اختيار فانس يدعم سياسة “أمريكا أولا”

سجل الكاتب السياسي الأمريكي جاكوب هيلبرون، رئيس تحرير مجلة ناشونال أنتريست الأمريكية، أنه قد تلاشى تصور أن دونالد ترامب سوف يتبع نهجا أكثر لطفا وهدوءا في السباق الرئاسي؛ فمن خلال اختياره جيه دي فانس ليكون نائبا له، أكد ترامب التزامه بسياسة “أمريكا أولا” والحرب ضد اليسار الليبرالي. ومن المرجح أن يترك اختياره لفانس – وهو في التاسعة والثلاثين من عمره (نفس عمر ريتشارد نيكسون عندما اختاره دوايت أيزنهاور ليكون نائبا له في الانتخابات الرئاسية عام 1952)- بصمة دائمة على الحزب الجمهوري. لكن هل سيساعد (هذا الاختيار) في ضمان فوز ترامب في نونبر؟

وقال هيلبرون، الباحث البارز غير المقيم في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، في تحليل نشرته مجلة ناشونال أنتريست، إن فانس، مثل عدد ليس بقليل من الجمهوريين، مر بمرحلة تحول، من التفكير بشأن ما إذا كان ترامب هو “هتلر أمريكا” إلى مساعد للرئيس السابق. ولم يتم اختيار مؤلف كتاب “مرثية هيلبيلي”، الأكثر مبيعا على المستوى الوطني، لإلقاء كلمات رثاء؛ ولكن لولائه الثابت، سواء كان الموضوع هو الدفاع عن دور ترامب في أحداث السادس من يناير أو التخلي عن أوكرانيا. وبعد محاولة اغتيال ترامب، أكد فانس على الفور “(حادث) اليوم ليس حادثا منفردا. إن الفرضية الرئيسية لحملة (الرئيس جو) بايدن هو أن الرئيس دونالد ترامب فاشي مستبد يجب إيقافه بأي ثمن. وقد تسبب هذا الخطاب بشكل مباشر في محاولة اغتيال الرئيس ترامب”.

وأضاف هيلبرون أنه فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، يعد فانس مفسرا مخلصا لمبادئ “أمريكا أولا”. وقد أشار ويليام روجر، الذي رشحه ترامب سفيرا له إلى أفغانستان في أواخر رئاسته، إلى أن “هذا فوز كبير للواقعية وضبط النفس في السياسة الخارجية الأمريكية. وقد كان السيناتور فانس صوتا قويا لمزيد من الحذر في طريقة تعاملنا مع العالم”. وقد اختار ترامب شخصا، على عكس السيناتور ماركو روبيو أو السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، لا يشعر بأي ندم بشأن إنهاء الدعم الأمريكي لأوكرانيا.

وكتب فانس، في مقال افتتاحي في صحيفة نيويورك تايمز، أن “البيت الأبيض قال مرارا وتكرارا إنه لا يمكن أن يتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هذا موقف سخيف. إدارة بايدن ليس لديها خطة قابلة للتطبيق لكي ينتصر الأوكرانيون في هذه الحرب. وكلما أسرع الأمريكيون بمواجهة هذه الحقيقة، كلما تمكنا بشكل أسرع من إصلاح هذه الفوضى والتوسط لتحقيق السلام”. ولن يتورط فانس في صراع بالنيابة عن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بل على العكس، من المرجح أن يشجع فانس ترامب على إبطال المادة الخامسة من ميثاق الحلف (والتي تنص على أن الحلف ملتزم بالدفاع عن إحدى الدول الأعضاء فيه حال تعرضها للاعتداء). كما أن فانس، الذي خدم في العراق، مؤيد قوي لإسرائيل. وخلال حديث لمعهد كوينسي في ماي، أشار إلى “إنه أمر غريب أن تفترض هذه المدينة أن إسرائيل وأوكرانيا هما نفس الشيء تماما. إنها ليسا كذلك بالطبع، وأعتقد أنه من المهم أن يتم تحليلها في مجموعات منفصلة”.

وعلى الصعيد المحلي، أشار هيلبرون إلى أن فانس دعا إلى تطهير الخدمة المدنية وشغلها بالموالين لترامب. وفي مقابلة في شتنبر 2021، مع مضيف البودكاست جاك ميرفي، قال فانس: “أعتقد أن ما يجب أن يفعله ترامب، وكأنني أقدم له نصيحة، هو أن يقيل كل شخص بيروقراطي في المستوى المتوسط، كل موظف حكومي في الإدارة، واستبدالهم بالموالين لنا، وعندما توقفك المحاكم؛ لأنه ستتم إحالتنا إلى المحاكم، قف أمام الدولة مثلما فعل أندرو جاكسون، وقل إن كبير مسؤولي العدالة أصدر حكمه، الآن دعوه ينفذه”.

واختتم هيلبرون تحليله بالقول إن فانس لم يخف إعجابه بفيكتور أوربان، رئيس الوزراء المجري. وبصفته نائبا للرئيس، سيعزز غرائز ترامب لتأسيس جمهورية أمريكية جديدة بالصورة التي تروق له. لقد أوضح ترامب مجددا، من خلال اختيار فانسن، المخاطر في انتخابات نونبر. إنه لا يسعى، ببساطة، إلى هزيمة الرئيس بايدن؛ وإنما إلى سحقه.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News
زر الذهاب إلى الأعلى