في ظل الأزمة المناخية المستمرة وتوالي سنوات الجفاف بالمغرب، اضطر مجموعة من الفلاحين في مختلف مناطق البلاد إلى اقتلاع الأشجار المثمرة إثر عدم تمكينهم من لدن المراكز الفلاحية المكلفة بالتوزيع من دورات ري نتيجة تراجع حقينة السدود.
وتوجد بالسدود المغربية، 4772 مليون متر مكعب من المياه، حيث تراجعت نسبة الملء إلى 29.6 في المائة مقارنة بنسبة 31 في المائة المسجلة السنة الماضية خلال اليوم نفسه، حسب أرقام وزارة التجهيز والماء.
في هذا السياق، قال عبد الله أبودرار، الأستاذ الباحث بالمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، إن لجوء الفلاحين إلى اقتلاع الأشجار المثمرة “ظاهرة مؤسفة ومؤلمة لاحظتها ميدانيا خلال تنقلاتي في ربوع المملكة، لاسيما في المناطق الجنوبية؛ كالحوز وقلعة السراغنة وحاحا والشياظمة”.
وأشار أبودرار، ضمن تصريح لجريدة النهار، إلى أنه بينما جفّت الأشجار المعتمدة على مياه الأمطار (البورية) كشجرة الأركان المعروفة بمقاومتها للجفاف، باتت الأشجار المسقية معرّضة للاقتلاع كالحوامض “كحل وحيد بالنسبة للفلاح في غياب دورات الري نتيجة عدم التوفر على الكمية الكافية من مياه السدود للمجال الفلاحي”.
وفي المنطقة الشرقية، لاسيما بإقليمي الناظور والدريوش، يخوض الفلاحون، منذ أشهر، “حراكاً” عبارة عن اعتصامات ووقفات احتجاجية ومسيرات بالسيارات والجرارات، من أجل المطالبة بدورة سقي؛ غير أن الجهات المعنية لم تستجب بعد.
من جانبه، قال إبراهيم العنبي، خبير فلاحي، إن لجوء الفلاحين إلى اقتلاع أشجارهم المثمرة “جاء بعد استنفادهم لمجموعة من الحلول المطروحة؛ أهمها حفر الآبار، التي اصطدموا بجفافها نتيجة تراجع الفرشة المائية في أغلب هذه المناطق”.
وأضاف العنبي، في حديث لجريدة النهار، أن مناطق بني ملال ودكالة وملوية تُعد من الأكثر تضرراً من ندرة المياه؛ وهي المناطق التي خسرت، حسبه، النسبة الكبرى من الأشجار المثمرة كالزيتون والحوامض.
وسبق لمحمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن أكد أن المغرب سيفقد، خلال هذا العام، 20 في المائة من المساحات المزروعة بسبب الجفاف.
وأوضح صديقي، في معرضه رده على أسئلة بمجلس المستشارين، أن المساحات المزروعة انخفضت بنسبة 31 في المائة هذا العام مقارنة مع العام الماضي.