الوكالة الوطنية للمياه والغابات تعطي انطلاقة تحيين دراسة المناطق المحمية بالمغرب

نظمت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، اليوم الخميس، بالرباط، ورشة عمل خصصت لإطلاق تحيين دراسة المناطق المحمية بالمغرب.

وأفاد عبد الرحيم هومي، المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، أن تحيين دراسة المناطق المحمية بالمغرب ستمكن من تحديث المعارف والمعطيات حول هذه المناطق والتنوع البيولوجي الذي تحتويه، وذلك وفقا لاستراتيجية “غابات المغرب 2020-2030″، التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس في 13 فبراير 2020.
وأضاف هومي، في كلمة في افتتاح هذه الورشة، أن هذه الخطوة تستجيب للأهداف الجديدة للإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020، الذي تم اعتماده في مؤتمر الأطراف الخامس عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي، مؤكدا أن هذه الأهداف ليست مجرد أهداف ينبغي تحقيقها، لكنها التزامات أساسية لضمان مستقبل مستدام لكوكبنا وللأجيال القادمة، وأنها تتطلب إجراءات ملموسة، وتعزيز التعاون الدولي، والإرادة السياسية.
وأكد المدير العام أن المناطق المحمية تلعب دورا أساسيا في الحفاظ على التنوع البيولوجي، وحماية النظم البيئية الهشة وإنشاء مساحات مخصصة للبحث والتعليم وتعزيز التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن هذه المساحات في المغرب، تمثل كنوزا طبيعية حقيقية، إذ تضم ثروة لا تقدر بثمن من حيث النباتات والحيوانات والنظم البيئية الفريدة.
وأردف هومي قائلا ” إن الدراسة الوطنية حول المناطق المحمية، التي نستعد لتحديثها، أجريت سنة 1994، وقد شكلت خطوة أساسية في إعداد حصر التنوع البيولوجي في المغرب”، مشيرا إلى أنه بفضل هذه الدراسة تم تحديد شبكة من 154 موقعا ذات أهمية بيولوجية وإيكولوجية على مساحة تزيد عن 2.5 مليون هكتار، تمثل أهم الأنظمة البيئية الطبيعية المغربية، إلى جانب القيام بجرد ودراسة الحالة التي تتواجد عليها الحيوانات والنباتات بهذه الأوساط الطبيعية.
وأضاف المتحدث ذاته، أنه اليوم، بعد مرور ثلاثين عاما، تواجه مناطقنا المحمية العديد من التحديات الجديدة، مشيرا إلى أن الضغط المتزايد المرتبط بالنمو السكاني والتحضر والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية وتغير المناخ، يمثل جميع التهديدات التي تتطلب إعادة تقييم وتحديث المعرفة حول هذه المساحات، وهذا التحديث يعد ضروريا لتنفيذ استراتيجيات الحفظ المناسبة.
وأبرز هومي أن تحديث الدراسة الوطنية حول المناطق المحمية في المغرب يهدف إلى تحديث معرفتنا بهذه المساحات الثمينة، وتقييم الوضع الحالي للتنوع البيولوجي فيها من ناحية، وتحديد التحديات وكذلك الفرص التي تطرح نفسها لنا من ناحية أخرى.
كما يهدف التحيين، الذي يتم تنفيذه في إطار برنامج “غابتي حياتي” الممول من الوكالة الفرنسية للتنمية والمستفيد من مساعدة الوكالة الفرنسية للخبرة التقنية الدولية، إلى تحسين تدبير التنوع البيولوجي ودعم المقاربة المندمجة لتطوير شبكة للمناطق المحمية خلال السنوات العشر المقبلة، وستعتمد على التشاور والاستفادة من تجارب مختلف المتدخلين خلال السنوات الأخيرة.
وتهدف الوكالة الوطنية للمياه والغابات من خلال هذه العملية، التي يتم إطلاقها بعد عشرين عاما، إلى تحديث حالة المحافظة التي توجد عليها المواقع المحددة وكذا التنوع البيولوجي الذي تضمها، وتحديد مواقع جديدة ذات الأولوية للمحافظة، تماشيا مع التحديات الوطنية والدولية الجديدة. كما تهدف، إلى تضمين تحديات جديدة للمحافظة، من قبيل تمثيلية أهم الأنظمة الإيكولوجية، وربط مجموعات الأنواع النادرة والمهددة وحمايتها، فضلا عن السلامة البيئية للنظم الإيكولوجية الطبيعية، واقتراح أساليب جديدة لتدبير المناطق المحمية، تأخذ في الاعتبار أولويات المحافظة الجديدة والسياق الاجتماعي والاقتصادي.
وحسب الوكالة، ستشكل هذه الشبكة المحدثة من المناطق المحمية إطارا جديدا لحشد الشراكات التقنية والمالية، وكذا المجتمع العلمي والتقني، من أجل الرصد الديناميكي للتنوع البيولوجي والتدبير التكيفي للأنظمة الإيكولوجية الطبيعية.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News
زر الذهاب إلى الأعلى