حجوزات الخزينة تربك استفادة وحدات فندقية من برامج التمويلات العمومية
تهاطلت الإشعارات للغير الحائز (ATD) على الحسابات البنكية لوحدات فندقية بعدد من المدن السياحية، على رأسها مراكش، بعدما سلكت مصالح الخزينة العامة للمملكة مساطر التحصيل الجبري لمستحقات الرسم على الإقامة بالمؤسسات السياحية، التي يتعين على كل فندق أو مؤسسة للإيواء السياحي تحويله للخزينة عن كل ليلة مبيت، وتتراوح قيمته بين 10 دراهم و25 درهما، حسب تصنيف كل فندق.
وعلمت جريدة النهار من مصادر مهنية أن الأمر يتعلق بالحجز على موجودات حسابات بنكية من أجل تحصيل متأخرات ضريبية على فنادق تجاوز بعضها سقف 100 مليون سنتيم، بإضافة غرامات التأخير، مؤكدة أن عددا من أرباب الوحدات الفندقية ومؤسسات الإيواء السياحي لجؤوا إلى والي جهة مراكش- آسفي من أجل طلب مساعدته لإيجاد حل لتسوية وضعيتهم الجبائية، والإفراج عن حساباتهم البنكية، بعدما تضررت معاملاتهم اليومية مع الموردين والزبائن بسبب الحجوزات المنجزة في حقهم.
وأضافت المصادر ذاتها أن مطالب المهنيين إلى والي جهة مراكش وولاة بجهات أخرى همت الإعفاء من غرامات التأخير الخاصة بأداء الرسم على الإقامة بالمؤسسات السياحية، التي يعود بعضها إلى سنة تفشي جائحة كورونا، موضحة أن هذا الوضع حرم عددا كبيرا من المقاولات السياحية من الحصول على “شهادات التسوية الجبائية” (Attestation de régularité fiscal)، التي تعتبر حاسمة في تقديم ملف طلب الاستفادة من برامج التمويل والدعم القطاعية، خصوصا برنامج “كاب هوسبيتاليتي” الذي فتح باب التسجيل فيه عبر المنصة الإلكترونية للشركة الوطنية للهندسية السياحية (SMIT) منذ منتصف الشهر الجاري، ويغطي 2024 و2025.
وأفاد حميد بنطاهر، رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، في تصريح لجريدة النهار، بأن “شهادات التسوية الجبائية” ضرورية من أجل الاستفادة من أي برنامج دعم أو تمويل قطاعي، موضحا أن كل برنامج له أهداف محددة، وبالتالي فـ”كاب هوسبيتاليتي” يتوجه إلى الوحدات الفندقية والمؤسسات السياحية التي تنشط في وضعية سليمة، وتسعى إلى تحديث بنياتها، مؤكدا وجوب تواصل المهنيين مع الكونفدرالية من أجل إيجاد حل لمشاكلهم الضريبية، خصوصا أن الهيئة التمثيلية عقدت اجتماعات مع مسؤولي المديرية العامة للضرائب والخزينة العامة للمملكة خلال فترة كورونا لاحتواء تداعيات الجائحة على أنشطة القطاع.
وكشفت المصادر نفسها مواجهة عدد مهم من الوحدات الفندقية ومؤسسات الإيواء السياحي ديونا ثقيلة، عبارة عن أقساط غير مسددة من قروض برامج “ضمان أوكسجين” و”ضمان إقلاع”، وكذا متأخرات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، موضحة أن المهنيين قلقون حاليا من مشروع القانون قيد المناقشة في البرلمان الذي يتيح للصندوق على غرار مؤسسات عمومية إمكانية تفعيل مسطرة الحجز للغير الحائز عند تحصيل الديون الاجتماعية، ما يهدد التوازن المالي لعدد كبير من المقاولات السياحية مستقبلا.
يذكر أن برنامج “كاب هوسبيتاليتي”، الذي يشترط الإدلاء بـ”شهادات التسوية الجبائية”، يستهدف جميع مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة في المملكة، التي لم يتم تجديدها خلال السنوات الخمس الماضية، ويغطي مجموعة واسعة من الخدمات، بما في ذلك أعمال التجديد، وشراء الأثاث والمعدات، وشراء مؤسسة إيواء سياحي مصنفة مرفوقة ببرنامج تجديد، وتنفيذ برامج النجاعة الطاقية، وغيرها، فيما يغطي قرض البرنامج جميع الاستثمارات التي تتراوح بين 3 ملايين و100 مليون درهم، بفترة استحقاق تصل إلى 12 سنة، مع أجل تأخير لمدة سنتين.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News