تفاصيل اتفاق الفصائل الفلسطينية على إنهاء الانقسام وتشكيل “حكومة وطنية”

اتفق ممثلو الفصائل الفلسطينية في ختام جولة الحوارات التي عقدت في العاصمة الصينية بكين على توحيد الموقف الفلسطيني في إطار منظمة التحرير، لمواجهة “حرب الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي وإنهاء الانقسام بما يحقق طموحات شعبنا في الوحدة والحرية والاستقلال الوطني”.

ووفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، اليوم الثلاثاء، رحب ممثلو الفصائل في ختام جولة الحوارات التي عقدت بدعوة من جمهورية الصين الشعبية برأي محكمة العدل الدولية، الذي أكد عدم شرعية الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي على أرض دولة فلسطين وضرورة إزالته بأسرع وقت ممكن، وأكدوا الالتزام بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس طبقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، و”رفض محاولات تهجير شعبنا من أرضه، والتأكيد على عدم شرعية الاستيطان والتوسع الاستيطاني، وفقا لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ورأي محكمة العدل الدولية”.

ودعا المجتمعون إلى العمل على “فك الحصار عن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإيصال المساعدات الطبية والإنسانية دون أي شروط أو قيود”.

وحيت الفصائل “صمود الشعب في مواجهة حرب الإبادة الجماعية، التي عززت مكانة القضية الفلسطينية وأفشلت محاولات تصفيتها”؛ كما حيت كل القوى والدول وحركات التضامن الطلابية والشعبية والنقابية التي تساند نضال الشعب الفلسطيني ميدانيا وسياسيا، وقانونيا ودبلوماسيا.

وأعرب المجتمعون عن تقديرهم الكبير للجهود التي تبذلها جمهورية الصين الشعبية انطلاقا من دعمها حقوق الشعب الفلسطيني، وحرصها على إنهاء الانقسام وتوحيد الموقف الفلسطيني؛ كما أكدوا على “تمكين الأشقاء العرب والأصدقاء في جمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحادية من مواصلة الجهود الدولية لعقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة والمنصفة لحقوق شعبنا، تحت مظلة الأمم المتحدة ورعايتها وبمشاركة دولية وإقليمية واسعة”.

وكان رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس، عضو المكتب السياسي حسام بدران، أكد أن إعلان بكين خطوة إيجابية إضافية على طريق تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتأتي أهميته من حيث المكان والدولة المضيفة.

وقال بدران في تصريح صحافي: “نحن نتحدث عن جمهورية الصين الشعبية بوزنها الدولي وموقفها الثابت الداعم للقضية الفلسطينية”، معبرا عن تقديره العالي للجهود الكبيرة التي بذلتها الصين للوصول إلى هذا الإعلان، وهي تتحرك في هذا المسار للمرة الأولى بثقلها ومكانتها، وهذا أمر “نحتاجه نحن كفلسطينيين لمواجهة سياسة التفرد التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية في ما يخص القضية الفلسطينية”، وزاد: “الإدارة الأمريكية تقف ضد أي توافق وطني فلسطيني داخلي، ومنحازة تماماً؛ بل وشريكة للاحتلال في جرائمه ضد شعب فلسطين”.

وأضاف المتحدث ذاته: “هذا الإعلان يأتي في توقيت مهم حيث يتعرض شعبنا لحرب إبادة، خاصة في قطاع غزة”، منوها بأن البيان الرسمي الذي تم توقيعه من الفصائل واضح المضامين؛ كما قال إن “المجتمعين في بكين وجهوا التحية لشعبنا الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، على هذا الصمود والثبات، وأعربوا عن تقديرهم للمقاومة الفلسطينية التي تمارس حقنا الطبيعي في مواجهة الاحتلال”.

وأوضح بدران أنه تم التوافق على المطالب الفلسطينية المتعلقة بـ “إنهاء الحرب والعدوان الهمجي”، وهي وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، والإغاثة وإعادة الإعمار، ونبه إلى أن “أهم نقاط الاتفاق كانت على تشكيل حكومة توافق وطني فلسطيني تدير شؤون شعبنا في غزة والضفة، وتشرف على إعادة الإعمار، وتهيئ الظروف للانتخابات، وهذا كان موقف حماس الذي دعت إليه وعرضته منذ الأسابيع الأولى للمعركة”.

وأكد المتحدث أن “هذا الحل من وجهة نظرنا يمثل الحل الوطني الأمثل والأنسب للوضع الفلسطيني بعد الحرب، وهذا يضع سداً منيعاً أمام كل التدخلات الإقليمية والدولية التي تسعى لفرض وقائع ضد مصالح شعبنا في إدارة الشأن الفلسطيني بعد الحرب”.

وأفاد بدران بأن “المجتمعين في بكين شددوا على التصدي لمؤامرات الاحتلال وانتهاكاته المستمرة في المسجد الأقصى المبارك، ومحاولات التهويد للمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، والتأكيد على الإسناد الكامل للأسرى والأسيرات في سجون العدو الذي يمارس عليهم وحشية وظروف سجن لا ترقى لأدنى الحقوق الإنسانية والقانونية”.

Exit mobile version