أزيد من 95 في المائة من طلبة الطب يقررون مقاطعة الامتحانات

عاد التوتر ليطبع مسار المفاوضات الجارية بين طلبة الطب والحكومة، فبعد أن قدمت هذه الأخيرة عرضها شفهيا في اجتماعها مع أعضاء اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب، الجمعة، وتضمن التأكيد على برمجة امتحانات الدورة الحالية في 26 يونيو، بخلاف مطلب طلبة الطب بتأجيل موعد الامتحانات إلى حين الوصول إلى حلول نهائية ترضي جميع الأطراف وتوقيع محضر اتفاق يتضمن هذه الحلول، أظهرت نتائج التصويت التي انطلقت بالتوازي مع مستجدات الحوار أن أزيد من 95 في المائة من طلبة الطب صوتوا مع مقاطعة الامتحانات في موعدها المحدد سلفا.

 وبناء على نتائج التصويت التي حصلت عليها “الصحراء المغربية”، فإن أكثر من 93 في المائة من طلبة الطب بجميع المستويات من كلية الطب والصيدلة بالرباط صوتوا ضد اجتياز الامتحانات المقرر إجراؤها بعد غد الأربعاء، ووصلت نسبة المقاطعين في صفوف طلبة الطب بكلية الطب والصيدلة للدارالبيضاء أزيد من 95 في المائة، أما في كلية الطب والصيدلة بطنجة، فقد بلغت نسبة تصويت طلبة الطب مع مقاطعة الامتحانات إلى ما يناهز 99 في المائة.

وفي هذا السياق، أفاد مصدر من كلية الطب والصيدلة بالرباط لـ”الصحراء المغربية” أن عملية التصويت انطلقت قبل انعقاد الاجتماع الأخير الذي جمع بين الحكومة وأعضاء اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب، واستمرت بعده، لا سيما بعد توصل طلبة كليات الطب والصيدلة بمخرجات الاجتماع السالف الذكر، والذي تضمن تشبث وزارة التعليم العالي بالحفاظ على البرمجة الحالية للامتحانات يوم 26 يونيو وهو ما يرفضه طلبة الطب وعبروا عنه في عملية التصويت، باعتبار عدم توفر الأجواء الملائمة لاجتياز هذه الامتحانات في ظروف مناسبة، خاصة أن مقاطعة الدروس استمرت لأزيد من ستة أشهر مما يحول دون الاستعداد الجيد للطلبة المعنيين.

وأكد المصدر أن طلبة الطب اعتبروا تحديد مواعيد الامتحانات دون مراعاة مطالبهم بتأجيلها في ظل الظروف الاحتجاجية المستمرة تراجعا من قبل الحكومة التي وعدت بالمرونة، وكذلك يعكس عدم جدية المسؤولين في بناء أسس الحوار الكفيل بحلحلة الأزمة وتهدئة الأوضاع المتوترة بكليات الطب والصيدلة العمومية وتجنب السنة البيضاء، وفقا لتعبيره.

كما يرفض طلبة الطب، يشير المصدر ذاته، اشتراط وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار البت في العقوبات المفروضة على ممثلي الطلبة بعد اجتياز الامتحانات، واعتبروا هذا الأمر غير معقول، ولا يوضح مصير الموقوفين من هذه الامتحانات، كما عبروا عن اعتراضهم للشروط التي فرضتها الوزارة الوصية بخصوص السنة السابعة الاختيارية، والتي يراها الطلبة غير عادلة ومجحفة في حقهم، لا سيما في ما يتعلق بالتعيين والبت فيه حسب الخصاص في الموارد البشرية.

وكانت الحكومة قدمت، يوم الجمعة الماضي، عرضا شفهيا في ختام اجتماعها مع ممثلي طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب، باعتباره أقصى ما يمكنها تقديمه من قبلها، وتضمن العرض الحكومي مجموعة من النقاط، بينها تأجيل الصيغة الجديدة للدراسات الطبية المتضمنة لنظام ست سنوات على أن يتم تطبيق مقتضياتها ابتداء من الدفعة المقبلة، والرفع من قيمة التعويضات عن المهام، وتوسيع أراضي التداريب الاستشفائية.
 

Exit mobile version