قال لياو مين، نائب وزير مالية الصين، إن القدرات الصناعية لبلاده تساعد العالم في مكافحة التغير المناخي، وفي جهود احتواء التضخم، في رد على انتقاد وزيرة الخزانة الأمريكية للطاقة التصنيعية المفرطة للصين.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن لياو قوله فى مقابلة حصرية معها في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، نشرتها السبت: “على مدار عقود كانت الصين قوة لخفض معدلات التضخم في العالم، عبر توفير المنتجات الصناعية بجودة عالية، وأسعار ملائمة”.
وكان لياو يشارك في اجتماعات وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية في الدول الأعضاء في مجموعة العشرين بالبرازيلن وأضاف: “هي توفر الآن البضائع الخضراء للعالم، فيما تسعى الدول إلى تحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030″.
وأوضح لياو أن الطلب العالمي على السيارات الكهربائية سوف يتراوح بين 45 مليون و75 مليون سيارة بحلول ذلك الحين، وهو ما يتجاوز بكثير الطاقة الإنتاجية للعالم، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
وجاءت مقابلة المسؤول الصيني مع بلومبرغ أمس الجمعة بعد يوم من تعهد يلين بـ”مواصلة الضغط على الصين للنظر في نموذج الاقتصاد الكلي الخاص بها”.
وتواجه الصين حواجز تجارية متنامية من الاقتصادات المتقدمة، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسط انتقاد للإفراط في الإنتاج الصناعي الصيني، وتداعيات ذلك على القطاعات الصناعية والشركات.
ويمضي الاتحاد الأوروبي قدما صوب فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية القادمة من الصين، في حين هدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب- المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة- بفرض رسوم بقيمة 50%، أو أكثر، على واردات السوق الأمريكية من البضائع الصينية حال فوزه بالانتخابات المقررة في نوفمبر 2024.
وكانت بعض الدول النامية، مثل تركيا والبرازيل، فرضت رسوما جمركية على وارداتها من المنتجات الصينية، بما يشمل الصلب والسيارات، رغم أن هذه الدول لم تنتقد السياسة الصناعية للصين بالقدر نفسه.
وأوضح نائب وزير المالية الصيني أنه في وقت تهتم بكين بمخاوف الشركات الرئيسية بشأن فائض التصنيع فإنها معنية بالتهديدات التجارية، مثل الرسوم.
وأوضح لياو، الذي كان عضوا ضمن فريق التفاوض الصيني بشأن الحرب التجارية مع أمريكا خلال رئاسة ترامب السابقة: “يجب علينا التواصل، على نحو صريح، في ما يتعلق بقواعد اقتصاد السوق والوقائع الحقيقية”.
وزار لياو الولايات المتحدة من قبل، حيث التقى ترامب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض؛ كما استقبل يلين عندما زارت الصين خلال أبريل الماضي.
وانتقدت وزارة الخزانة الأمريكية الإستراتيجية الاقتصادية للصين، واصفة إياها بأنها تشكل “تهديدا لاستمرار الشركات والعمال في أنحاء العالم”.
وبحسب بلومبرغ دعا محافظ البنك المركزي الألماني (بوندسبنك) يواخيم نيجل البرازيل إلى الحفاظ على علاقاتها القوية مع الدول الغربية، بدلا من الرهان على الصين، بشكل حصري، لتعزيز النمو الاقتصادي لديها.
ونقلت الوكالة عن كبير مستشاري الاقتصاد لدى الحكومة الهندية، فينكاترامانوقال أنانثا ناجيسواران، القول إن مسألة الإفراط في التصنيع لدى الصين لم تطرح خلال أي محادثات ثنائية أجراها الوفد الهندي في اجتماعات مجموعة العشرين، ورغم ذلك أقر بأن الأمر يشكل “قضية مهمة” لبلاده.