الفاضلي: لم نصل إلى صناعة سينمائية حقيقية .. و”أبي لم يمت” بعيد عن الوالد
قدم المخرج المغربي عادل الفاضلي شريطه السينمائي الجديد “أبي لم يمت” لثالث مرة على المستوى الوطني بعدما استطاع الظفر بتتويجات مهمة خلال عرضه الأول بمهرجان طنجة، نهاية السنة المنصرمة.
وفي الحوار التالي الذي خص به جريدة النهار يتحدث عادل الفاضلي عن مشاركة شريطه في مهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط بتطوان، ظروف الاشتغال، والده الراحل ومواضيع أخرى.
حدثنا عن تحضيرك واشتغالك على شريطك الطويل “أبي لم يمت”.
عند انتهائي من فيلم “حياة قصيرة” شرعت في التفكير في فيلمي الطويل، الذي أردت أن يكون في مستوى ما سبق، لأن الشريط الطويل والقصير أمران مختلفان تماما، لكن أردت العالم نفسه لأنه يشبهني قليلا، فاخترت حقبة تاريخية سوداء في التاريخ المغربي، وحاولت حكايتها بألوان كثيرة وشاعرية وإنسانية، فبحثت قليلا في تلك الحقبة وشاهدت أفلاما تطرقت لمواضيع لها علاقة بسنوات الرصاص، لكن هذا العمل يتحدث عن الأشخاص الذين راحوا ضحية تلك المرحلة ولم يكن لهم دور سياسي نضالي في ذلك الوقت، بل كانوا أناسا عاديين يشتغلون في مدينة الملاهي، جريمتهم الوحيدة أنهم تواجدوا في المكان الخطأ والتوقيت الخطأ، مع توظيف مؤثرات تاريخية تعود لتلك السنوات؛ وهو ما أعطى فيلم “أبي لم يمت”.
ما رأيك في الإشادة الواسعة من الجمهور والنقاد الذين شاهدوا العمل؟
هذا يفرحني كثيرا، لأنه بعد تعب طويل وصعوبات كنت أنا وفريق العمل من ممثلين وتقنيين مؤمنين بالرؤية ذاتها، وحاولنا تجاوز العقبات من أجل الوصول إلى هذا العمل. لكن عندما نرى ردة فعل الجمهور ننسى كل شيء.
والأهم أنه في فترة عرض العمل سافر الجمهور معه، وشد انتباهه، وهذا بحد ذاته أمر مهم جدا ينسيني كل ما مررت به من صعوبات.
الكثيرون ربطوا عنوان الفيلم بوالدك الفنان الراحل عزيز الفاضلي، فما تعليقك؟
لا. صراحة الشريط والسيناريو لا علاقة لهما بوالدي رحمه الله، فهو لعب دورا في العمل، ولم أفكر في أي لحظة في تجسيد قصته، لأنني أتحدث في الفيلم عن كثير من ذكريات طفولتي التي عشتها، بداية من مرحلة مدينة الملاهي، إضافة إلى البنايات الفرنسية بحي مرس السلطان، واستوحيت الشخصيات من أشخاص عرفتهم. لكن كان من الصعب أن أغير نظرة الجمهور بأن العمل ليس عن والدي إلى حين مشاهدتهم الشريط.
متى سيحط الشريط الجديد رحاله في صالات العرض الوطنية؟
إن شاء الله شهر نونبر القادم سيعرض في القاعات المغربية، إذا سارت كل الأمور في المنحى نفسه بحول الله.
هل يمكن أن تشتغل مستقبلا على عمل فني يجسد السيرة الذاتية والمشوار الفني لوالدك؟
حاليا لم أقرر بعد. كل شيء يأتي في وقته، واليوم لست مستعدا لتقديم فيلم عن والدي رغم أن حياته كانت غنية… كبرنا في وسط فني شاهدنا فيه كيف يعشق والدنا الميدان، وكيف يحضر لأعماله وللقاء جمهوره، خاصة في فترة الطفولة عندما كان يقدم الكراكيز، وهو عالم سحري وواقعي.
هل نملك اليوم في المغرب صناعة سينمائية حقيقية؟
لا أظن أننا وصلنا إلى صناعة سينمائية حقيقية، لأن هناك أفلاما مغربية، لكن لا توجد السينما المغربية بعد، ولا توجد حركة سينمائية مثلما شاهدناه في دول أخرى؛ فنحن نتوفر على تنوع وأفلام مختلفة لكن لدينا مشكل في المنتجين، إذ لا نملك إنتاجا كبيرا يغامر مثلي في السينما، ولدينا موزعين قلائل يتحملون مسؤولية تسويق الإنتاجات، لذلك مازلنا في البداية.
كلمة أخيرة..
شكرا جريدة النهار على هذا الحوار وعلى هذا النوع النزيه من الصحافة. وأقول للجمهور إن السينما هي الحياة.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News