لم يتمكن طلبة الطب والصيدلة من تنظيم مسيرتهم “السوداء”، اليوم الثلاثاء، والتي كان من المفترض أن تنطلق من أمام قبة البرلمان باتجاه ساحة باب الأحد، في العاصمة الرباط، وتم الاقتصار على وقفة احتجاجية شارك فيها الآلاف من الطلبة القادمين من مختلف المدن المغربية، لمطالبة وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، بالكف عما وصفوه بـ”التعنت” وافتعال الأزمة،
كما أعلنوا في الوقفة عن تمسكهم بمطالبهم الرامية إلى تحسين جودة التكوينات الطبية وضمان حقوقهم. وصدحت حناجر الطلبة المحتجين بهتافات طغت عليها الحسرة والألم، لضياع 213 يوما من الزمن الجامعي، محملين مسؤولية السنة البيضاء للوزير الوصي، وأكدوا على مواصلة أشكالهم الاحتجاجية إلى غاية تحقيق مطالبهم “المشروعة”، وعلى رأسها إلغاء العقوبات التأديبية والتوقيفات التي طالت ممثلي الطلبة وحل المكاتب والمجالس الطلابية.
وأكدوا في هذا السياق أن إقصاء ممثل الطلبة يعني إقصاء 25 ألف طالب، معلنين الصمود في وجه ما أسموه بـ”السياسات المجحفة” في حقهم، والتي تهدد كفاءة طبيب وصيدلي المستقبل.
وفي هذا السياق، قال محمد فتحي، المنسق الوطني للجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب، في تصريح لـ”الصحراء المغربية”، إن غلق باب الحوار لمدة أربعة شهور أجج التصعيد في صفوف الطلبة، وأطال أمد الأزمة بكليات الطب والصيدلة، معربا عن تنديده بالمقاربة العقابية التي واجهت بها الوزارة الوصية مطالب الطلبة، لا سيما حين قررت عرض ممثلي الطلبة على المجالس التأديبية ومنح نقطة الصفر، ورفض جميع دعوات الطلبة للجلوس إلى طاولة الحوار من أجل انتزاع فتيل الاحتقان.
وأكد فتحي على ضرورة التعجيل بالاستجابة لمطالب الطلبة حتى يشعروا أن هناك “آذانا صاغية” بالفعل لانشغالاتهم، موضحا أن تدهور الأوضاع بكليات الطب والصيدلة العمومية انعكس على نفسية الطلبة، وأدى هذا الأمر ببعضهم إلى مغادرة كلية الطب، بعدما فقدوا الأمل بسبب الضغوطات، وعدم تفاعل الجهات الوصية مع المطالب، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الخطر لا يكمن في السنة البيضاء، وإنما في تأبيد عزيمة ومثابرة جيل بأكمله من الطلبة، وهو ما يعني خسارة أهم عامل من عوامل الارتقاء بالمنظومة الصحية، ألا وهو العامل البشري، داعيا عقلاء الوطن من أجل التدخل بشكل مستعجل لوقف “النزيف” وتمكين الطلبة من العودة إلى الدراسة.