كشف كريم عمور، نائب رئيس نادي “إم فاوندرز” ومؤسس Synergeon.com، إحداث النادي خلال ليلة واحدة فقط، بعد نقاش بين رواد أعمال ومستثمرين من مغاربة الخارج وأعضاء في الاتحاد العام لمقاولات المغرب، بشأن خارطة إفريقية للمقاولات الناشئة، خصوصا ذات الرأسمال الذي يفوق مليار دولار، ويطلق عليها اسم “ليكورن” Licorne، فيما لا وجود للمغرب ضمنها، مؤكدا أن هذا المعطى شكل حافزا للأعضاء المؤسسين للنادي من أجل مساعدة المقاولات المغربية على النمو داخل المملكة وخارجها، بالاستفادة من تجربة مستثمرين من مغاربة الخارج.
وأضاف عمور، على هامش ندوة صحافية بالدار البيضاء، خصصت لإطلاق نادي المستثمرين المغاربة بالخارج “إم فاوندرز”، أن النادي سيعمل على مواكبة المقاولات المغربية الناشئة داخل المغرب وفي الخارج، مشددا على أن تجربته في الاستثمار الشخصي والتكنولوجيات الحديثة التي تمتد إلى 30 سنة سيضعها رهن إشارة المقاولين الشباب والمبتدئين، وموضحا أنه تمكن خلال الفترة الماضية من بيع مقاولات لمؤسسات كبرى بالمملكة بشكل ناجح، ما يجعله مؤهلا لتقاسم خبرته في هذا المجال.
ونبه نائب رئيس نادي “إم فاوندرز”، في جواب عن سؤال لجريدة النهار حول صيغة الدعم والتمويل المقترحة من قبل النادي على المقاولات المغربية الناشئة، إلى أن الأمر لا يتعلق بصندوق استثماري أو جهة تمويل، وإنما بمبادرات استثمار خاصة من قبل مغاربة الخارج والمستثمرين ورواد الأعمال بالمغرب، إذ ستركز مهمة الأعضاء على انتقاء واختيار المقاولات القابلة للاستثمار والتمويل، مشددا على أهمية الحكامة والتدقيق في المعايير عند توجيه المقاولات إلى أسواق تنافسية، فيما عبر عن استعداد جمعيته للانخراط في شراكات مع القطاعين العام والخاص، بما يخدم أهداف دعم وتحفيز المقاولات الناشئة على النجاح والاستمرارية.
واعتبرت دنيا بومهدي، الكاتبة العامة لـ”إم فاوندرز”، ومديرة صندوق المغرب الرقمي، الولوج إلى الاستثمار أهم مشكل تواجهه المقاولات الناشئة بالمغرب، مشيرة إلى أن هذه الفئة من المقاولات في حاجة إلى الانخراط في سلسلة للقيمة تتيح لها النمو وبلوغ مرحلة من النضج، التي تتيح لها الانفتاح على مستثمرين آخرين، على غرار البرامج العمومية الخاصة بدعم المقاولات الصغرى، التي ترتبط بحاضنة وتمر إلى تسريع وتيرة النشاط، مشددة في السياق ذاته على تموقع النادي خلف مرحلة الحاضنات، من خلال توفيره الاستشارة والنصح اللازمين للمقاولين المبتدئين.
وفي السياق ذاته تحدث يوسف أكومي، الشريك المسير لمجموعة “بارتنر فورمايند” إفريقيا والشرق الأوسط، عن أهمية المقاولات الناشئة في إحداث فرص الشغل وإنعاش الاقتصاد الوطني، موضحا أن تحديد أهداف تطوير أي مقاولة من هذه الفئة يخضع لضوابط زمنية محددة، وبالتالي فالمقاول يعبئ جميع الإمكانيات المادية والبشرية لتحقيق أهدافه، من خلال تشغيل مستخدمين واقتناء تجهيزات، والاستثمار في بنية تحتية، ومشيرا إلى أن مواكبة المقاولات خلال المرحلة التي تسبق طلب الاستثمار مهمة جدا من حيث مساهمتها في تجنب التوقف المفاجئ وتفاقم الأخطاء التسييرية، والانخراط في نفقات واستثمارات غير مدروسة.
تمويل الفشل
بالنسبة إلى إيلان بنحييم، رئيس نادي “إم فاوندرز” ومؤسس Veepee.com، فمهمة البنوك ليست تمويل المخاطر، وإنما تحقيق الأرباح بدون مخاطر، موضحا أن صناديق الاستثمار تظل معنية بهذه المهمة، إلا أنها تعرض تمويلات ضعيفة لا تستطيع تغطية سيناريوهات الفشل المحتملة بشكل كبير في بداية مسار المقاولة الناشئة، ومشيرا إلى التجربة الأمريكية في هذا الشأن، حيث يمنح صندوق الاستثمار للمقاولة ضعف ما تطلبه من تمويل، في سياق استشرافه خطر الفشل واحتواء تأثيره على نشاط المقاولة المستفيدة مستقبلا.
وأضاف بنحييم، في تصريح لجريدة النهار على هامش الحدث، أن الحكامة تظل مفتاح نجاح عملية مواكبة المقاولات الناشئة، من خلال إعادة توجيه طموحات المقاولين المبتدئين، الذين يسعى أغلبهم إلى أن تصبح لهم مقاولة صغرى أو متوسطة مع أجر ثابت، مؤكدا أن الأمر يتوقف على مدى اقتناع المقاول بتغيير أهدافه من بلوغ رقم معاملات بقيمة 30 مليون دولار خلال خمس سنوات إلى 200 مليون دولار، ومشددا على أن دور النادي سيتركز على إلزام المقاولات التي سيجري اختيارها من أجل مواكبة نشاطها بإرسال تقارير الأنشطة والأرقام كل شهر، على أساس الاجتماع بمسيريها كل ثلاثة أشهر من أجل تقييم أكثر عمقا، منبها إلى أن الرؤية الجماعية لمشاكل هذه الفئة من المقاولات تشكل عاملا حاسما في النجاح، مقابل رؤية فردية محصورة.