
حصيلة الالتزام المجتمعي لمجمع الفوسفاط
عاشت مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط تحولات استثنائية السنة الماضية، إذ أطلقت سلسلة من المبادرات والمشاريع أحدث تغييرات جذرية في مجالات نشاطها، وذلك بالاستناد إلى نهج شامل ورؤية مستقبلية في تنفيذ مختلف برامجها، التي استهدفت تسريع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة عبر المغرب وخارجه.
وشهدت 2023 ترسيخ المؤسسة التزامها بالتميز التعليمي، وذلك بالتعاون الوثيق مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P)، إذ عرفت الفترة الماضية إطلاق برامج تكوينية جديدة، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة ومعالجة المياه، بهدف تأهيل المواهب الشابة لمواجهة تحديات المستقبل. وبالإضافة إلى ذلك دعمت المؤسسة 245 مشروعا تعليميا، هم 86،279 مستفيدا، بينهم 49 في المائة من الإناث، ما يعكس التزامها العميق بالتعليم الشامل والتنوع.
وكشف تقرير أنشطة المؤسسة عن جهود ملموسة في مجال التنمية المجتمعية، خاصة من خلال “مختبر الابتكار الاجتماعي”، الذي حث على المبادرات الاجتماعية المبتكرة، مع التركيز بشكل خاص على تعزيز القدرات المحلية، فيما قدم دعما للتعاونيات القروية، مع تم تكريم 8 تعاونيات في النسخة الرابعة من الجائزة الوطنية لأفضل أفكار مشاريع التعاون النسائية “لالة المتعاونة”.
التمكين المجتمعي
اتخذت مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط خطوات مهمة لتعزيز الشمولية والعدالة، مع التركيز بشكل خاص على النساء، اللائي شكلن 45 في المائة من المستفيدين، البالغ عددهم 109،635 السنة الماضية؛ فيما دعمت هذه الجهود برامج محددة استهدفت تعزيز الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي للنساء في مختلف القطاعات.
وبالتعاون مع وزارة التربية الوطنية نفذت مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط مشروعا مبتكرا في 60 مؤسسة تعليمية، متمركزة بشكل أساسي في المناطق القروية. وشمل هذا البرنامج تجديد 29 مدرسة، بتنشيط ودعم من SAP+Dالتابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، ما أدى إلى تعزيز البنية التحتية لتوفير بيئة تعليمية مثالية.
وتم تكوين 120 أستاذا معلما ومديرا في المشروع ذاته، ما شكل أرضية مثالية لهؤلاء الأساتذة من أجل بتطوير مهارات حيوية لتخطيط وتقييم المبادرات التعليمي، فيما ساهم مختبر الابتكار الاجتماعي من خلال إجراء دراسات حول رجع الصدى الخاص بالتجارب السابقة، وتوفير بيانات قيّمة لقياس تأثير الإجراءات المتخذة، وضبط الإستراتيجيات بناء على النتائج المتوصل إليها.
دعم الاندماج
كانت 2023 سنة حاسمة بالنسبة إلى مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط، إذ حققت تقدمًا ملموسا في جميع مجالات عملها؛ وكرست التزامها المستمر بالتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والابتكار، مع التوجه نحو المستقبل؛ كما استمرت في أداء دور حاسم في دعم منظومة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، على المستويين المحلي والدولي.
والتزمت المؤسسة ذاتها بتسهيل الوصول إلى التعليم والاندماج المهني للأشخاص في وضعية هشة، إذ دعمت 16 جمعية عبر المغرب، ما ساعد أكثر من 5000 فرد. وشملت هذه الجهود دعما محددا لـ 98 طفلا يعانون من ثلاثي الصبغي، نصفهم تقريبا مدمجون في أنظمة تعليمية تقليدية. بينما امتد هذا العمل أيضا إلى 58 شابا يعانون من إعاقات عقلية، من خلال تسهيل اندماجهم في النظم التعليمية والمهنية، بما يعزز فرصهم في حياة إنتاجية.
وشكّل برنامج “مرافقة”، وهو مبادرة رائدة بالشراكة مع وزارة السياحة وجهات أخرى، منصة لتكوين ودعم أكثر من 600 تعاونية مغربية. فيما لعب “كووب لاب” دورا رئيسيًا في تنفيذ هذه المبادرة، من خلال تنظيم تكوينات متنوعة، وتوفير مواكبة أساسية للتعاونيات الجديدة، بما يعدها للازدهار في سوق تنافسية.
زلزال الحوز
كانت استجابة مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط سريعة عند وقوع لزلزال الحوز في شتنبر الماضي، ما أكد التزامها المجتمعي خلال فترات الأزمات؛ إذ سمحت مبادرة “إعادة البناء” بتأسيس 468 وحدة متنقلة لاستبدال الأقسام المدرسية المدمرة، ما ضمن استمرارية التعليم لآلاف التلاميذ؛ علما أن هذا النهج الاستباقي لم يوفر حلولا فورية فقط، بل سلط الضوء أيضا على قدرة المجتمعات المحلية على التكيف مع التحديات المستقبلية.
وعبر الالتزام المجتمعي للمؤسسة الحدود حين دعمت، في إطار التعاون جنوب-جنوب، العديد من مبادرات التنمية البشرية على المستوى الدولي سنة 2023، إذ ساندت بشكل خاص تثمين المنتجات الفلاحية للسور الأخضر الكبير في السنغال، ما ساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي وتحسين ظروف المعيشة للمجتمعات المحلية.
وعلى جبهة البحث والتطوير كانت وحدة تدبير الأصول (UGF) في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ركيزة في تحسين عملية تدبير طلبات عروض المشاريع ومتابعة مبادرات البحث والتطوير. ويدير هذا الصندوق محفظة مهمة من 18 حزمة أصول للبحث، ويراقب 200 مشروع قائم، ما يظهر التزاما عميقا بالابتكار والتقدم التقني.
يشار إلى أن مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط تلتزم بشكل حاسم بنهج شامل، لتكون في قلب التغيير، باستخدام تأثيرها لتعزيز التعليم الشامل، وتحفيز الابتكار الاجتماعي، ودعم جهود البحث والتطوير، إذ تستمر من خلال هذه الإجراءات في وضع الأسس لمستقبل يمكن فيه لكل فرد تحقيق طموحاته في بيئة مواتية وداعمة.