ترامب يقبل التزكية الانتخابية للحزب الجمهوري على وقع الترنح في “حملة بايدن”

توقع الرئيس السابق دونالد ترامب، أمس الخميس، “انتصارا مذهلا” في خطاب قبول تفويض الحزب الجمهوري له لخوض الانتخابات الرئاسية، مدفوعا بنجاته من محاولة اغتيال وبترنح حملة منافسه جو بايدن.

وقال ترامب (78 عاما) في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ميلووكي: “سنحقق انتصارا مذهلا وسنبدأ أعظم أربع سنوات في تاريخ بلادنا”.

وهذا أول خطاب لترامب منذ أطلق شاب يبلغ 20 عاما النار عليه خلال تجمع انتخابي نهاية الأسبوع الماضي، ما أدى إلى إصابته في الأذن اليمنى ومقتل أحد الحاضرين.

وفي سرده المفعم بالمشاعر لوقائع إطلاق النار، قال ترامب: “الله كان إلى جانبي”، ودعا الحضور إلى دقيقة صمت تكريما لروح الإطفائي، كوري كومبيراتوري، الذي قتل في الهجوم. وأمام حشد صامت، قبّل خوذة رجل الإطفاء على المنصة.

واعتلى ترامب المسرح على وقع هتافات “يو إس إيه” (الولايات المتحدة الأميركية) التي أطلقها حشد أغدق على مدى أسبوع على الرئيس الجمهوري السابق بأوصاف تضعه في مصاف الآلهة.

وكان من بين الحضور، نجم المصارعة الحرة في الثمانينات هالك هوغان، والإعلامي المحافظ الشهير المؤيد لنظريات المؤامرة تاكر كارلسون الذي وصف نجاة ترامب باللحظة التاريخية.

وقال كارلسون إن ترامب أصبح بعد محاولة الاغتيال “زعيم الأمة”.

وفيما قيل إن خطاب ترامب سيشكل بداية نهج أقل سخطاً وأكثر سعيا إلى وحدة الصف، عاد الملياردير الجمهوري سريعا إلى وصف الوضع في الولايات المتحدة بأنه كارثي ويحتاج إلى عملية إنقاذ.

ووعد باستكمال بناء جدار عند الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وقال إن “غزو” المهاجرين جلب “الدمار” و”البؤس” إلى “أمة في حالة تدهور”.

وتعهد بوضع حد لإنفاق بايدن الضخم على مكافحة تغير المناخ، واصفا ذلك بأنه “عملية احتيال”.

وعاد إلى اتهام الديمقراطيين بالتزوير في خسارته أمام بايدن في انتخابات 2020. ورغم وعود مساعديه بألا يذكر ترامب اسم بايدن في الخطاب، إلا أن المرشح الجمهوري أشار إلى خصمه و”الضرر” الذي أحدثه.

“منقذ الديمقراطية”

رغم ما طاله من فضائح وإجراءات عزل بسبب محاولته قلب نتائج انتخابات 2020، وإدانته في 34 جناية في ماي في محاكمة جنائية في نيويورك، تواصل شعبية ترامب الارتفاع في استطلاعات الرأي التي تسبق انتخابات نونبر.

والآن، مع اصطفاف الجمهوريين دعما له أكثر من أي وقت مضى، فإنه متفائل بعودة صادمة إلى السلطة.

وفي مواجهة اتهامات بأنه ينوي الحكم كزعيم استبدادي، شدد ترامب على أنه “الشخص الذي ينقذ الديمقراطية”، واعتبر التحقيقات الجنائية التي تطاله “مطاردة شعواء”.

ودعا إلى عدم “تجريم المُعارضة أو شيطنة الخلافات السياسيّة”.

ويأتي التأييد العارم لترامب في ميلووكي فيما تعصف أزمة كبيرة ببايدن البالغ 81 عاما.

مساء الخميس، بدا أن الحزب الديمقراطي على وشك إجبار الرئيس على الانسحاب وإفساح المجال أمام نائبته كامالا هاريس أو مرشح آخر، وسط تصاعد المخاوف من أن يؤدي تراجع صحته البدنية إلى خسارة في نونبر.

وقال جيسون ميلر، كبير مستشاري ترامب، لوكالة فرانس برس، إن “لا شيء سيتغير جوهريا” بالنسبة لترامب إذا انسحب بايدن.

وكانت عائلة ترامب حاضرة. وأثار ابنه إريك حماسة الجمهور هاتفا: “فايت فايت فايت” (كافحوا).

وحضرت ميلانيا، زوجة ترامب، التي غابت عن معظم فعاليات الحملة الانتخابية. ووصلت على وقع التصفيق لكنها لم تتول الكلام في خروج ملحوظ عن الأعراف السياسية في مثل هذه المناسبات.

فنون قتالية ووعظ

طيلة الأسبوع لم يتوقف أنصار ترامب عن الإشادة بشجاعته منذ الهجوم الذي نفذه مسلح خلال تجمع حاشد في بنسيلفانيا.

ومن بين الذين تحدثوا في المؤتمر صديق ترامب القديم داينا وايت، الرئيس التنفيذي لبطولة ألتيمت فايتيغ للفنون القتالية. وقد حضر ترامب الكثير من مباريات ألتيمت فايتنيغ في سعيه لجذب الناخبين الذكور الأصغر سنا.

وبلهجة مختلفة، قاد الواعظ الإنجيلي فرانكلين غراهام، الذي كان والده مستشارا روحيا للعديد من رؤساء الولايات المتحدة، صلاة مطولة من أجل ترامب.

وفيما لا تزال تداعيات أدائه الكارثي في المناظرة أمام ترامب الشهر الماضي تثقل كاهل بايدن، تظهر استطلاعات الرأي أن الفجوة تتسع تدريجيا في السباق الذي كان متقارب النتائج لفترة طويلة.

وباتت حملة الجمهوريين تتحدث عن فرص ترامب للفوز في معاقل للديمقراطيين مثل مينيسوتا وفيرجينيا.

خلال هذا الأسبوع أيضا اختار ترامب السناتور عن ولاية أوهايو، جاي دي فانس، نائبا له على بطاقته الانتخابية.

والسنتاتور البالغ 39 عاما، مؤلف “هيلبيلي إيليجي”، أحد أكثر الكتب مبيعا يتحدث عن نشأته المتواضعة في أوساط الطبقة العاملة، المنتقد السابق لترامب، أصبح أحد أكبر مؤيديه.

Exit mobile version