معارضون جزائريون ينددون بتسخير مؤسسات الدولة لخدمة الانفصال بالصحراء

أشادت جبهة البوليساريو، من خلاله ما يسمى “الاتحادية الصحراوية لكرة القدم”، بموقف نادي اتحاد العاصمة الجزائري القاضي بالانسحاب من مباراة إياب نصف نهائي الكونفدارلية الإفريقية أمام نهضة بركان بسبب ما بات يعرف بـ”أزمة القميص”، وبمواقف العائلة الكروية الوطنية الجزائرية، وعلى رأسها الرابطة الوطنية لكرة القدم، وجل الأندية الجزائرية التي ساندت نادي العاصمة في وجه ما وصفته بـ”الاستفزازات والأساليب غير الرياضية التي لجأت إليها بعثة نادي نهضة بركان المغربي، من خلال استعماله لأقمصة تحمل خريطة وهمية”، بتعبير بيان صادر عن وكالة أنباء “جمهورية تندوف”.

وأدان البيان ما وصفه بـ”محاولة الدوس على القوانين الدولية للفيفا”، مبرزا “عزم الاتحادية الصحراوية لكرة القدم اتخاذها كل السبل القانونية التي ستمكن من تجريم هذه الأفعال وعدم تكرارها”، فيما ندد معارضون جزائريون بإساءة نظام بلادهم لصورة وسمعة الدولة الجزائرية وتدمير المشهد الكروي بهكذا تصرفات، وبتسخير كل الإمكانيات والمؤسسات السياسية والدبلوماسية والرياضية الجزائرية لخدمة الجبهة الانفصالية وأطروحتها المشروخة.

عواقب وخيمة وخدمة للانفصال

في هذا الصدد، قال وليد كبير، صحافي جزائري معارض، في تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، إن “إعلان جبهة البوليساريو الانفصالية دعمها للقرارات الجزائرية الأخيرة فيما يخص المشاركة في المنافسات الرياضية القارية، أمر طبيعي، خاصة القرار الأخير لاتحاد العاصمة الذي تلقى أوامر من العسكر من أجل عدم اللعب مع نهضة بركنان ضمن إياب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية”.

وأضاف كبير أن “تبعات هذه القرارات ستكون بالتأكيد وخيمة على الكرة والرياضة في الجزائر من خلال فرض عقوبات من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم على هذا النادي، ولن تنفعه حينها لا إشادات البوليساريو ولا أوامر العسكر”، مسجلا أسفه الشديد لتدمير المشهد الكروي والرياضي في بلاده بقرار سياسي من النظام الحاكم.

ولفت الصحافي الجزائري إلى أن “لجوء النظام إلى استغلال الرياضة لصالح القضايا التي يعتبرها مقدسة، على غرار قضية الصحراء، يعكس الفشل الذي راكمه على مدى قرابة خمسة عقود من الزمن في مقارعة المغرب سياسيا ودبلوماسيا”، لافتا إلى أن “الدولة الجزائرية بمؤسساتها الدبلوماسية والسياسية والرياضية صارت في خدمة الأطروحة الانفصالية للبوليساريو، وفي خدمة أجندة العصابات الحاكمة في الجزائر”.

وخلص المتحدث إلى أن “التطورات الأخيرة وتهريب المشروع الانفصالي في الصحراء إلى الساحة الرياضية والثقافية، أمر يؤثر بشكل كبير على سمعة الجزائر القارية والدولية حيث أصبحت كل وسائل الإعلام الدولية تتحدث عن هذه التصرفات الغربية وعن هذا التوظيف السياسوي للرياضة”، مشددا على أن “أزمة قميص نهضة بركان أثبت أن النظام طرف فعلي وفاعل في ملف الصحراء، وهو يتجه بهكذا سياسات إلى تحويل الجزائر إلى دولة منبوذة في محيطها الإقليمي والقاري والدولي”.

مهام قذرة وهوس بالصحراء

من جهته، ندد شوقي بن زهرة، ناشط سياسي جزائري معارض، بـ”تسخير النظام الجزائري كل إمكانيات الدولة من أجل دعم المهام القذرة لميليشيا البوليساريو؛ فبعدما كانت هناك إشكالية في الداخل الجزائري نفسه حول أسباب دعم هذا التنظيم من أموال الشعب الجزائري، يأتي هذا النظام ليجعل ليس فقط الأموال وإنما أيضا مؤسسات الدولة الجزائرية كلها في خدمة هذه الميليشيات”.

وأوضح ابن زهرة، في تصريح لجريدة النهار، أن “النظام أثبت هوسه بقضية الصحراء التي يكرر دائما أنه غير معني بها فيما اعتبر أن ارتداء نهضة بركان المغربي لقميص يضم خريطة المملكة فعلا يمس بالسيادة الوطنية، ليفضخ بذلك نفسه بنفسه”، مسجلا أن “صناع القرار الجزائريين دجنوا المشهد الكروي بعدما دجنوا المشهدين السياسي والحزبي من قبله”.

وأشار الناشط السياسي الجزائري ذاته إلى أن “حكام الدولة الجزائرية لهم باع طويل في خلط الأورق السياسية مع غيرها من الأوراق الأخرى، حيث سبق أن خلطوا السياسة بالاقتصاد إبان تغير الموقف الإسباني من قضية الصحراء وإعلان مدريد تأييدها لمقترح الحكم الذاتي، إذ لوحت الجزائر حينها بتوقيع عقوبات اقتصادية على إسبانيا قبل أن تتراجع عن ذلك لاحقا”.

وخلص ابن زهرة إلى أن “هذه الواقعة تبين بالملموس أن جبهة البوليساريو لم تعد تستنزف فقط أموال الشعب الجزائري وإنما أيضا صورة الجزائر وسمعتها التي تضررت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، إذ إن دخول نظام قائم بمؤسساته وافتعاله أزمة مع ناد كروي هي سابقة في التاريخ السياسي المعاصر تنطوي على إساءة كبيرة لصورة الدولة”.

Exit mobile version