مجلة “الفرقان” تهتم بقضية فلسطين

تستمر مجلاتٌ ثقافية مغربية في الاهتمام بـ”طوفان الأقصى” والقصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة الفلسطيني منذ 8 أشهر، إذ خصّصت “الفرقان” عددها 89 لموضوع “طوفان الأقصى في مواجهة الإبادة الجماعية”.

ويهتم أحدث أعداد “الفرقان” بـ”هيمنة السرديات الزائفة”، ونقض فكرة “يهودية الدولة”، والاستناد إلى الأساطير والمتمنيات التوراتية، والمسيحية الصهيونية أو “الإنجيليين الأمريكيين الداعمين لإسرائيل”، وفهم دعم واشنطن لإسرائيل، واستحضار أطروحة المؤرخ الإسرائيلي شلومو ساند حول “كيف تم اختراع الشعب اليهودي” واستعمال ذلك لتبرير احتلال فلسطين.

ويقدم العدد أيضا قراءات في أطروحات مثل ما يعبّر عنه الجامعيّ فنكلشتاين حول كيفية “اختراع تاريخ إسرائيل”، وملخص لرؤية المفكر روجي غارودي حول “الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية”، و”أساطير الصهيونية” لجون روز.

ويقرأ العدد الجديد “لماذا طوفان الأقصى؟” انطلاقا من وثيقة حركة حماس حول هجوم “7 أكتوبر”، مع اهتمام بوضعية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، كما يقرأ المشهد العالمي للرؤى حول الحرب على غزة والاحتلال الإسرائيلي وحق فلسطين في الوجود انطلاقا من آراء فلاسفة معاصرين هم: جوديث بتلر، وسلافوي جيجيك، وديفيد بيناتار، وجورجيو أغامبين.

وتركّز “الفرقان” على مستقبل “الصراع العربي الإسرائيلي”، و”أرباح حرب الإبادة” التي تحصّلها شركات الأسلحة الأمريكية والإسرائيلية، وتنقل “تخوفات قادة ومفكرين إسرائيليين من زوال إسرائيل”، مع تقديم “ملخص شامل لمعركة جنوب إفريقيا القانونية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية”.

ونشرت المجلة أدبا يرافق مقاومة غزة ومآسيها، من بينها قصيدة بعنوان “مديح الملثَّم” للشاعر المصري عبد الرحمن القرضاوي.

وفي تقديم بعنوان “تحرير فلسطين ليس خطا مستقيما” كتب مدير “الفرقان” محمد طلابي في مستهل عددها أن “الاصطفاف الكامل للغرب الرسمي مع الكيان الصهيوني يتطلب تفسيرا موضوعيا، فدعم الرئيس الأمريكي بايدن السياسي والدبلوماسي والعسكري والإعلامي للكيان الصهيوني، ومن ورائه الغرب الرسمي الأوروبي يعود لعاملين أساسيين: عامل ديني متجذر تقوده المسيحية الصهيونية، وعامل جيو-إستراتيجي عميق وراءه الصدام الحضاري للغرب مع الحوض الحضاري الإسلامي من جهة، ومن جهة ثانية المصالح القومية الاستعمارية للغرب في الحزام الأوسط الإسلامي”.

وفرّق طلابي بين الغرب الرسمي والغرب غير الرسمي، شارحا أن الأول “كسوة وسخة” تكسو الثاني، وأسقط قناعها “طوفان الأقصى”، وزاد شارحا: “الكسوة الوسخة هي الغرب الغازي لنا والمتربص بنهضتنا، والراعي للتجزئة في بلادنا، والحارس للكيان الصهيوني في وسطنا، وهذا علينا مقاومته بكل الوسائل المشروعة، المدنية منها والمسلحة، وفق مبادئ وقوانين الشرعية الدولية. أما الطفل البريء فهو الغرب الإنساني، غرب حقوق الإنسان والديمقراطية، الغرب الشعبي المناصر اليوم لسكان غزة والمعادي لجرائم العدو الصهيوني في قطاع غزة، غرب إنساني ينظم عشرات المسيرات بمئات الآلاف في ساحات لندن وواشنطن وغيرها من العواصم الغربية، قل نظيرها في العواصم العربية، إلا ما ندر”.

وتابع مدير المجلة: “واقعة طوفان الأقصى ستفرض على الحكومات على الصعيد الدولي وضع الاعتراف بالدولة الفلسطينية على رأس جدول الأعمال في العلاقات الدولية؛ فانخراط الحوثيين على باب المندب في معركة المقاومة الفلسطينية أضر بمصالح كل الدول، من الصين واليابان شرقا إلى الاتحاد الأوروبي غربا، ما سيضطر الجميع إلى التفكير الجدي والعقلاني في إيجاد حل للقضية الفلسطينية بالدعوة إلى قيام كيان فلسطيني على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، ليس حبا في فلسطين، ولكن حفاظا على مصالحهم القومية الحيوية في مضايق الجغرافية النادرة”.

وزاد الكاتب ذاته: “الكيان الصهيوني بفقه الضرورة سيكون مجبرا على القبول بكيان فلسطيني عاصمته القدس، فقد وعدت الحركة الصهيونية اليهود، بعد الهجرة لفلسطين، بالعيش الكريم والنعمة الوافرة والسكينة والسلم الاجتماعي والوفرة الاقتصادية… كل هذا تبخر مع المقاومة الفلسطينية اليوم”.

لكن ينبه طلابي، في تقديمه للعدد الجديد من “الفرقان”، إلى أن “تحرير فلسطين ليس خطا مستقيما”، وأن هذا التحرير “يتطلب بناء جسم قوي لأمة العروبة أولا، وسيفضي ذلك إلى بناء الذراعَين، وهما بلاد الكنانة وبلاد الشام، وكل هذا الإنجاز التاريخي ممكن إن انعرجنا في الخط نحو هدف تحرير أمتنا من الفساد والاستبداد، وهذا غير ممكن بدون نضال شعوبنا تحت قيادة صفوتها المبصرة من أجل الإصلاح الديمقراطي الشامل، أي استئناف النضال المدني من أجل إنجاز مقاصد الربيع الديمقراطي المنكر”.

وهذه المقاصد وفق صاحب التقديم هي: “إنتاج السلطة وإعادة توزيعها توزيعا ديمقراطيا، وإنتاج الثروة وإعادة توزيعها توزيعا عادلا، وإنتاج القيم الحاكمة وإعادة توزيعها توزيعا أخلاقيا، وإنتاج المفاهيم الفكرية وإعادة توزيعها توزيعا مبصرا في كيان الأمة والدولة”، واسترسل: “قد تبدو خطا طويلا لتحقيق تحرّر فلسطين، لكنه، كما تعلّم ذلك فلسفة التاريخ، أقصر الخطوط في معركة فلسطين التاريخية ضد الكيان الصهيوني وحلفائه اللدودين في العالم”.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News
زر الذهاب إلى الأعلى