الجزائر تنزعج من عدد زوار المغرب

رغم الجهود التي تبذلها الحكومة الجزائرية لجذب السياح، حيث وضعت أهدافا لزيادة الأعداد أربعة أضعاف وجذب 12 مليون سائح بحلول عام 2030، لا تزال البلاد تواجه تحديات كبيرة تجعل من الصعب عليها منافسة المغرب في هذا المجال، وفق ما أكدته صحيفة “ميترو” البريطانية.

وذكرت الصحيفة، في مقال أفردت فيه نقاط قوة وضعف السياحة الجزائرية، أن الجارة الشرقية استقبلت عام 2023 حوالي 3.3 ملايين سائح أجنبي، نصفهم تقريبًا (1.2 مليون) من الجزائريين المغتربين الذين زاروا عائلاتهم.

وأشارت في المقابل إلى استقبال المغرب خلال العام ذاته 14.5 مليون زائر، “على الرغم من أنه أصغر حجمًا وأقل ثراءً”، لافتة إلى أن “هذا الفارق الكبير يبرز الصعوبات التي تواجهها الجزائر في جذب السياح ومنافسة جارتها (تقصد المملكة المغربية)”.

وأضافت “على الرغم من وصفها بأنها ‘جوهرة غير مكتشفة’ بسبب مناظرها الطبيعية الرائعة وثقافتها الغنية، فإن العديد من المسافرين ما زالوا حذرين من الجزائر لسبب وجيه”.

وتواجه الجزائر، وفق المصدر ذاته، “عدم اقتناع السياح بها كوجهة سياحية”، ويعود ذلك إلى عدة أسباب ذكرت منها، على الخصوص، المخاوف الأمنية، التي تعد “واحدة من أكبر العوائق التي تواجه السياحة في الجزائر”، مشيرة في هذا السياق إلى تحذير وزارة الخارجية البريطانية لمواطنيها المتواجدين بالجزائر من السفر إلى المناطق الحدودية مع ليبيا، موريتانيا، مالي، النيجر وتونس بسبب مخاطر الإرهاب والاختطاف.

ومن بين العوائق أيضا، تورد “ميترو”، نظام التأشيرات، إذ يتعين على زوار الجزائر التوجه إلى القنصلية الجزائرية ببلدانهم للحصول على تأشيرة الدخول، واصفة الإجراء بـ”المعقد وغير المرن”. وأشارت إلى أن هذا النظام الصارم قد يثني العديد من السياح عن اختيار الجزائر كوجهة سياحية، على الرغم من أن بعض منظمي الرحلات يقدمون خدمات تسهيل الحصول على التأشيرات كجزء من حزم السفر.

من جانب آخر، نبّهت الصحيفة ذاتها، استناداً إلى تصريحات سياح زاروا الجزائر، إلى ضعف البنية التحتية السياحية والنقل، مما يجعل التنقل داخل البلاد أمرًا صعبًا، فضلا عن حاجة العديد من المواقع السياحية إلى تطوير وترميم.

وتأمل الحكومة الجزائرية في منافسة المغرب عبر جذب 12 مليون سائح بحلول عام 2030، إذ قالت المديرة العامة للديوان الوطني للسياحة الجزائرية، صليحة ناصر باي، “لتحقيق ذلك، نسعى، كقطاع السياحة والصناعة التقليدية، إلى تشجيع الاستثمارات وتقديم التسهيلات للمستثمرين وبناء المرافق السياحية والفندقية”. وقد تمت الموافقة على حوالي 2000 مشروع من هذا القبيل، ويجري أيضًا تنفيذ خطط الترميم أو التوسعة لـ 249 مشروعًا في جميع أنحاء البلاد.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News
زر الذهاب إلى الأعلى