جامعيون وخبراء يتدارسون السياسات العمومية لتحقيق المساواة في مواجهة المرض

كشف عدد من الأساتذة الجامعيين والباحثين، بينهم خبراء ومهتمون بسوسيولوجيا الصحة، عن نتائج مجموعة من الأبحاث والدراسات الميدانية المنجزة حول قضايا الصحة، خلال أشغال المؤتمر الدولي التاسع للعلوم الاجتماعية والصحة، من تنظيم مختبر السوسيولوجيا والسيكولوجيا (LSP) بجامعة سيدي محمد بن عبد لله بفاس، والذي ركزت فعالياته حول دراسة سياسات الصحة والحماية الاجتماعية في مواجهة اللامساواة في الولوج إلى الخدمات الصحية، بمشاركة باحثين من المغرب ومن الخارج، اهتموا بتحليل وفهم السياسة الصحية، ضمن نسق من العلاقات المتعددة التي تربط المواطنين بجميع المؤسسات وكيانات الدولة والمجتمع.

وتأتي فعاليات هذا المؤتمر العلمي، الذي احتضنته كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز في فاس، أخيرا، في سياق يشهد تبني القطاع الصحي لمجموعة من إصلاحات المنظومة، جرت التوصية بتوفير حلول لجزئيتها، لعدم شملها لجميع القطاعات الحكومية الموجودة، الشيء الذي يؤثر على العدالة والمساواة في الولوج إلى الخدمات الصحية اقتصاديا، جغرافيا واجتماعيا، ناهيك عن تأثير ذلك على بلوغ الهدف منها لعقلنة وتحسين وحكامة القطاع الصحي، باعتباره قطاعا استراتيجيا.
وتبعا لذلك، أبرزت خلاصات الأبحاث عن حاجة القطاع الصحي في المغرب إلى الرفع من الإنفاق العمومي على الصحة لخفض هشاشة الأنظمة الصحية الحالية، مع اعتماد مقاربة قطاعية شمولية تدمج مجموعة من المحددات، الطبية واللاطبية للصحة والمرض، والمحددات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والنفسية، وغيرها، وفق رؤى وسياسات وبرامج تراعي المنطق التركيبي للصحة، باعتبارها نتيجة كل من الحالة الجسدية والظروف المعيشية للأفراد، ولما ينجم عنها من تفاوتات مجالية ومهنية وجنسية وتعليمية واقتصادية.
وفي افتتاح أشغال المؤتمر، تحدث الدكتور محمد عبابو، مدير مختبر السوسيولوجيا والسيكولوجيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز في فاس، عن التراكم المحقق في الأبحاث المنجزة حول قضايا الصحة داخل المختبر المذكور، انطلاقا من اهتمامه بدارسة مجموعة من الأمراض، مثل السرطان، قبل الانتقال إلى دراسة نظام «راميد»، وصولا إلى إنجاز دراسات علمية ذات اهتمام جديد يركز على مفهوم «اللامساواة» أمام المرض والموت.
وينضاف إلى ذلك، اهتمام المختبر بالانخراط في دراسة الصحة بمقاربة اجتماعية ترمي إلى إعادة النظر في بعض المفاهيم وتبادل الرؤى والأفكار حول تبني إطار نظري ومنهجي جديد لبناء علم جديد للعلوم الاجتماعية لقضايا الصحة، عبر فعاليات المختبر التي تشكل موسما علميا لسوسيولوجيا الصحة، يضيف مدير المختبر.
وتبعا لهذه الرؤية البحثية، ناقش الأساتذة والباحثون موضوع الحماية الاجتماعية من الناحية الاقتصادية، السياسية، التشريع والمواطنة، ومن وجهة نظر الحصول على الرعاية والحق في الصحة، إلى جانب دراسة قانون الحماية الاجتماعية وقانون العمل، والسياسات المالية، بما في ذلك وجهة نظر المواطنين حول التغطية والحماية الاجتماعية للولوج إلى عدد من الخدمات الصحية، تهم الصحة الجنسية والانجابية، الصحة العقلية، علاج أمراض مزمنة وسرطانية، وأمراض أخرى.
كما حظي نقاش المؤتمرين حول الحماية الاجتماعية والاقتصاد والسياسات الدوائية في العالم العربي وافريقيا، بالتركيز على صناعة الأدوية والسياسة الاقتصادية، والحصول على الدواء، والحق في الصحة والأدوية الجنيسة، مع مناقشة طموح وحدود التضامن الدولي والمساعدات الإنمائية في مجال الصحة، وعدد آخر من القضايا الصحية على الصعيد الوطني.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News
زر الذهاب إلى الأعلى