مع تصاعد دخان تقنين استخدام الدراجات الكهربائية (التروتينيت) بالشوارع المغربية، من داخل وزارة النقل والتجهيز، يطالب عدد من المستخدمين بـ”توفير مسالك أو معابر” خاصة بهذه الوسيلة الجديدة من النقل.
ويرى المستخدمون الشباب لـ”التروتينيت” أن الشروع في عملية التقنين يبقى “غير مكتمل” والشوارع المغربية أغلبها لا توفّر مسالك خاصة بالدراجات النارية والهوائية.
وبحسب وكالة المغرب العربي للأنباء فقد أعلن محمد عبد الجليل، وزير التجهيز والنقل، هذا الأسبوع، بالبرلمان، عن مشروعي مرسومين يهمّان تعديل المرسومين رقم 2.104.420 و2.104.421، المتعلقين بقواعد المرور على الطرق.
وكانت الأمانة العامة للحكومة أفرجت عن مرسوم من خلال فتح باب التعليق للعموم عليه، يهّم مجموعة من القوانين التي تقدم بها الوزير عبد الجليل لتقنين استخدام الدراجات الكهربائية.
وتهدف الوزارة إلى وضع مجموعة من الشروط التي يتوجب توفرها في الدراجة الكهربائية قبل استخدامها في الشوارع، وفق مشروع المرسوم ذاته، منها: “الإنارة، وجهاز الإنذار…”.
وأصبحت “التروتينيت” تلقى إقبالا كبيرا من قبل الشباب المغاربة في السنوات الأخيرة، باعتبارها “حلا مميزا” للتنقل والهروب من تكاليف الوقود.
وطالب فؤاد كرامة، شاب مستخدم لـ “التروتينيت”، بتوفير مسالك مخصصة للدراجات الكهربائية، كما هو الحال في دول غربية.
وأضاف كرامة لجريدة النهار أن “تنزيل القانون على أرض الواقع سيكون صعبا والمسالك غير متوفرة في أغلب الشوارع المغربية حتى للدراجات النارية والهوائية”.
ويرى المتحدث ذاته أن الشوارع المغربية “غير مناسبة أو آمنة” لاستخدام “التروتينيت”، موضحا أنه شخصيا تعرّض لحادثة خطيرة مؤخرا بسبب هذا الأمر.
ويستعمل هذا الشاب وسيلة الدراجة الكهربائية منذ سنوات، وبالنسبة له فإن التقنين أمر ضروري، وأداء الضريبة كذلك، والرخصة، ومختلف الإجراءات التي تطبق على أي وسيلة نقل يتم استخدامها في الشوارع المغربية.
وبجانب توفير المسالك يرى مستخدمون أن توفّر الدراجات الكهربائية يطرح إشكالية استعمالها من قبل الأطفال. وأكد كرامة أن “هذا الأمر يسبّب خطرا على المارة، وبالتالي يجب أن يكون القانون ضامنا لبقاء ‘التروتينيت’ في يد البالغين فقط”.
وبعد تعرّضه للحادثة أدى المتحدث سالف الذكر تكاليف العلاج لوحده، كما أورد، في إشارة منه إلى أن المطالب تصل إلى ضرورة حماية القانون القادم لـ”مسألة التأمين”، كما هو الحال بالنسبة لوسائل النقل الأخرى.
ويؤكد شباب مستخدمون لـ”التروتينيت” أنهم ليسوا ضد القانون، بل يطالبون فقط بشوارع تحميهم من الخطر، وتمكّنهم من استخدام هذه الوسائل بسلاسة وأمان.
وتوجد بعض الشوارع المغربية التي تضع ممرات خاصة بالدراجات النارية. وهنا طالب كريم المالكي، وهو أيضا من مستخدمي “التروتينيت”، بـ “تعميم مثل هذه المسالك على جميع الشوارع المغربية”.
وقال المالكي لجريدة النهار: “عدم وجود هذه المسالك تصبح معه جهود التقنين بدون معنى. والمستخدمون ليسوا ضد ما تتجه إليه الدولة، هم فقط يرغبون في حماية أنفسهم بطرق سليمة”.
وأضاف المتحدث عينه أن الشوارع المغربية في هيئتها الحالية “غير مناسبة تماما” لهذا النوع من وسائل النقل، حيث يجد المستخدمون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع وسائل النقل الأخرى، ووسط خسائر مادية تتعلق بعجلات دراجاتهم المطاطية، مستدركا بأن “بعض مستخدمي ‘التروتينيت’ ليسوا ناضجين بما يكفي من أجل احترام وسائل النقل الأخرى، واستيعاب أنهم ليست لهم الأسبقية”.
والتقنين بالنسبة للمالكي أمر “إيجابي” في حالة وجود مسالك خاصة بهذا الصنف من الدراجات، مشددا بذلك على أن “ارتداء خوذة الحماية، وغيرها من الأمور الخاصة بحفظ السلامة، أمر ضروري فرضه على المستخدمين”.