شب حريق، صباح اليوم الخميس، في غرفة المحرك لإحدى سفن النقل البحري، التي كانت ترسو بالحوض المائي لميناء الجرف الأصفر، وقد أسفر الحادث عن وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة عشرة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، بحسب مصادر مطلعة بمكان الحادث.
وامتدت النيران إلى جانب مهم من الغرفة الميكانيكية، وتمت محاصرة الحريق واحتوائه بفضل يقظة المصالح المختصة وفرق الوقاية المدنية، لتفادي تطاير النيران على باقي السفن والمراكب المجاورة، حيث تمت الاستعانة بفرق السلامة الصناعية للمجمع الشريف للفوسفاط بما تتوفر عليه من آليات مكافحة الحريق وسيارات الإسعاف، التي نقلت الضحايا إلى مستودع الأموات، ونقل باقي المصابين إلى أحد المصحات الخاصة بمدينة الجديدة لتلقي العلاجات الضرورية.
وشهد ميناء الجرف الأصفر بالجديدة حالة استنفار كبرى، حيث عبأت مصالح المجمع الشريف للفوسفاط بالجرف الأصفر كل وسائل الإنقاذ، وتوفير معدات لوجستيكية، كما استنفر الحادث جميع الأجهزة الأمنية، والسلطات الإقليمية بالجديدة، حيث تمت تعبئة كل وسائل عمليات الإنقاذ التي بوشرت بمحيط الباخرة، المتوقفة بعمق البحر، وتمت الاستعانة بمروحيات تابعة للدرك البحري من أجل البحث عن مصابين آخرين أو ضحايا محتملين في عرض البحر.
وقد انتقل عامل إقليم الجديدة إلى ميناء الجرف الأصفر، للوقوف شخصيا على عمليات الإنقاذ وإخماد النيران، وحصر الخسائر المادية والبشرية، والتي تمثلت لحد الساعة في ثلاث وفيات من طاقم السفينة من جنسيات مختلفة، كما انتقل كل من القائد الجهوي للدرك الملكي والقائد الإقليمي للوقاية المدنية، ورؤساء مختلف الأجهزة الأمنية للوقوف للاطلاع على حيثيات الحادث.
وقد فتحت الجهات المختصة تحقيقا لمعرفة أسباب اندلاع الحريق التي تبقى مجهولة، حيث يرجح أن تكون بسبب خلل في الدوائر الكهربائية أو الميكانيكية لمحرك السفينة، كما سيتم إجراء معاينة تقنية دقيقة للسفينة قبل أن تتمكن من الإبحار مرة أخرى.
وأشارت مصادر أن الباخرة مسجلة بدولة باناما، وأغلب المستخدمين بها من أصول سورية منهم مستخدمين اثنين من أصول أوربية.
وتبقى هذه الحصيلة أولية بالنظر لخطورة الحريق الذي أتى على جزء مهم من الباخرة، قبل أن يتم السيطرة عليه من قبل عناصر الإنقاذ البحري، حيث مازالت عمليات البحث عن ضحايا محتملين وسط عرض البحر من قبل عناصر الدرك الملكي متواصلة، والتي استعانت بمروحيات للبحث والتحري.
وكانت الباخرة متوقفة بالحوض المائي لميناء الجرف الأصفر، تنتظر دورها لولوج الميناء من أجل إفراغ حمولتها، قبل أن يشب بها حريق، أسفر عن وفاة ثلاثة مستخدمين وتعرض آخرين لحروق متفاوتة الخطورة.
ومعروف أن ميناء الجرف الأصفر يعرف حركة دؤوبة فيما يخص ولوج البواخر من جنسيات مختلفة، محملين بحمولات تهم أساسا الحبوب والأسمدة، وكذا المواشي في إطار تزويد السوق المحلي باللحوم الحمراء، وتوفير أعداد مهمة من أضاحي العيد، حيث يقبل أصحاب شركات الاستيراد على جلب مواشي من دول إسبانيا ورومانيا لتغطية السوق بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وغالبا ما تبقى عدد من البواخر في حالة “الانتظار” لوصول دورها لولوج ميناء الجرف الأصفر من أجل إفراغ حمولتها، حيث تبقى متوقفة لعدة أيام بعرض البحر.