بلبودالي، في تصريح لجريدة النهار، أن “هذه النتائج لم تعد مقبولة في المغرب الحالي، الذي وضع استثمارات ضخمة في المجال الرياضي، ويمتلك مؤهلات علمية رياضية مشهود لها، مقابل تحقيق دول ليست لها الإمكانيات نفسها ميداليات في هذه الأيام”.
وتابع المتحدث ذاته: “هذه النتائج تضعنا أمام سؤال استمرار بعض الوجوه في تسيير بعض الجامعات الرياضية، وكأن المملكة المغربية ليست بها كفاءات رياضية علمية”، مؤكدا أن “هذه النتائج المحققة، التي تشبه النسخ الماضية، تبين أن التسيير العشوائي مستمر، ويغيب استحضار المجال العلمي الدقيق لإعداد وتكوين الرياضيين”.
واعتبر الخبير الرياضي ذاته أن “المشاركة في الأولمبياد وحدها ليست بإنجاز”، موضحا أن “مغرب اليوم تجاوز هذا الوضع، ويجب بعد نهاية الأولمبياد وحتى لو تم تحقيق ميدالية ذهبية أن يجلس المشرفون على الشأن الرياضي لبحث الأسباب الحقيقية، ومحاسبة المسؤولين عن هذه النتائج”.
“الرياضيون ليسوا المسؤولين، هم يقدمون ما لديهم، العيب على السياسة الرياضية الأولمبية التي يعيشون في ظلها”، يورد الخبير الرياضي عينه، مشيرا إلى أن “الرياضة بشكل عام فيها الخسارة والفوز، لكن أن يتكرر الفشل دائما أمر لم يعد مقبولا”.
على صعيد آخر قال هشام رمرم، خبير رياضي، إن “الأولمبياد منافسات شديدة وصعبة، والمغرب ليس متخصصا في هذا المجال، وليست له سياسة واضحة فيه”.
وأضاف رمرم لجريدة النهار أن “التقليل من الرياضيين الذين فشلوا في هذه الأيام غير مقبول، فوصولهم إلى هذه المنافسات هو في حد ذاته إنجاز كبير”، مستدركا بأن “النتائج المتواضعة مقارنة بدول أخرى مثل تونس أو مصر تستوجب منا فعلا إعادة النظر والبحث الكثيف”، وزاد: “هنالك جامعات رياضية تجتهد ولم تتطور، والمثير للانتباه هو أنه في تخصص الملاكمة لاحظنا حضور النساء فقط، وهذا تراجع كبير بسبب غياب العنصر الذكوري”.
وأوضح الخبير الرياضي عينه أن “عوامل أخرى تساهم في تحقيق المغرب هذه النتائج. على سبيل المثال تركيزه الكبير على كرة القدم، وأيضا نسبة المشاركة، رغم أن هذه القاعدة كسرتها دول مثل تونس التي تحقق ميداليات رغم تواضع عدد سكانها، في حين أن مصر تكرّس هذا الأمر”.