9 آلاف حالة إصابة بسرطان الرئة سنويا في المغـرب 87 في المائة منهم مدخنون
وجهت مجموعة من الجمعيات الطبية والعلمية نداء إلى وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لأجل اتخاذ قرارات وتدابير صارمة لتفعيل مقتضيات قانون مكافحة التدخين وحماية الصحة العامة، في سياق يشهد إقبالا متزايدا على التدخين، لا سيما على السيجارة الإلكترونية وسط اليافعين والشباب، في سلوك يتغافل واقع ارتفاع نسبة الإصابات والوفيات بسرطان الرئة وسط المدخنين.
وتبعا لذلك، تطالب الجمعيات الموجهة للنداء بضمان بيئة أكثر صحة وتعزيز صورة المغرب كدولة تقدمية في مجال الصحة العامة، من خلال العمل على تقوية عملية مراقبة مدى احترام النصوص القانونية الخاصة بعدم التدخين في الفضاءات العمومية ومعاقبة المخالفين لذلك، مع التشديد على ضرورة حظر فتح متاجر بيع السجائر الإلكترونية بالقرب من المؤسسات التعليمية، مع زجر المخالفين بغرامات مالية وعقوبات قضائية، على جميع المخالفين.
ولرفع الوعي بخطورة التدخين، لا سيما السيجارة الإلكترونية، أوصت الجمعيات بالعمل على إطلاق حملات وطنية لتثقيف السكان والفئات العمرية المستهدفة بآفة التدخين لحمايتها من مخاطرها ومضاعفاتها الصحية.
وتأتي هذه المبادرة، التي تقودها جمعية دار زهور إلى جانب عدد من الجمعيات المهتمة بالموضوع، استحضارا لخطورة المعطيات الإحصائية الخاصة بسرطان الرئة في المغرب، حيث يعد التدخين، العامل المسؤول والأول عن تسجيل إصابات جديدة، يقارب عددها 9 آلاف حالة، سنويا، قرابة نصفهم يكون مصيرهم الوفاة، بسبب حالتهم المرضية المتقدمة.
كما تفيد المعطيات الإحصائية نفسها، أن قرابة 87 في المائة من الحالات المسجلة سنويا، سببها الإدمان على التدخين، من هذه الحالات تعزى إلى التدخين، ما يؤكد الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات قوية ضد هذا الآفة، سيما أن المغرب سبق له المصادقة على الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ منذ 1995.
وفي هذا الإطار، أكد البروفيسور عبد العزيز عيشان، أستاذ الطب، اختصاصي في أمراض الجهاز التنفسي والحساسية، أنه من المخطئ جدا الاعتقاد بخلو السيجارة الإلكترونية من الخطورة الصحية، لاحتوائها على مواد مسرطنة وعلى غازات سامة تهدد حياة مستعمليها وتصيب أعضاء حيوية بأورام سرطانية، وهو ما لا يمكن أن يجعلها بديلا عن السيجارة التقليدية أو وسيلة للإقلاع على استعمالها، كما هو الاعتقاد الخاطئ.
ويستند في ذلك، إلى نتائج دراسات أمريكية ويابانية، شددت على خطورة السيجارة الإلكترونية، تتوقع ارتفاعا جديدا لسرطان الرئة عبر العالم، ما بين 5 و 10 سنوات المقبلة، باعتبار الداء أول سرطان مرتبط بالتدخين، سواء السيجارة العادية والإلكترونية، إلى جانب تسببه في سرطان الفم واللسان والحنجرة وسرطان المسالك التناسلية والبولية، يضيف الاختصاصي نفسه.
وأبرز الاختصاصي نفسه، توصل الدراسات إلى ارتفاع نسبة إصابة أطفال الأسر المدخنة بأمراض الحساسية والأمراض التنفسية، مع تسجيل تأثر النساء غير المدخنات بالتدخين السلبي لأزواجهن، ما ساهم في إصابتهن بأمراض سرطانية، وهو ما يحتم رفع الوعي في صفوف الأطفال والشباب واليافعين، بخطورة التدخين، سواء في المدارس أو الجامعات لحماية الأجيال المقبلة من الأمراض السرطانية المرتبطة بالتدخين مع حماية رواد الأماكن العمومية من التدخين السلبي.
تجدر الإشارة إلى أن الجمعيات المطالبة بتدابير خاصة بمكافحة آفة التدخين وآثارها السلبية، تضم إلى جانب جمعية دار زهور، جمعية الأطباء المتخصصين في أمراض الرئة بالمغرب، الجمعية المغربية لعلم الأورام، المجموعة المشتركة لعلم الأورام الصدري، الجمعية المغربية لطب الأسرة والجمعية المغربية لعلم الأورام الطبي بالقطاع الحر.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News