مهام صعبة تنتظر طارق مفضل على رأس الوكالة المغربية للطاقة المستدامة
خلق تعيين الملك محمد السادس طارق مفضل على رأس الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، خلفا لمصطفى الباكوري، تساؤلات عن مستقبل تسريع مشاريع الطاقة الشمسية بالمملكة بورزازات وميدلت.
مفضل، القادم من المدرسة الفرنسية، يأتي لتحمل مسؤولية ليست بالسهلة من أجل تسريع إنجاز وإنجاح المشاريع التي عرفت طريقا صعبا في ظل الفراغ الذي أحدثه شغور منصب الرئيس المدير العام لـ”مازن”.
تولى طارق مفضل العديد من المناصب؛ منها المدير العام لـ “توتال إنيرجي تنزانيا” (2019-2022)، ومدير مشروع الاندماج والاستحواذ والإستراتيجية بـ“توتال إنيرجي فرنسا” (2013-2015)، ومدير التوريد في “توتال إنيرجي إفريقيا” (2011-2013)، ومدير الإستراتيجية وتطوير الأعمال في “إير توتال إنترناشيونال” (2007-2011).
ويأتي هذا التعيين بعد إعلان شركة “أكوا باور” السعودية توقف عمل محطة “نور 3” الشمسية بورزازات، بسبب تسرب في خزان الأملاح المنصهرة.
ولم توضّح وزارة الانتقال الطاقي والتنمية هذه الواقعة، في وقت قالت فيه الشركة السعودية إنها “قامت، بالإضافة إلى إصلاح الخزان القائم بسرعة لإعادة المحطة للعمل على الخط في أقرب وقت ممكن، باتخاذ خطوات حاسمة لتعزيز موثوقية وكفاءة المحطة”.
وأوردت الشركة سالفة الذكر، في بلاغ، أن هذه الخطوات شملت “إعادة تصميم خزان الملح المذاب، وبناء نظام تخزين جديد يتضمن تصميمه تكنولوجيا حديثة مرتكزة على الخبرات القيمة التي اكتسبناها من مشروعات مماثلة حول العالم”.
أمين بنونة، خبير طاقي، قال إن “مفضل أمام مهمة تسريع المشاريع العالقة في ميدلت، وحل مشاكل محطة نور 3”.
وأضاف بنونة، في تصريح لجريدة النهار، أن ما ينتظر من هذا التعيين هو “إعادة التوازن بين مشاريع الطاقة الشمسية والريحية، الأخيرة التي نجحت بقوة؛ فيما الأولى لا يزال جزء مهم منها متعثرا”.
وعيّن مصطفى الباكوري من طرف العاهل المغربي سنة 2009 على رأس الوكالة سالفة الذكر، قبل أن تفتح السلطات المغربية تحقيقا معه وأبعد عن السفر إلى الخارج.
واعتبر عبد العالي الطاهري الإدريسي، خبير في الطاقة المتجددة والتغيرات المناخية، أن “الباكوري جاء في فترة انتقالية”، لافتا إلى أن “التعيين الجديد ينتظر أمامه مهمات صعبة ومهمة، خاصة بعد عطب محطة نور3”.
وأورد الإدريسي لجريدة النهار أن هذا التعيين يأتي في سياق رغبة المغرب في تجاوز المنافسة الشرسة من العديد من الدول في هذا المجال، وهي الدول التي نجحت في تسريع هذا الورش، موضحا أن “المغرب رأى أنه من الضروري القيام بخطوة لإنهاء هذه المنافسة”.
وشدد المتحدث عينه على أن المغرب يسعى إلى دخول نادي الدول الخضراء، والعديد من التقارير الدولية تشيد بدور المملكة في هذا المجال، مؤكدا أن التعيين يظهر “التزام الرباط بتحقيق طموحها الطاقي من خلال ضخ دماء جديدة”.
ويأتي التعيين أيضا، وفق المتحدث، في سياق “حرب المملكة مع الجفاف، وبالتالي تظهر الحاجة للطاقة من أجل تفعيل مشاريع استراتيجية على غرار تحلية مياه البحر؛ وهو ما سيساهم في تخفيف عبء الاستيراد”.
وكانت وكالة رويترز قد كشفت أن “النزاع حول التكنولوجيا التي سيتم اعتمادها في محطة الطاقة الشمسية بورزازات هو السبب الأول في التأخير الحاصل في هذا المشروع”.
وفي هذا السياق، شدد بنونة على أن ما ينتظر أيضا من الرئيس المدير الجديد للوكالة المغربية للطاقة المستدامة هو “حل هذا المشكل الحاصل في مركب نور في أقرب وقت”.
وأورد الخبير الطاقي عينه أن “العديد من الأحداث دفعت الرباط إلى رفض التأخر الحاصل في هذه المشاريع، خاصة في الطاقة الشمسية، وبشكل أكبر في ميدلت”.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News