رغم الإعفاء من التأشيرة .. الوجهة التايلاندية تفشل في إغراء السياح المغاربة

مع إعفاء مملكة تايلاند المغاربة من تأشيرة الدخول في سياق خطة حكومية لجذب السياح عبر العالم هذا الصيف، رصدت بعض من وكالات الأسفار إحجام الزبناء عن هذه الوجهة بسبب المخاوف التي زرعها فيهم ملف “مغاربة ميانمار”.

وأعلنت سفارة تايلاند بالمملكة المغربية، في وقت سابق، عن إعفاء المواطنين الحاملين للجنسية المغربية وأيضا التونسية من تأشيرة الدخول، ابتداء من تاريخ 15 يوليوز الجاري.

وفي منشور لها عبر حسابها الرسمي بـ”فيسبوك”، أكدت سفارة بانكوك أن “هذه التأشيرة مسموحة لغرض السياحة أو الارتباطات التجارية أو العمل العاجل، وصالحة لمدة 60 يوما من الإقامة بتايلاند”.

وتحاول تايلاند جذب ملايين السياح، ضمن خطة حكومية، أدت، مؤخرا، إلى إعفاء مواطني 93 بلدا من تأشيرة الدخول، وفق تقرير لشبكة “بي بي سي”.

وعلى الرغم من هذا الإعفاء، أكد المصدر ذاته، فإن “هنالك العديد من المخاوف لدى القادمين نحو تايلاند بسبب الأنباء التي راجت حول اعتقال أجانب في معسكرات للاحتيال الرقمي بميانمار”.

وأشارت بعض المصادر المهنية بقطاع وكالات الأسفار بالمغرب إلى أن السياح المغاربة الذين يرغبون في الذهاب نحو وجهة آسيا مع بداية شهر يوليوز الجاري “يحجمون عن وجهة تايلاند بسبب ملف (مغاربة ميانمار)، وتبقى وجهات أخرى على غرار ماليزيا هي التي يذهبون إليها”.

وقال عبد الحق غيور، مسؤول الرحلات الدولية بإحدى وكالات الأسفار بمدينة تمارة، إن “الطلب على وجهة تايلاند تراجع بشكل حاد هذه السنة مقارنة بـ2023، بسبب ملف مغاربة ميانمار”.

وأضاف غيور، في تصريح لجريدة النهار، أن الزبناء الذين يطلبون وكالته بالسفر نحو آسيا “تنحصر وجهاتهم على ماليزيا.. وعلى الرغم من إخبارهم بأن تايلاند أصبحت بلا تأشيرة، نرصد مخاوفهم الأمنية”.

وقد أدى إحجام المغاربة عن وجهة تايلاند إلى إلغاء الوكالة سالفة الذكر خططها للحجوزات والفنادق بمملكة تايلاند، والتركيز على السوق الماليزية، وفق المتحدث ذاته.

وزاد: “في العام الماضي، حصلنا على مسافرين نحو تايلاند، على الرغم من أنها كانت بالتأشيرة. وهذه السنة هناك تراجع حاد نحو هذه الوجهة، خاصة أن هذه الفترة معروفة بتوافد الطلبات”، مشددا على أن “السبب الرئيسي ليس التكلفة أو تضرر القدرة الشرائية بقدر ما هو ملف اختطاف مغاربة من تايلاند ونقلهم نحو ميانمار للعمل في عمليات الاحتيال الرقمي”.

وفي الخامس من يوليوز الجاري، تم الإفراج عن مغاربة كانوا محتجزين في مراكز الاحتيال الرقمي بميانمار.

وعلى صعيد آخر، كشف محمد السملالي، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات وكالات الأسفار بالمغرب، وجود ركود كبير في طلبات السياح المغاربة على وجهة تايلاند؛ وهو الحال “لدى جميع الوجهات الخارجية”.

وأضاف السملالي لجريدة النهار أن حالة الركود “واضحة” في مجال الأسفار هذا الموسم مع دخول شهر يوليوز، مؤكدا أن “الأسباب تتجاوز مخاوف المغاربة الأمنية من الذهاب نحو تايلاند، لتصل إلى تردي القدرة الشرائية”.

ولفت المتحدث عينه إلى أن “سفر المغاربة للخارج محدود هذا الموسم في وكالات الأسفار، ويوجد في حالات فردية بالنسبة للميسورين”.

ومنذ جائحة، أورد السملالي أن “الطلب على الوجهات الآسيوية عموما تضاءل، بفعل ارتفاع أسعار المبيت ورحلات الطيران، ولا تقل التكلفة حاليا عن 30 ألف درهم”.

ومع إعلان إعفاء المغاربة من تأشيرة تايلاند، تصاعدت عروض السفريات من صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتقدم الرحلات بأسعار محددة.

وحذّر المتدخلان سالفا الذكر المغاربة الذين يفكرون في زيارة تايلاند أو أية وجهة أخرى من “الوقوع في عمليات النصب؛ مع التأكد من اسم الوكالة، وهل هي بالفعل موجودة ولا تقدم خدمات وهمية”.

Exit mobile version