جمل الليل” يرصد تعزيز الطريقة الشاذلية المغربية لتسامح “المجتمع القمري

قال محمد حسين جمل الليل، مفكر إسلامي، مستشار رئيس اتحاد جزر القمر للعالم العربي ووزير العدل السابق في هذا البلد، على هامش مشاركته في ندوة دولية، أمس الخميس، بمقر أكاديمية المملكة بالرباط، إن “الطريقة الشاذلية هي طريقة صوفية سنية يعود أصلها إلى مؤسسها أبي حسن الشاذلي المغربي، الذي كان مثالا للشيخ الصوفي الزاهد”.

وأضاف جمل الليل، في مداخلة تحت عنوان “أثر الطريقة الشاذلية المغربية في تعزيز قيم التسامح والسلم المجتمعي في اتحاد جزر القمر”، أن “الشيخ عبد الله الدرويش هو من أتى بهذه الطريقة إلى جزر القمر، المولود من أبوين مسلمين، وسافر طلبا للعلم من الجزر إلى زنجبار ثم القاهرة وبلاد الشام”، مشيرا إلى أن “سفره هذا قاده إلى زاوية شاذلية، حيث مكث سنين عديدة حتى صار من أكابر أولياء الله قبل أن يعود إلى جزر القمر”.

وتابع المتحدث ذاته بأن “الشيخ الدرويش بنى في مدينته الزاوية الشاذلية، وبدأ يعلم فيها الناس القرآن الكريم والعلوم الإسلامية ويعرفهم بالطريقة، قبل أن يسلم هذه الأخيرة في ما بعد للشيخ أحمد المعروف الذي كان له الفضل الكبير في انتشار هذه الطريقة في جزر القمر والدول المحيطة بها، كزنجبار ومدغشقر”، موردا أن “الشيخ المعروف حارب الطبقية في المجتمع وفي المساجد، إذ كان يُجالس البسطاء من الناس، بعدما كان الشعب القمري يعاني من بروز القبلية والطبقية في بيوت الله، حيث كانت هناك مساجد لا تدخلها إلا علية القوم”.

ولفت المفكر الإسلامي ذاته الانتباه إلى أن “الطريقة الشاذلية المغربية استطاعت أن تحارب هذه الظاهرة وظواهر أخرى كانت منتشرة في المجتمع القمري بشكل كبير”، مؤكدا أن “شيوخ الطريقة حاربوا القبلية داخل المدن، واعتبروا أن الناس سواسية بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية أو مستوياتهم الاجتماعية”.

وفي معرض حديثه عن تاريخ دخول الإسلام إلى جزر القمر سجل جمل الليل أن “المصادر التاريخية تذكر أن الإسلام دخل إلى الجزر في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم”، مشيرا في هذا الصدد إلى “زيارة السلطانين القمريين بيدجا موامبا ومتسوا مواندزي إلى المدينة المنورة والنجد، حيث بقي أحدهما في المدينة إلى غاية وقوع الفتنة في عهد عثمان بن عفان، ليعود بعد ذلك إلى الجزر وقد تعلم اللغة العربية والقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وبعض المعارف الإسلامية”.

ولم يفت المفكر الإسلامي القمري أن يعرج على أصل تسمية جزر القمر التي قال إنها تعود إلى “العرب الأوائل الذين سكنوا هذه الجزر بعد أن وصلوا إليها في ليلة مقمرة، فانبهروا بمنظر القمر هناك، وأطلقوا عليها جزر القمر بفتح كل من القاف والميم”، مشيرا في الوقت ذاته إلى “وجود تسميات أخرى معيبة كتلك التي تنسب هذه التسمية إلى طائرة القمري وغير ذلك من التسميات الأخرى”.

Exit mobile version