مصباح يكتب عن “مصارع العلماء”

صدر للكاتب المغربي رمضان مصباح، عن مكتبة نور، كتاب جديد بعنوان “مصارع العلماء، وموالد شيوخ السلفية”، يحاول تقريب القراء من النقاش العام الدائر في العالم العربي، والمملكة المغربية بالخصوص، حول قضايا الثقافة والتنمية والسياسة.

وحسب مقدمة المؤلف الجديد، فإن الكتاب يركز على الجانب الثقافي على قضية اللغة الأمازيغية، التي تتعدد حولها الآراء وتتناقض أحيانا، وصولا إلى التصادم؛ وهو النقاش الذي بعثه وغذاه الدستور الجديد، إذ اعتبر الأمازيغية- لضرورات سكانية وتاريخية- لغة رسمية في المغرب، مثلها مثل اللغة العربية. كما نص على العناية بالمكونات الثقافية الأخرى الحاضرة في المغرب، من أندلسية وصحراوية حسانية وعبرية.

كما يركز الكتاب على الجانب الثقافي فقهيا، من خلال آراء نقدية في مجال وظيفية الفتوى الشرعية، وأدوار الفقهاء والعلماء في مجتمع يصبو إلى نبذ كل أشكال التطرف والتعصب والسلبية.

ويضرب الكتاب أمثلة ونماذج حية لـ“الفقه الواقف”، وبصفة خاصة تجربة فقيه قروي تمكن من تحقيق تماهٍ رائع بين مهمته كفقيه في البادية وبين خبرته الفلاحية الميدانية؛ وهو ما أهله –وهو مندمج مع الفلاحين- إلى أن يصبح مؤطرا لهم ومحققا لنهضة فلاحية محلية عز نظيرها. كما يسرد جهوده الفردية التي تمتح من الأدوار التي كانت تقوم بها جامعة القرويين بفاس، من خلال اندماج علمائها مع كل فئات المجتمع المغربي لتأطيرها تأطيرا أمثل في شتى مناحي الحياة.

وتنتظم ضمن محاور الكتاب مبادرات تنموية فلاحية لشبان عصاميين قهروا الصحراء، وخرجات ممتعة إلى أرياف المغرب لملامسة الواقع المعيشي للسكان، ثم الانتقال إلى أطلال مدينة منجمية ميتة، لمعرفة أثر هذا الموت، الاقتصادي والثقافي، على السكان.

ويستحضر الكتاب، أيضا، المعالم السياسية من خلال جميع المحاور، كما هي حاضرة في أي تدبير ثقافي وتنموي سواء تعلق الأمر بالمقاربات الثقافية والتنموية والسياسية، بهدف بلورة منهجية جديدة للتنمية المتكاملة تتأسس، أولا وأخيرا، على سياسة القرب.

Exit mobile version