خبير يفكك أزمة التواصل في الأزمات

قال مصطفى اللويزي، أستاذ باحث في قضايا الإعلام والتواصل بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، إن خطاب الأزمة، أي الخطاب الذي يوجهه المسؤول العمومي إلى المواطنين في وقت أزمة، “يجب أن يكون خطابا مهدئا للنفوس ولروع وخوف وشكوك العامة”.

وأعطى اللويزي، الذي كان يتحدث أمس الأربعاء بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة على هامش حفل توقيع كتابيه “الإعلام والترجمة من الاختلاف إلى التواصل” و”تواصل أزمة وأزمة التواصل”، مثالا لخطابين وجههما كلا من إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، وملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، خلال أزمة كوفيد، قائلا إن “ماكرون تحدث لـ45 دقيقة دون أن يقول شيئا؛ بينما قالت إليزابيث الثانية كل شيء في 4 دقائق فقط”.

وشدد الباحث في قضايا الإعلام والتواصل على أنه في لحظات الأزمة “يُطلب التدقيق والتركيز، أي أن نقول ما يجب أن نقول وليس أكثر”، وفق تعبيره.

ونبه في السياق ذاته إلى دور الإعلام في تسويق خطاب الأزمة، مبرزا أن “أغلب ما يعلمه العامة عن أزمة ما يكون عن طريق ما يُنشر ويبث ويُذاع في الإعلام”، مستحضرا في هذا السياق أزمة “جزيرة ليلى” (جزيرة تورة) سنة 2002 بين المغرب وإسبانيا “إذ كنا ننتظر ما الذي سيسفر عنها من تداعيات عبر الإعلام، الذي يرسم لنا كل الأشياء التي يريدنا أن نعرف، سواء من هنا أو من هناك”.

خبير يفكك أزمة التواصل في الأزمات

وتابع: “نفس الأمر يقع اليوم في غزة وفلسطين، إذ إن أغلب ما نعرفه عن القضية يكون عبر وسائل الإعلام؛ بل إن هناك من لا يعلم إلا ما يعلمه عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي”، واصفا هذه المعرفة بالأزمة بـ”المنقوصة”، وفسر: “لأن الإعلام يرسم صورا يريد التركيز عليها، إذ يختار عبر الصور أو الصوت أو الكتابة على شيء معين من وجهة نظر معينة وفق أفكار وخلفيات مسبقة، وبالتالي لا نرى منه إلا ما يريد هو أن يرينا إياه”.

في الصدد نفسه، تحدث مصطفى اللويزي عن أدوات تواصل الأزمة، معطيا مثالا بالخرجات الإعلامية لوزيري الخارجية المغربي والإسباني إبان الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين البلدين الناتجة عن استضافة الجارة الشمالية للمملكة لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية باسم “بن بطوش”.

خبير يفكك أزمة التواصل في الأزمات

وقال إن بلاغ وزارة الخارجية المغربي إبان تلك الأزمة كان واضحا وكشف خبايا ما لم تكن ترغب إسبانيا في الإفصاح عنه، “ومن خلال ذلك علمنا بأن المغرب كان في وضعية هجوم؛ بينما كانت إسبانيا في وضعية دفاع، حيث تم فضح الطابع السري للمهمة (استقبال بن بطوش) وهو الأمر الذي لم تكن في صالح إسبانيا”.

وخلص الأستاذ الباحث في قضايا الإعلام والتواصل بجامعة محمد بن عبد الله بفاس إلى أنه “لا يعتقد أن الأمر كان سيكون نفسه لو أن الرجل دخل إلى إسبانيا بطريقة عادية وباسمه الحقيقي، حتى وإن لم ترد إسبانيا تقديمه إلى القضاء ليواجه الدعاوى المرفوعة عليه هناك”.

تجدر الإشارة إلى أن حفل توقيع كتابي “الإعلام والترجمة من الاختلاف إلى التواصل” و”تواصل أزمة وأزمة التواصل” لمؤلفهما مصطفى اللويزي كان من تنظيم ماستر الصحافة والإعلام الرقمي بتنسيق مع شعبة علوم الإعلام والتواصل الاستراتيجي بجامعة محمد الأول وجدة.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News
زر الذهاب إلى الأعلى